مرشد سياحي: عقوبة "التحرش الجنسي" في العصر الفرعوني "الإعدام"

كتب: نرمين عفيفي

مرشد سياحي: عقوبة "التحرش الجنسي" في العصر الفرعوني "الإعدام"

مرشد سياحي: عقوبة "التحرش الجنسي" في العصر الفرعوني "الإعدام"

لا يمر يوم دون أن تتناول وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام قصصا للتحرش الجنسي سواء المادي أو اللفظي، الذي لم يعد يستثني أحدا، سيدات ناضجات وفتيات صغيرات، منتقبة أو محجبة أو ترتدي ملابس محتشمة أو غير ذلك، لتكتمل المأساة بالتحرش بالأطفال، ما يشير إلى أننا أمام أزمة ثقافية مجتمعية مكتملة الأركان وليست مجرد ظاهرة تظهر هنا وهناك.

قال أيمن محمد، مرشد سياحي بالأقصر، إن ظاهرة التحرش ليست وليدة الوقت الحالي بل ترجع أصولها للعصور الفرعونية قبل 4000 عام، حيث كان أول متحرش في التاريخ، ينتمي للأسرة العشرين، وكان يعيش في منطقة تسمى دير المدينة، على الضفة الغربية لنهر النيل في محافظة الأقصر الفرعونية وكان يدعى "با-نب"، حيث إنه أثناء إشرافه على عمال بلدته ارتكب العديد من التجاوزات والجرائم أشهرها جرائم الزنا والتحرش الجنسي.

وأضاف "محمد"، في تصريحات خاصة لـ "الوطن"، أن "با-نب"، ارتكب أكثر من واقعة أشهرها سرقة ثوب امرأة وانتهاك حرمة ملابسها بجانب ارتكابه الفاحشة مع إحدى العاملات تُدعى "توي"، في تلك الفترة وكانت متزوجة، حيث اعتدى عليها جنسيًا وبالتحديد في عصر الملك "سيتي الثاني"، وهذا طبقًا لما أوضحته بردية فرعونية وتعرف تلك البردية بـ"سولت" ورقمها 124. 

وأكد المرشد السياحي أن تلك البردية قد سُميت بـ"سولت" نسبة إلى المجموعة التي جمعها عالم المصريات الذي يسمى "هنري سولت"، وهو بريطاني الجنسية، وكانت معروفة باسم بردية المتحف البريطاني، لوجودها في المتحف البريطاني، وهذه البردية مكونة من ثلاث ورقات، ولم تظهر أي ترجمة لهذه البردية إلا في سنة 1870، على يد عالم مصريات فرنسي "فرانسوا شاباس"، كما ترجمت للإنجليزية على يد عالم مصريات تشيكي "ياروسلاف سيرني".

وأشار إلى أن تلك البردية لم تحدد العقوبة التي قد وقعت على "با- نب"، لكنها ذكرت فقط الاتهامات التي وجهت له وتفاصيل محاكمته، لكنها لم تذكر العقوبة التي وقعت عليه.

وأوضح أن الظاهرة انتشرت بشكل أكبر في العصر الفرعوني في عهد الملك رمسيس الثالث، عام 1155 ق.م، حيث إنه بعد عودته من الحرب وجد شعبه يعيش حالة من الملل، فأمر بإنشاء حدائق، وأدى هذا لخروج الناس للحدائق، والانفتاح النسبي، ما أدى للاختلاط بين الجنسين، فانتشرت ظاهرة التحرش الجنسي، فأمر بنزول الشرطة المصرية، وكانت أول مرة تذكر فيها اسم الشرطة المصرية، واستطاعت الشرطة وقتها القضاء على هذه الظاهرة تماماً، لأن العقوبة وقتها كانت قد وصلت للإعدام، وبذلك يكون قد قضى على ظاهرة التحرش في العصر الفرعوني على يد رمسيس الثالث.


مواضيع متعلقة