«الدولار الأسود» يتجاوز 12 جنيهاً.. والغرف التجارية: «خراب بيوت»

08:11 م | الجمعة 22 يوليو 2016

سجل سعر بيع الدولار قفزات جديدة فى السوق السوداء بتعاملات أمس، ليكسر حاجز الـ12 جنيهاً ويباع بـ12.7 جنيه لأول مرة فى تاريخه، بارتفاع يومى، دون قيود، مقابل استقرار سعره الرسمى عند 8.88 جنيه، وأصابت عدوى الارتفاعات الريال السعودى ليرتفع إلى 3.8 مقابل 2.36 رسمياً.

وقال متعاملون إن هناك طلبات كثيرة على الدولار وسط عرض ضعيف ما أدى إلى ارتفاعه، وكذلك الحال للريال السعودى، حيث أثرت ندرة الدولار على وجود العملات بشكل عام، وأشار صاحب إحدى شركات الصرافة إلى أن ارتفاع أسعار الدولار فى آخر أيام الأسبوع غير متوقع، ونادراً ما يحدث، لكن الطلبات كبيرة وغير معتادة. وأضاف أن شركات الحديد والسيارات ضاعفت معدلات طلبها على الدولار منذ بداية الأسبوع الحالى، لافتاً إلى لجوء عدد كبير من الصرافات إلى السوق السوداء لتدبير العملة، منوهاً بأن رسائل بعض البنوك للأفراد بعدم تفعيل الماستر كارد والفيزا خارجياً أعطى تلميحات بندرة الدولار.

{long_qoute_1}

وقالت مصادر مصرفية بارزة، إن البنك المركزى يعكف على تنفيذ استراتيجية شاملة لحل أزمة الدولار والقضاء على المضاربات فى السوق السوداء، لافتاً إلى أن الأهداف الرئيسية لتلك الاستراتيجية تركز على ترشيد استخدامات العملة الأجنبية من ناحية، وتهيئة المناخ لزيادة مواردها من ناحية أخرى.

أضافت المصادر لـ«الوطن»، أن خطة المركزى تشمل العمل على جذب سيولة دولارية من الخارج عبر الحصول على ودائع من الدول العربية بمبالغ تتجاوز قيمتها 5 مليارات دولار من الإمارات والمملكة العربية السعودية بخلاف الحصول على تمويل من صندوق النقد الدولى الذى يمثل أحد أهم مصادر التمويل، الذى يمثل شهادة ثقة فى الاقتصاد المصرى ويعمل على تشجيع مستثمرين أجانب للاستثمار فى مصر. فى حين أكد أحد المتعاملين فى السوق أنه تلقى طلبات من أفراد وشركات صرافة لتدبير كميات من الدولار، مؤكداً أن تلميحات محافظ البنك المركزى طارق عامر بخفض الجنيه أصابت السوق بحالة من الارتباك ودفعت العملاء لاكتناز الدولار وشرائه أملاً فى تحقيق مكاسب الأيام المقبلة. وأبدى عدد من أعضاء الغرف التجارية انزعاجهم من الارتفاعات المتوالية للدولار ووصفوها بـ«خراب بيوت» لأنها سيتبعها ارتفاع فى الأسعار بنفس القيمة التى ارتفع بها الدولار، وفى النهاية سيتحملها المستهلك. وقال على شكرى، نائب رئيس غرفة القاهرة التجارية، إن أسعار كثير من السلع ارتفعت فى هذا الشهر وحده بنسبة تجاوزت الـ15% بناء على التعاقدات الجديدة للموردين؛ بسبب زيادة سعر الدولار سواء سلع مستوردة أو محلية، نتيجة مستلزماتها المستوردة بالدولار، مستدركاً: «لدرجة أننا فى اليوم الواحد قد نرى أكثر من سعر للسلعة الواحدة، وهذا لم يحدث من قبل، مما زاد من العبء على المواطن البسيط الذى من المفترض أن نسانده ونسعى لوضع حلول جديدة وغير تقليدية لخفض الأسعار، سواء السلع أو الخدمات، أما الوضع الحالى فى ظل ارتفاع سعر الدولار، سيزيد من غضب الشارع نتيجة ارتفاع الأسعار فى مقابل تدنى دخول المواطنين مما انعكس على عدم قدرتهم على مواكبة التزامات الحياة المعيشية نتيجة التضخم وهو ما يستوجب التنويه».

من جانبه، قال أحمد الزينى، عضو مجلس إدارة غرفة القاهرة ورئيس الشعبة العامة لمواد البناء بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن الشارع لا يتحمل أى زيادة فى الأسعار فى ظل زيادة سعر الدولار حالياً، التى انعكست على أسعار معظم السلع التى سترتفع من جديد بسبب تلك الارتفاعات، ولفت إلى ارتفاع أسعار الحديد مؤخراً بنحو 15% نتيجة لارتفاع أسعار الدولار.

وقال أحمد صقر، رئيس لجنة الأسعار بالغرف التجارية، إن قرار تخفيض العملة المزمع -حال تطبيقه- سيؤدى إلى كارثة اقتصادية وسيرفع الأسعار بنفس قيمة خفض الجنيه المزمعة، وسيؤدى خلال الفترة المقبلة إلى مزيد من ارتفاع الدولار بالسوق السوداء ليتجاوز 13 جنيهاً نتيجة لتكالب المستوردين والصناع إلى جمع الدولار من السوق بأى سعر.