ترشيد الاستهلاك: حاضر فى خطاب الرئيس والتليفزيون.. غائب فى الواقع

كتب: محمد شنح

ترشيد الاستهلاك: حاضر فى خطاب الرئيس والتليفزيون.. غائب فى الواقع

ترشيد الاستهلاك: حاضر فى خطاب الرئيس والتليفزيون.. غائب فى الواقع

«الترشيد».. تبدو الكلمة مستهلكة من فرط تكرارها فى حملات تليفزيونية تبغى توعية المواطن بضرورة ترشيد استهلاكه سواء فى الطعام أو الطاقة والكهرباء، وفى خطابات الرئيس الرامية إلى تقليل النفقات بتقليل الاستهلاك، ودون الاثنين «الحملات وخطابات الرئيس»، فلا وجود للترشيد فى حياة المصريين.

{long_qoute_1}

«بيأدن فى مالطة» مثل شعبى، يعبّر عن التجاهل وعدم الاستجابة لدعوات ترشيد الاستهلاك، فالمصريون يهدرون 30% من طعامهم فى الأيام العادية، وما يقرب من 60% خلال شهر رمضان، بحسب ما يؤكده بنك الطعام، فى حين ما زالت أغلب البيوت تستخدم نظم الإضاءة القديمة، بنسبة 50% فى حين أن اللمبات الموفرة المدمجة توفر 80% من الطاقة، وفق الدراسة التى أعدها د. محمد كفافى، استشارى مشروع تحسين كفاءة الطاقة، اللهم إلا قليلاً، منهم محمود بكر، الشاب ابن الـ26 عاماً، الذى تنتابه حالة من الغضب بسبب الثقافة الاستهلاكية الخاطئة لدى المصريين، والتى يراها سبباً رئيسياً فى جشع التجار، مدللاً بآخر المواقف التى حدثت معه أثناء شرائه مستلزمات منزله من إحدى أسواق الخضار: «كنت بشترى الخضار من السوق، قلت أجيب ربع كيلو بصل، بتاع الخضار قال لى مفيش، قلت له البصل أهو، قال لى مفيش ربع كيلو، قلت له أنا واحد بس آخد كيلو ليه؟ وبعدين البصل هيزعل لو أخدت منه ربع كيلو؟ المهم راح ماسك الربع كيلو رماه فى الميزان، وقال لى خد، وبص لى بقرف كده زى ما أكون قتلت له قتيل، وكان عايز يضربنى، وأنا كنت محتاج بصلة واحدة كمان على فكرة، ولو الميزان بالجرام، كنت أخدتها».

كثيرون ينظرون لـ«محمود» على أن ما يفعله يأتى فى إطار البخل، لا ترشيد الاستهلاك، ولكنه لا يبالى بما يقال: «على فكرة أنا عندى تلاجة، يعنى ممكن أجيب من الحاجة ٢ كيلو، ما تفرقش معايا، بس الواحد ليه ما يجيبش الحاجة اللى محتاجها بس، على الأقل لما حد غيرك يكون عاوز كيلو يروح يلاقيه»، مشيراً إلى أن المواطن سبب رئيسى فى احتكار التجار للسلع: «إحنا لو السلعة كانت بـ٥ جنيه، وبقت بـ١٠٠جنيه هنشتريها».

يواصل الشاب العشرينى انتقاده للثقافة الاستهلاكية الخاطئة لدى المواطن المصرى، والتى لا تقتصر فقط على هدر الطعام بكميات كبيرة، بل أيضاً التسابق فى تخزين السلعة: «الناس بتروح لو هىّ محتاجة كيلو، يجيب ٥ كيلو، ويقول لك بكرة هتغلى أكتر من كده، طيب إيه اللى بيخليها تغلى، البياعيين لما بيلاقوا الحاجة عليها سحب، يروحوا ساحبين البضاعة من السوق ومخزنينها أسبوع ولا اتنين لحد ما الناس تتهبل عليها وبعد كده ينزلوها تدريجياً بسعر غالى لحد ما يضرب فى السما، والناس تاخد وفرحانة ومبسوطة، وماتعرفش إنها بيتضحك عليها».

محمود بكر


مواضيع متعلقة