أحمد وفيق: اعتذرت عن أعمال هامة بسبب «سقوط حر».. والمسلسل يحترم عقلية المشاهد

كتب: نورهان نصر الله

أحمد وفيق: اعتذرت عن أعمال هامة بسبب «سقوط حر».. والمسلسل يحترم عقلية المشاهد

أحمد وفيق: اعتذرت عن أعمال هامة بسبب «سقوط حر».. والمسلسل يحترم عقلية المشاهد

خطوات فارقة يخطوها الفنان أحمد وفيق بثبات، ويعززها بقدرات تمثيلية قوية، لينجح فى أن يتصدر المشهد الدرامى، خاصة بعد النجاح الذى حققه فى مسلسل «تحت السيطرة» العام الماضى، ليواصل «وفيق» تألقه بالمشاركة فى مسلسل «سقوط حر»، للمخرج شوقى الماجرى، وفى حواره لـ«الوطن» يتحدث «وفيق» عن خلفيات قبوله للدور، وعن التحضيرات التى قام بها لتقديم الشخصية، بالإضافة إلى مشاريعه الفنية المقبلة.

■ كيف جاء اختيارك لشخصية «سليم» للمشاركة بها فى رمضان من خلال مسلسل «سقوط حر»؟

- بعد النجاح الذى حققه مسلسل «تحت السيطرة» فى رمضان الماضى، كان علىَّ عبء فى العثور على دور بنفس المستوى الفنى، وبالرغم من ذلك أتبع استراتيجية ثابتة فى اختيار أدوارى، فدائماً أبحث عن الأفضل، حتى أضيف لنفسى كممثل، وأضيف للجمهور بعيداً عن الوجود لمجرد الوجود، وأرفض أن أكون كمالة عدد، أو ما أطلق عليه التمثيل والإبداع المجانى.

■ وهل كان «سقوط حر» اختيارك الأول للمشاركة فى الماراثون الرمضانى؟

- عُرض علىَّ مسلسلان آخران بالإضافة إلى «سقوط حر»، الذى كان آخر عمل عُرض علىّ، وكلا العملين كانا مع ممثلين كنت أرغب فى التعاون معهم، وعمل منهما كان يتضمن دوراً جديداً علىَّ بشكل كبير، ويضطرنى لتغيير جلدى تماماً، وكنت أتمنى أن أقدمه بالفعل، ولكن الدور فى هذا المسلسل، والتعاون مع نفس المجموعة التى تعاونت معها العام الماضى، ولديهم رغبة فى أن نخوض تلك التجربة معاً هذا العام دفعنى للاعتذار.

{long_qoute_1}

■ هل أنت ضد العمل فى مشروعين فى وقت واحد؟

- العام الماضى قررت أن أكتفى بـ«تحت السيطرة»، بسبب رغبتى فى الاستمتاع بهدوء وتأن، بالإضافة إلى أن تفكيرى فى الفن بعيد عن الماديات تماماً، ولكن الفكرة تتبلور فى هل أستطيع تقديم العملين بنفس الجودة أم لا، خاصة أن مسلسل «سقوط حر» عمل قوى، ولا أستطيع أن أقدم عملاً آخر بجانبه، سواء بسبب عنصر الوقت، أو المشكلات المتعلقة بتزامن التصوير لعملين فى نفس الوقت، بالإضافة إلى أن دور «سليم» جيد، وأنا لست طماعاً فنياً، مقابل بحثى عن الوصول للجمهور بشكل أفضل والحفاظ على احترامه لى.

■ هل ندمت على رفض الدور الذى وصفته بـ«تغيير جلدك» على المستوى الفنى؟

- لم أندم على رفض أى من العملين، أنا الآن أقدم دوراً مهماً، وأشارك فى عمل كبير يضيف لى كممثل بشكل كبير ويحسب لى، وأعتقد أن الأدوار الأخرى موجودة بكثرة.

■ ما الذى شجعك على قبول الدور والمشاركة فى «سقوط حر»؟

- فكرة التعاون مع نيللى كريم للعام الثانى على التوالى جيدة بالنسبة لى، خاصة إن كان لدينا ما نقدمه معاً على المستوى التمثيلى، فجرعة العام الماضى لم تكن كافية، بالإضافة إلى وجود المخرج شوقى الماجرى، رغم أننا تعاملنا معاً، فإننى كانت لدىّ الرغبة للعمل معه فى مساحة أكبر، وكان التعاون بيننا هذا العام مثمراً جداً، فهو على المستوى الفنى مخرج وفنان عبقرى، وجمع بيننا التفاهم لتقديم العمل فى أفضل شكل ممكن، وجمعت بيننا صداقة على المستوى الإنسانى، بجانب «شركة العدل جروب»، وكل تلك العناصر شجعتنى على المشاركة فى «سقوط حر».

■ وبالنسبة للشخصية؟

- يسعدنى الدور الذى يحمل تحدياً، فهو الذى يستطيع أن يخرج أداء حقيقياً من الممثل، وشخصية «سليم» من الشخصيات المركبة بصورة كبيرة، ومشاهد كثيرة تعتمد فقط على التمثيل من خلال العين، خاصة أنه يبطن أكثر مما يظهر، وهذا لا بد أن يخرج على السطح بأساليب أخرى بخلاف الحوار، وبالرغم من صعوبة تلك الأدوار، فإنها ممتعة بشكل كبير بالنسبة لى، وتجعلنى فى حالة انتشاء، فخلال العمل أقدم أربع شخصيات، ففى الشركة لى شخصية، ومع والدة «ملك» لى شخصية مختلفة، ومع «ملك» أيضاً، فالمخرج وضعنى فى أكثر من مكان.

■ بعد تعاونك الثانى مع نيللى كريم و«العدل جروب»، هل تفضل العمل داخل مجموعات ثابتة؟

- على العكس تماماً، كما أحب أن أختلف وأتنوع فى أدوارى، أحب التعامل مع أكبر قدر ممكن من الفنانين، وأتعمد التعاون مع الموهوبين منهم، فالعمل مع المتمكنين فنياً شىء مغرٍ وممتع بالنسبة لى، وقبل التعاون مع «نيللى» تعاونت مع مجموعات أخرى، وتكرار التعاون مع نفس المجموعة هذا العام جاء وفقاً للظروف وليس تعمداً منى، خاصة أن الدور يتطلب مواصفات خاصة فى الممثل الذى يقدم الدور، وبالتالى وقع علىَّ الاختيار من قبل المخرج وشركة الإنتاج.

■ كيف تقيّم أداءك بشكل شخصى خاصة مع الإشادة التى تلقيتها بعد عرض حلقات «سقوط حر»؟

- أنا لن أستطيع تقديم هذا النوع من الأداء، إلا ومعى مخرج يستطيع تصوير ذلك، وشوقى الماجرى ساعدنى فى هذا كثيراً، فالمخرج عندما يعلم ما بداخلك يستطيع أن يرصد تعبيراتك، وبالفعل نجح «الماجرى» فى رصد ما وصل للجمهور بسلاسة شديدة، ليحمل رسالة بعيدة عن الرسالة التى يحملها الكلام.

■ «تحت السيطرة» كان يهدف للتوعية من المخدرات و«سقوط حر» دعم حملة «المرض النفسى مش عيب» هل تفضل الأعمال التى تحمل رسالة للمجتمع؟

- هذه قد تكون مهمة الفنان، إذا أتيحت له الفرصة لتقديم عمل إصلاحى بهذا الشكل القوى، ووجدت أنى ملتزم بما بدأته فى «تحت السيطرة» العام الماضى، فلدىّ منطق إنسانى فى التعامل مع عملى، وعلى الجانب الآخر تقديم عمل بهدف المتعة أو الترفيه لا يعيب الفنان، ولكنى أرفض توصيل رسالة بطريقة عقيمة أو غير مناسبة.

■ الدراما التى تعتمد على الجانب النفسى تحتاج مجهوداً كبيراً من الممثل، كيف تعاملت مع ذلك؟

- الموضوع كان مرهقاً، خاصة على الجانب العصبى، وأنا بطبيعتى شخص قلق، وأعتمد على قلبى فى عملى لأنه يعد «الدينامو» الخاص بى، مما يجعلنى مهموماً بالدور الذى أقدمه، وبالتالى تبدأ الشخصية فى الدخول إلى أن نصبح جزءً واحداً معاً، وهو ما صنع لى مذاقاً خاصاً حسب تعبير الجمهور والمحيطين بى، بالإضافة إلى أن المسلسل يسلط الضوء على شريحتين فى المجتمع، المريض النفسى داخل المصحات العلاجية، والنوع الثانى ممن خارجها، فهناك أمراض نفسية قد لا يكتشفها المريض نفسه، وقد يكون «سليم» نفسه مريضاً نفسياً ويخفى شيئاً، فكان يجب أن أتحكم فى عضلات جسمى، وانفعالات وجهى بدقة لأنها تمثل معى.

■ هناك تكهنات لدى الجمهور بأن «سليم» لديه معرفة مسبقة بحادثة القتل وقد يكون هو من وراءها، ما مدى صحة هذا الحديث؟

- إذا كان الجمهور يعتقد أنى ممثل قوى فهذا يرجع إلى أنى أتعاون مع مخرج قوى، ولدىّ نص جيد، بالرغم من أن المسلسل ليس عملاً بوليسياً، فإن المخرج شوقى الماجرى نجح فى التعبير عن ذلك بشكل كبير، وظهرت تكهنات حول أن صفاء الطوخى هى من وراء حادثة القتل، خاصة أنها تقدم هذا العام دوراً مبهراً جداً، ولكن تحمل الحلقات المقبلة تفاصيل أكثر، بالإضافة إلى أن المخرج والكاتبة مريم نعوم لن يستخفا بعقل المشاهد، هذا المسلسل «يمشى على الحبل»، مثل ما قدمناه العام الماضى فى «تحت السيطرة»، فمن بداية العمل ونحن نعلم ما يحدث، ولكن الدراما الحقيقية هى التى تجذبك لتعيش فى العالم الخاص بها حتى آخر يوم، ومن أفضل الأشياء أن يشارك الجمهور فى المسلسل، فيما يتعلق بتوقعات الأحداث، ولا يكتفى بمجرد المشاهدة، فنحن نحترم المشاهد وعقليته.

■ وجه البعض اتهامات لصناع المسلسل فيما يتعلق ببطء الإيقاع فما تعليقك؟

- إيقاع العمل بطىء حسب الحالة الدرامية التى يقدمها المسلسل، وكان الأمر سيختلف بالطبع إذا كان مسلسل إثارة، وهذا يرجع فى النهاية للمخرج، ولكن الجمهور ما زال يتابع الأحداث ولم ينفصل عنها.

■ وما الخطوات المقبلة التى تنوى القيام بها؟

- معايير اختيار أعمالى ثابتة دائماً، وقد تتأثر بالنجاح وتجعلنى أدقق فى الاختيار، بالرغم من أن هذا ما أفعله طوال الوقت، بالإضافة إلى أنى أسعى لأن «أجيب آخر التمثيل»، ولكنى لا أسعى لأكون نجم النجوم، فأنا قدرى بشكل كبير، وبالتالى يضعنى أدائى فى المكان الذى أستحقه، وحالياً أحاول الاختيار من بين عملين سينمائيين لتقديم فيلم قريباً.


مواضيع متعلقة