جلال عارف يكتب لـ"الأخبار": "أزمة الثانوية العامة أكبر من الغش.. والتسريب!"

01:42 ص | الأربعاء 29 يونيو 2016

قال الكاتب الصحفي جلال عارف، في مقال له نشرته جريدة الأخبار تحت عنوان "أزمة الثانوية العامة أكبر من الغش.. والتسريب!" إنه "أسوأ ما يمكن أن نفعله مع مأساة امتحانات الثانوية العامة هذا العام، هو أن نتعامل مع الأمر علي أنه فقط تقصير من وزارة التعليم ومن يعاونها من الجهات الأخري في حماية سرية الامتحانات. أو أننا أمام بعض حوادث الغش والتسريب يرتكبها بعض المشاغبين أو يتسبب فيها موظف بالمطبعة السرية والسيدة حرمه!".

وأضاف عارف أن "القضية ـ بكل تأكيد ـ أكبر من ذلك بكثير، فنحن أمام انهيار كامل لمنظومة التعليم بشكلها الحالي. ونحن أمام حالة انكشاف كامل لحجم الفساد الذي يعشش في وزارة التعليم وتحالفه مع بقايا الإخوان الذين لم يخفوا يوما أن التغلغل في مؤسسات التعليم هو أحد أهدافهم الأساسية، وللأسف الشديد فقد تركناهم سنوات طويلة ينفذون مخططاتهم منذ المصالحة المشئومة بينهم وبين السادات!".

وأوضح "في تفاصيل ما حدث.. لابد من البحث عن الذين ارتكبوا جرائم التسريب والغش ومعاقبتهم علي أنهم ـ بما فعلوه ـ يمسون الأمن القومي. ولابد من مساءلة الحكومة عن سر عدم إصدارها لقرار بتأجيل الامتحانات عقب اكتشاف الجريمة في أول أيام الامتحانات لتستمر المهزلة حتي الآن، وتتسبب في غضب أولياء أمور تعبوا ولم يعودوا قادرين علي تحمل المزيد، وإلي مظاهرات الطلاب ضد فوضي الامتحانات التي ستظلم الكثيرين منهم".

واختتم مقاله "إذا أردنا أن نخوض معركة حقيقية لإصلاح التعليم، ولتطهير أجهزته من مافيا الفساد وبواقي عصابات الإخوان. ولنتذكر هنا أنه خلال السنوات الماضية كانت لدينا تجربة واحدة نجحت إلي حد كبير في مواجهة الفساد والإخوان في التعليم. وهي تجربة الدكتور حسين كامل بهاء الدين أطال الله عمره. كان الرجل يملك الرؤية، وكانت الدولة تسانده، وكان الرأي العام يقف معه، وكانت تجربته السياسية الكبيرة تعطيه القدرة علي المواجهة وعبور التحديات، أما حين تغيب الرؤية وتختفي السياسة. فإن الحرب الأساسية ضد الفساد والعصابات الإخوانية تتحول إلي معارك عبثية ضد «شاومينج» وإخواته، أو ضد موظف المطبعة السرية والسيدة حرمه.. لتتفاقم المشاكل وتكبر المأساة".