محافظات مصر تتنافس على أطول مائدة: «الخير يحب الزيادة»

كتب: جهاد مرسى

محافظات مصر تتنافس على أطول مائدة: «الخير يحب الزيادة»

محافظات مصر تتنافس على أطول مائدة: «الخير يحب الزيادة»

لم تعد مجرد صوان يحوى عدداً محدوداً من المقاعد والوجبات الخيرية، يقصدها مواطنون بسطاء دفعتهم الحاجة للجوء إليها فى شهر رمضان، إنما باتت تمتد لأمتار عديدة ويشارك فيها الآلاف، وتضم ما لذ وطاب من الأطعمة.. «أطول مائدة إفطار جماعى»، ظاهرة بدأت فى التنامى والانتشار من قرية إلى أخرى وبين المحافظات المختلفة، وتفاوتت الآراء بشأنها، فبينما يشيد بها البعض ويراها سلوكاً محموداً يهدف إلى تعميق أواصر الترابط ونشر ثقافة العمل الخيرى، يتهمها آخرون بأنها تسعى للوجاهة الاجتماعية والتفاخر بين القرى والمحافظات. نظم عدد كبير من شباب وفتيات مركز مطوبس فى محافظة كفر الشيخ، الجمعة الماضى، أكبر مائدة إفطار شهدتها المحافظة بطول 1200 متر على جانبى قناطر «إدفينا» على ضفاف نهر النيل، سبقتها محافظة دمياط، حيث نظم أهالى «كفور الغاب» مائدة شاسعة، قدمت 2500 وجبة، تم رصها على مائدتين خشبيتين، تبرع بهما أحد أصحاب محلات الفراشة، ويبلغ طول الواحدة 200 متر، وتم وضعهما بالمدخل الرئيسى للقرية. لم يختلف المشهد فى مدينة رفح، التى شهدت هى الأخرى أكبر مائدة إفطار جماعى شارك فيها العديد من المواطنين والمشايخ والقيادات التنفيذية والأمنية أعقبها أمسية ثقافية بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة يونيو المجيدة.

{long_qoute_1}

«حدث يسعى لخلق حالة من الود والمحبة، والإحساس بالترابط بين أهالى المدينة، ورسم صورة إيجابية مشرقة عن مطوبس وشبابها وأهلها»، يقولها «أشرف فليفل»، أحد القائمين على مائدة كفر الشيخ، نافياً وجود أى دوافع أخرى من وراء المائدة، باستثناء العمل الخيرى: «قام بالإعداد والدعوة للمائدة العشرات من الشباب، من مبادرات مختلفة مثل روح المبادرة، عصبة الخير، فاعل خير، وصحبة الخير، بعيداً عن المسئولين، بدليل أن رئيس المدينة لم يحضر، وذلك لنشر روح الود، وتسليط الضوء على مدينة مطوبس وإطلالتها الساحرة على النيل وقناطر إدفينا، التى تتألم من سوء حالتها وعدم اهتمام المسئولين بصيانتها». الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، ترى أن الظاهرة طيبة وإن كانت مظهرية تأتى من باب الوجاهة الاجتماعية، وربما ساهم فى انتشارها أعضاء مجلس النواب، الذين يريدون أن يتواصلوا مع دوائرهم: «الشعب يفضل عادةً التواصل مع الآخرين من خلال الطعام، ودوافع رمضان هى من تجعل هذه الظاهرة فى تنامٍ جيد، ومن هنا لا أود أن أقلل من هذا العمل الخيرى حتى وإن كانت له دوافع خفية، فلا نحجر على بداية طريق الخير، فإن كان يقام بدافع المظاهر هذا العام، يكون لوجه الله فى العام المقبل».


مواضيع متعلقة