سلطات أنقرة تلاحق الانقلابيين خارج تركيا

سلطات أنقرة تلاحق الانقلابيين خارج تركيا
امتدت حملة التطهير التي تشهدها تركيا عقب المحاولة الانقلابية في 15 يوليو إلى خارج البلاد، حيث اعتقلت سلطات الإمارات جنرالين تركيين يخدمان ضمن قوات الحلف الأطلسي بأفغانستان، فيما تتواصل حملة التطهير في الداخل.
ويفترض أن يتم نقل الجنرالين إلى تركيا لاستجوابهما.
كما تواصلت الحملة على الصحفيين مع احتجاز السلطات، الصحفية المعروفة نازلي اليجاك بعد صدور مذكرات اعتقال بحق 42 صحفيًا أمس الاثنين.
وتثير الحملة التي بدأها الرئيس التركي رجب أردوغان على "فيروس" التمرد الذي نسبه للداعية التركي المقيم في المنفى بالولايات المتحدة فتح الله كولن، قلقًا كبيرًا في الخارج وفي تركيا.
واعتقلت السلطات ما يزيد عن 13 ألف تركي، إثر المحاولة الانقلابية التي فاجأت النظام وخلّفت 270 قتيلًا وأكثر من تسعة آلاف أودعوا الحبس الاحتياطي.
وضمن هؤلاء 143 جنرالًا يشتبه في تورطهم في الانقلاب الفاشل، بحسب أرقام جديدة نشرتها الثلاثاء الصحافة الحكومية التركية.
وكان مسؤول تركي صرح طالبًا عدم كشف هويته أنَّ سلطات الإمارات اعتقلت في مطار دبي الدولي اللواء جاهد باقر قائد القوات التركية في أفغانستان، والعميد شنر طوبشو قائد مكتب التدريب والدعم والاستشارة ضمن القوات التركية في كابول.
وقالت وكالة أنباء "الأناضول"، إنَّ عملية الاعتقال جاءت بعد تعاون بين أجهزة الاستخبارات التركية والإماراتية.
ويتولى الجنرالان منصبين عاليين في عملية "الدعم الحازم" الهادفة لتدريب قوات الأمن الأفغانية وتقديم المشورة إليها، بحسب موقع الحلف الأطلسي".
واكتفى متحدث باسم مهمة الحلف بأفغانستان بتأكيد أن "الفيلق يواصل مهمته" رافضًا تقديم أي تفاصيل.
ويتوقع الإعلان الخميس إثر اجتماع المجلس العسكري الأعلى بأنقرة عن تحوير مهم في الجيش.
* احتجاز صحفيين
واحتجزت السلطات اليوم الثلاثاء، الصحفية المعروفة نازلي اليجاك مثل سبعة من زملائها بعد صدور مذكرات اعتقال بحق 42 صحفيًا الاثنين، بينهم بشرى أردال الصحفية في صحيفة "زمان" اليومية التي كانت تتبع كولن، بسب وكالة "الأناضول". وقال تورغاي أولجيتو رئيس جمعية الصحفيين الأتراك "هذا محزن وغير مقبول".
واعتقلت اليجاك صباح الثلاثاء عندما أوقف عناصر الشرطة سيارتها في قضاء بودروم ونقلوها إلى إسطنبول.
وكانت اليجاك طردت من صحيفة صباح الحكومية في 2013 بعد أن انتقدت وزراء تورطوا في فضيحة فساد، واتهمت الحكومة حينها كولن بتدبير الفضيحة.
وكانت اليجاك عضوًا في البرلمان بين 1999 و2001 ممثلة عن حزب الفضيلة.
* تعديل دستوري صغير
بالتوازي مع هذه الحملة على الإعلام والجيش حصل أردوغان أمس الاثنين، على مشهد وحدة سياسية نادر، حيث اجتمع مع مسؤولين من المعارضة. وأعلن رئيس وزرائه إثر الاجتماع، أنَّ "الأحزاب الرئيسية مستعدة لبدء العمل لإعداد دستور جديد".
وكان تمّ إعداد دستور تركيا إثر انقلاب 1980 وتدعو حكومة أردوغان إلى مراجعته بهدف إرساء النظام الرئاسية الذي يحلم به أردوغان بغرض مزيد تعزيز نظامه.
وتتركز بيد أردوغان الذي يهيمن على الساحة السياسية التركية منذ 2003، سلطات غير مسبوقة منذ قيام الجمهورية التركية قبل نحو قرن.