الباعة الجائلون «يزوغون» من الأمن

11:01 م | الأحد 26 يونيو 2016

يقتضى عمله ارتداء ملابس أنيقة يتخفّى بها عن أعين الأمن، حاملاً حقيبة بلاستيكية مُلئت بالسلع التى يكثر الإقبال عليها، لا شىء يبدو غير مألوف فى وقفته أمام إحدى عربات المترو، كأنه أحد الركاب الذين يستقلون المترو، وما إن يدلف إلى العربة ويغلق الباب خلفه ويتحرك القطار، إلا ويتحول كل شىء ليبدأ مهرجان البيع: «بصى معايا يا أستاذة، بص يا بيه، وعاشق جمال النبى يصلى عليه»، ليخرج من حقيبته البلاستيكية صنوف السلع المتنوعة، لم يمنعه قرار هيئة مترو الأنفاق تغليظ غرامات المخالفات، لتصل إلى 100 جنيه بالنسبة للباعة الجائلين داخل العربات.

{long_qoute_1}

«أحمد ناصر» الذى لم يتم عامه الـ22 بعد، تلقى الخبر دون أن يأبه له، فخبرته فى التعامل مع رجال الأمن والهروب من أعينهم منحته المزيد من الثقة ليتم عامه الـ10 فى بيع السلع داخل محطات المترو: «أنا بقالى حوالى 10 سنين هنا فى المترو، بابيع كل حاجة، «الغرامة كانت 10 جنيه بقت 15 ووصلت 100، وبرضه بابيع ومش هابطل، ماليش شغلانة غيرها وباصرف على أهلى من وراها.

أمام رصيف محطة الملك الصالح يقف أحد البائعين الآخرين، أسامة خليل، مع مجموعة من الباعة الصغار الذين يعملون معه، يعطيهم تعليماته: «خلوا بالكم على كل رصيف فيه عسكرى، البسوا هدوم نضيفة واتصرفوا كأنكم ناس عاديين، ولما الباب يقفل بيعوا براحتكم، وماتخافوش من حد لو مسككم، قولوا إحنا ساكنين هنا ودى حاجات للبيت»، قواعد النجاة التى يمليها على الصبية الذين يعملون معه تفلح كثيراً، لكنها أحياناً تكون بلا جدوى: «ياما اتمسكنا واتعملت لنا مخالفات ودفعناها، وساعات الحاجات بتاعتنا اتاخدت مننا بس برضه مش هنبطل نبيع عشان ده رزق، وإحنا مش حرامية ولا بلطجية».