شبح «ترامب» يهدد الأمريكيين بعد ضربة «استفتاء بريطانيا»

09:23 م | السبت 25 يونيو 2016

للوهلة الأولى قد يعتقد المتابع لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى أن تبعات ذلك ستكون على دول الاتحاد فقط دون غيرها، على الأقل التبعات السياسية وليست الاقتصادية التى سرعان ما ظهرت آثارها السلبية فور إعلان نتيجة الاستفتاء، إلا أن الواقع هو أن التبعات السياسية تضاهى فى كارثيتها التداعيات الاقتصادية لعملية الخروج البريطانى من الاتحاد الأوروبى، ولعل أبرز المتضررين من هذا القرار هى الولايات المتحدة الأمريكية، التى بات واضحاً أنها ستتأثر سياسياً بما جرى فى القارة العجوز، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى يتنافس فيها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون عن الحزب الديمقراطى، فى مواجهة الملياردير وإمبراطور صناعة الإعلام دونالد ترامب عن الحزب الجمهورى. مجلة «تايم» الأمريكية أبدت شكوكها حول ما يمكن أن يجرى فى الانتخابات الرئاسية التى تجرى نهاية العام، ففى الوقت الذى كانت تشير فيه استطلاعات الرأى السابقة إلى تقدم «هيلارى» بشكل كبير على منافسها، كشف أحدث الاستطلاعات عن اقتراب النسب بين المرشحين، وهو ما أثار مخاوف الديمقراطيين تحديداً بعد إعلان بريطانيا قرار الانفصال عن الاتحاد الأوروبى. المجلة الأمريكية قالت: «إذا كانت الأحزاب القومية المعادية للمهاجرين وتنشر شعوراً بالعنصرية والكراهية استطاعت أن تظهر بقوة وتفرض تأثيرها إلى هذا الحد، فما الذى يضمن ألا يحدث الأمر نفسه فى أى ولاية أمريكية، ولنقل ولاية (أوهايو) مثلا؟». «تايم» أشارت إلى أن الخطاب الذى يتبعه «ترامب» هو نفسه الذى تبنته الأحزاب القومية المؤيدة للانفصال عن الاتحاد الأوروبى، خصوصاً فى الدعوة إلى إعادة النظر فى اتفاقيات التبادل التجارى ونقل المصانع إلى الدولة بدلاً من التصنيع للخارج، إضافة إلى العداء تجاه المهاجرين، مضيفة: «بمعنى أصح، شعار (ترامب) لا يقل سوى نصف درجة فقط عن الشعور القومى المتعصب الذى تتبناه الأحزاب القومية فى بريطانيا».

{long_qoute_1}

صحيفة «واشنطن بوست» اتفقت مع التحليلات السابقة أيضاً، حيث نشرت مقالاً للكاتبة والمحللة السياسية كايتلين باركر، طرحت تساؤلاً: «مع تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبى، هل فاز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية فعلاً؟». وتابعت «باركر»: «قد يبدو السؤال سطحياً وغريباً إذا لم يتم تناوله بدقة، ولكن الواقع يؤكد أن دوافع ومخاوف البريطانيين التى أدت إلى اتخاذ قرار الانفصال، تتشابه إلى حد كبير مع الشعارات التى يتبناها (ترامب)، وهى الهجرة واللاجئين والبطالة». وأضافت: «ما حدث فى بريطانيا دليل على أن الشعور القومى المتنامى فى الولايات المتحدة ليس مجرد حركة محلية ليس لها أصداء دولية، وهو ما اعتبره (ترامب) فرصة للتربح من خلال ما جرى فى الاستفتاء البريطانى، وهو ما تجسد من خلال تصريحه الأخير الذى تهكم فيه على شعار (كلينتون) الانتخابى: (أنا معها)، وقال الملياردير الأمريكى إن شعاره هو: (أنا معك.. مع المواطن الأمريكى.. ولست أنت الذى معى)، وإذا استمر (ترامب) فى استغلال الانفصال البريطانى بالشكل الصحيح، فقد يفوز فعلاً فى الانتخابات الرئاسية».