«الوطن» ترصد المأساة: 20 أسرة «منكوبة» تعيش على الصدقات بعد حريق «الدرب الأحمر»

كتب: حسن عثمان

«الوطن» ترصد المأساة: 20 أسرة «منكوبة» تعيش على الصدقات بعد حريق «الدرب الأحمر»

«الوطن» ترصد المأساة: 20 أسرة «منكوبة» تعيش على الصدقات بعد حريق «الدرب الأحمر»

20 أسرة تعيش فى قاعة أفراح مركز شباب النادى القومى بالدرب الأحمر، بعدما تفحمت منازلهم، نتيجة اندلاع حريق أودى بحياة شخصين وإصابة 30، بينهم 4 فى العناية المركزة بمستشفى الحسين الجامعى، هذه الأسر لا تجد ما تفطر عليه بعد الصيام سوى صدقات يتبرّع بها أهل الخير والجمعيات الخيرية، وسط غياب تام للحكومة، واكتفت المحافظة بإعطاء كل أسرة متضررة 100 جنيه وبطانية، حسب عبدالهادى عثمان، أحد السكان الناجين من الحريق، بعدما تفحمت محتويات بيته وأصيب أبناؤه. {left_qoute_1}

أثناء وجود «الوطن» وسط الأسر المتضرّرة، نشبت مشاجرة بين سيدتين، إحداهما تتهم الأخرى بسرقة المرتبة التى حصلت عليها أمس الأول من فاعل خير، وتدخّل الأهالى لفض الخلاف بعد أكثر من نصف الساعة من الشتائم المتبادلة.

ويقول «عثمان»، 61 سنة: «بيوتنا اتحرقت من غير ذنب وتشرّدنا فى الشوارع والحكومة ماتعرفش عنا حاجة، بقالنا النهارده 15 يوم بالظبط، وماشفناش غير رئيس الحى والقائم بأعمال المحافظ جم، وقالوا ربنا يعوض عليكم، وهنسكنكم فى شقق جديدة، ولغاية دلوقتى ماشفناش منهم أى حاجة». ويتابع «عثمان»: «كنت نايم يوم 5 رمضان فى بيتى الساعة 11 ونص الصبح، صحيت على صويت وصراخ الجيران، إلحقوا البيوت بتولع، فتحت عينى لقيت شقتى والعة، وأنا وعيالى جوه البيت، ومش عارفين نخرج نروح فين، فضلت أدور على مكان نخرج منه مالاقيناش، السلم نار والبيت كله بيولع، ستر ربنا لاقيت شباك صغير فى المطبخ مفتوح خرجت منه أنا وبناتى وزوجتى وربنا كتب لى عمر جديد وخرجت الحمد لله».

ويضيف: «صاحب عمارة فى المنطقة جارنا عامل غية حمام 4 أدوار متكلفة ملايين بالحمام اللى فيها، اتحرقت، وعلشان هى خشب وعالية جداً وقعت على كل البيوت اللى بجوارها، وده تسبب طبعاً فى أن الحريق كبر، المشكلة الأكبر أن التكييفات اللى كانت شغالة انفجرت. ويتابع «عثمان»: «فيه 2 من الناس الكبيرة ماتوا لأنهم ماقدروش يخرجوا، والأهالى ماعرفوش ينقذوهم والإسعاف والمطافى حضرت متأخر، علشان كده الناس الكبيرة ماتت، بعد ما الحريقة طفيت جه رئيس الحى بيكلمنا كأننا إحنا اللى ولعنا فى بيوتنا، والقائم بأعمال المحافظ وعدنا إنه هيسكنا فى شقق، لكننا بقالنا 15 يوم ماشفناش حاجة، وعايشين على فيض الكريم».

وبكل أسف يقول «عثمان»: «فى بلدنا المواطن أرخص حاجة، يعنى فيه ناس ماتت محروقة وناس فى العناية المركزة، ومصابين وبيوت اتحرقت وخربت وماشفناش مسئول اتكلم عننا ولا عبّرنا ولا سأل، هما عايزين يموتونا وخلاص». ويضيف «رئيس المباحث قال لى هنصرف لك تعويض 5 آلاف جنيه، علشان البيت اللى اتحرق، قلت له ده حرام، ولا يعملوا حاجة». عبدالغنى حافظ، رجل مريض يجلس باكياً داخل قاعة الأفراح على كرسى ويقول: «بيتى اتحرق وبقيت عايش فى الشارع، ومش لاقى مكان يلمنى وماعرفش أروح فين ولا عندى عيل ولا حد يساعدنى، السفرة وأوضة النوم والأنتريه كله اتحرق، ربنا موجود، أنا عايش هنا بقالى 15 يوم دلوقتى ومريض ولازم أروح الحمام كل شوية ومابقدرش أنزل تحت وتعبت، والحكومة ماسألتش عننا ولا تعرف عننا حاجة».

آية سعيد، 22 سنة، عروسة على وشك الزواج تبكى بكل حزن وألم على جهازها الذى لم يسلم من النيران التى التهمت شقتها بالكامل، وتقول: «جهازى اتحرق كله، البطاطين والمفارش والأطقم وكل حاجة اشتريتها، ربنا يعوض علينا، أبويا كان كل أمله يجهزنى، لكن النار مابترحمش حد، أكلت كل حاجة».

وقال المهندس صالح رمضان، رئيس حى الدرب الأحمر، إن 3 أسر فقط من المتضررين هم من يستحقون الحصول على شقق، وسيتم إعطاؤهم عقود شققهم قبل العيد، فى مدينة بدر بمساحة 90 متراً. وأضاف أن وزارة التضامن الاجتماعى ستقوم بتجهيز هذه الوحدات بجميع الاحتياجات، سواء كانت غرف نوم أو أجهزة منزلية أو أى احتياجات أخرى، وسيتم تسكين المتضررين بعد تجهيز شققهم بالكامل.

وأشار «رمضان» إلى أن باقى المتضررين من الحريق قامت وزارة التضامن الاجتماعى بتعويضهم بمبالغ مالية مناسبة، وإعادة ترميم شققهم، مؤكداً أن هناك سكاناً صرفوا التعويضات الخاصة بالفعل، ووزارة التضامن ستُسهم فى إعادة فرش الشقق مرة أخرى، مؤكداً أن الجميع سيغادر قاعة أفراح مركز شباب النادى القومى خلال أيام.

 

سوء أوضاع الأسر داخل قاعة أفراح مركز شباب النادى القومى بالدرب الأحمر


مواضيع متعلقة