من هو "هزاع الذنيبات" الذي أوقف موكب ملك الأردن من أجل سيارة إسعاف؟

كتب: محمد علي حسن

من هو "هزاع الذنيبات" الذي أوقف موكب ملك الأردن من أجل سيارة إسعاف؟

من هو "هزاع الذنيبات" الذي أوقف موكب ملك الأردن من أجل سيارة إسعاف؟

توفي شرطي السير الأشهر في المملكة الأردنية هزاع الذنيبات يوم الثلاثاء الماضي بسبب عارض صحي مفاجئ أُدخل على إثره المستشفى.

هزاع عبد الحميد ذنيبات القادم من محافظة الكرك، خدم في جهاز الامن العام منذ العام 1966 وحتى العام 1984 مراقب سير واشتهر بوجوده في مثلث جسر النشا - المحطة ذلك التقاطع الذي يربط عمان الشرقية بوسط البلد ومنها الى مناطق عديدة من العاصمة الأردنية عمان.

وبدأ هزاع مشواره شرطيا عاديا، أسندت إليه مهمة تنظيم المرور على أحد اكثر الأماكن، التي تشهد كثافة مرورية تضيق عن احتمالها حتى الإشارات الضوئية.

وتعامل هزاع مع هذه المهمة الصعبة، وأدى مهمته من الوهلة الأولى بمهارة واحتراف وتفوق على الإشارات الضوئية في إنهاء الازدحامات المرورية، وذاع صيته وأصبحت صورة، في المجلات العالمية من خلال السياح، الذين يحرصون على التقاط الصور لرقيب السير الماهر هزاع ذنيبات.

وعن أطرف موقف تعرض له، يقول هزاع ذنيبات، في أحد اللقاءات الصحفية السابقة: "إن الملك الحسين كان قادما باتجاه رأس العين وكنت أنظم المرور على إشارة رأس العين وقمت بايقاف السير دون ان انتبه الى الموكب الملكي وفي هذه اللحظة نزل أحد ضباط الحرس ليعلمني أن جلالة الملك الحسين في السيارة وفي هذه الأثناء قدمت سيارة إسعاف تتبع لمستشفى باتجاه جبل عمان فأعطيت الأولوية لها، وقمت بعد ذلك بفتح الطريق أمام الموكب الملكي وكان سرور جلالة الملك كبيرا لهذا التصرف الإنساني، وعندما وصل جلالته أديت له التحية العسكرية وقال لي: شكلك تعبان من أزمة السير، فقلت له: من يراك ياسيدنا تذهب همومه ولا يشعر بتعب وقد منحني هدية ملكية وأمر بترفيعي إلى رتبة رقيب حيث كنت برتبة عريف آنذاك".

ويتميز هزاع الذي خدم ما يزيد عن 23عاماً في مكان واحد وهو "جسر النشا" بالمحطة، بأنه، وخلال كامل خدمته العسكرية، لم يحرر سوى مخالفتين مروريتين فقط، وفوق كل ذلك كان يتمتع بشهرة لم يسبقه إليها أحد من زملائه فهو يحوز على احترام جميع السائقين والمارة، فكانوا ينصاعون لأوامره وإرشاداته وإشاراته ويتقبلون تنبيهاته بكل رضا وحب".

ويقول الوزير الأردني الأسبق الدكتور صبري أربيحات، إن كل العمانيين الذين شهدوا سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كان هزاع معلما من معالم المدينة، وكانت منصة جسر النشا أو "النور" كما كانوا يسمونها هي الأهم، وكان "هزاع" جزءا من الفضاء العماني الجميل، كان ينظم المرور، ويبث الحماسة ويولد الدافعية ويزهو بلباسه وشعاره، كنت تشعر أنه يملك الشارع ويحب المارة، ويعرف مقاصد كل السائقين، وكانت الوقفة على التقاطع الذي يذرع هزاع اركانه بعفوية وخطوات تشعر أنها أطول منه تبدو كدعوة إلى مشهد فيه من الجمال والحماسة والاحترام والإخلاص ما يملأ الصدر بمشاعر التقدير والإعجاب.


مواضيع متعلقة