«رضا».. مسحراتى قبل الفطار: مابقدرش أنزل بالليل

12:03 ص | الاثنين 27 يونيو 2016

تبدل الحال وأصبح صوت المسحراتى يرن فى الأفق نهاراً، صوت طبلته يسمعها الجميع قبل أذان المغرب، يخرج الأطفال حينها من الشبابيك يلوحون بأيديهم له، هو «رضا عباس» المسحراتى الذى يجوب الشوارع قبل المغرب مردداً: «بسم الله توكلت عليك يا أكرم من سئُل، يا خير من يعطى يا أرحم الراحمين».

لم يعد «رضا»، قادراً على النزول قبل السحور كما كان: «دلوقتى بنزل قبل الفطار، والأحفاد والأبناء بيطلعوا من البلكونات ويبقوا فرحانين ومبسوطين ويشاوروا لى، لكن بالنسبة للكبار، ماعدش فيه البهجة زى زمان وإنهم يطلعوا ورا أولادهم وأحفادهم فى البلكونات».

يعيش «عم رضا» فى المنصورة، لكنه خلال شهر رمضان يقيم فى الجيزة، ويقضى الشهر كله متجولاً فى شوارعها، وما إن ينتهى الشهر الكريم حتى يعود إلى بلدته للعمل فى إحدى فرق الزفة.

كانت الساعة تشير إلى الخامسة والنصف مساءً، و«عم رضا» يسير فى شارع الهرم، الهدوء يخيم على المنطقة قبل المغرب مباشرة بينما هو يدق على طبلته ويتحسر على أيام زمان: «زمان كنت أول ما أظهر فى الشارع الناس تطلع من الشبابيك تبص عليّا، دلوقتى الناس كلها مشغولة بالتليفونات المحمولة».

يفخر «رضا» بمهنته، على الرغم من قلة عائدها المادى، وعدم اهتمام معظم الناس بها، مؤكداً أن فرحة الناس بوجود المسحراتى، وسعادتهم بصوت طبلته وأذكاره تكون أكثر فى المناطق الشعبية، عن المناطق الراقية: «نفسى الناس تفهم المعنى وتعرف أنا ماشى ليه، وهدفى إيه، أنا بحاول أحافظ على كل حاجة بتروح، وبذكر الله وبعلّم الأطفال الالتزام بالمواعيد لأنى باجيلهم فى نفس الميعاد يومياً، وفى نفس الوقت بفرّحهم».