محمود ضياء: «أبوالغيط» يحتاج إلى رأب الصدع بين أعضاء الجامعة العربية

كتب: مروة عبدالله ومحمد مجدى

محمود ضياء: «أبوالغيط» يحتاج إلى رأب الصدع بين أعضاء الجامعة العربية

محمود ضياء: «أبوالغيط» يحتاج إلى رأب الصدع بين أعضاء الجامعة العربية

قال اللواء محمود ضياء، خبير الأمن القومى والعلوم الاستراتيجية، إن السفير أحمد أبوالغيط يبدأ اليوم مهمة إصلاح الجامعة العربية، وهو ما يتطلب اتخاذ العديد من الإجراءات لمواجهة حالة «شلل» الجامعة، وأولها إلزام الدول الأعضاء بقراراتها عكس الواقع الحالى، لافتاً إلى أنه يجب علينا مواجهة التدخل الخارجى المتنامى بالمنطقة. وأضاف «ضياء»، فى حوار لـ«الوطن»، أنه على الأمين العام الجديد تعزيز منظومة التصنيع العسكرية ممثلة فى الهيئة العربية للتصنيع لمواجهة النفوذ الغربى بالمنطقة إثر التعاون فى التصنيع العسكرى. وإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

■ يبدأ اليوم «أبوالغيط» مهام منصبه أميناً عاماً للجامعة العربية.. كيف ترى الواقع العربى حالياً، والتحديات التى تواجهه؟

- الخلافات «العربية - العربية»، والتحديات التى تواجه المنطقة تحد من قدرة الجامعة على أداء دورها فى توفير الأمن العربى، ومواجهة التهديدات التى تعصف بالعديد من الأنظمة، وهو ما يتطلب وضعه -منذ اليوم الأول- خطة دقيقة للتعامل مع هذه التحديات، والارتقاء بأداء الجامعة.

■ وهل التهديدات الموجودة بالمنطقة مقبلة من الخارج فقط؟

- هى نتاج تفاعلات داخلية وخارجية، أهمها ضعف الجامعة نتيجة عوامل نابعة عن ميثاقها، وأبرزها الشق المتعلق بنظام التصويت، واتخاذ القرارات، حيث إنها ملزمة لمن يقبلها فقط، وغيرها من الأمور التى تستوجب إصلاحها.

■ وهل الاعتراض القطرى على شخص «أبوالغيط» يمثل تحدياً أمامه؟

- هى شخصنة للمواقف، وتغليب للمصالح القطرية على الجماعية والقومية؛ فبدلاً من أن تكون الدول دافعاً لـ«رأب الصدع»، تكون معاول هدم لزيادة الفرقة، والخلاف.

■ عشنا حالة تخبط وفوضى عقب ما سُمى بالربيع العربى.. هل يمكن أن نتخطى هذا الأمر؟

- نعم؛ فنحن نواجه تحدى زيادة مساحة التدخل الدولى بالمنطقة بدعوى محاربة تنظيم داعش الإرهابى، إضافة لتنامى المواجهات ذات الصبغة الطائفية بين السنة، والشيعة، التى تضع السعودية فى مواجهة غير مباشرة مع إيران فى عدد من الدول العربية؛ إضافة لتصاعد أعمال العنف والفوضى فى ليبيا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافى فى أكتوبر 2011، فضلاً عن حالة عدم الاستقرار التى تشهدها تونس، وعدد من الدول العربية.

■ وهل المقومات الاقتصادية تؤهل لانطلاقة عربية فى ظل التراجع الاقتصادى العالمى؟

- تتوافر بالمنطقة مقومات قيام اقتصاد عربى عملاق ينافس اقتصاديات القوى الكبرى؛ فمثلاً 25% من إنتاج النفط العالمى و60% من احتياطاته بالمنطقة، إلا أن الاقتصاد العربى يعانى خللاً فى هيكله، إذ إن حجم التجارة البينية لا يتجاوز 10%.

■ وهل ما زالت إسرائيل تمثل خطراً على الأمن القومى العربى؟

- هى أحد أبرز المخاطر؛ فهى تعمل بسياسة «شد الأطراف» ثم بترها، مثلما حدث بالسودان وأدى لتقسيمها، حيث تلاقت جميع المصالح الأمريكية والإسرائيلية وحتى الأفريقية بدول الجوار فى إثيوبيا وكينيا وأوغندا حيث دعموا جميعاً قوات التمرد بقيادة جون جارنج ومن بعده سلفاكير بهدف الوجود الفعلى بجنوب السودان التى ترى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية فيها أفضل وسيلة للسيطرة على العمق الأفريقى، وتهديد الأمن القومى العربى عامة، والمصرى السودانى خاصة، إضافة إلى الحصول على النفط السودانى من الجنوب والاستثمار به، وكما حدث فى التعاون الإسرائيلى الإثيوبى، الذى يهدف أيضاً إلى تحقيق نظرية الأمن الإسرائيلى عن طريق تطويق الدول العربية خاصة مصر وحرمانها من أى نفوذ فى الدول المتحكمة فى مياه النيل من منابعه، فلقد حصلت على كثير من الامتيازات العسكرية والاستراتيجية فى إثيوبيا، إضافة إلى الخطر النووى القائم بالفعل.

■ وكيف نواجه التحديات التى تواجه المنطقة؟

- علينا البدء فى تفعيل القوة العربية المشتركة، وإعادة إحياء دور الهيئة العربية للتصنيع، حتى يتسنى للعرب إنتاج سلاحهم، والحد من سيطرة القوى الغربية التى تقوم بإمداد الدول العربية بالسلاح، وتعديل نظام التصويت فى أجهزة الجامعة، والاكتفاء بالأغلبية بديلاً عن الإجماع.


مواضيع متعلقة