مستشار الرئيس للشؤون الدينية يشيد بمجالس العلم في المغرب

02:29 م | السبت 25 يونيو 2016

أقيم بالقصر الملكي بالدار البيضاء، يوم الثلاثاء الماضي، رابع درس من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية، حول موضوع "البيئة والإنسان في رعاية الشريعة الغراء"، انطلاقا من قول الله تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴿204﴾ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ ﴿205﴾"، سورة البقرة.

وشهد هذا الدرس، الذي ترأسه العاهل المغربي الملك محمد السادس، حضور الدكتور الشيخ أسامة الأزهري، مستشار الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووكيل أول مجلس النواب ونقيب الأشراف محمود الشريف، وشيخ مشايخ الطرق الصوفية بمصر عبد الهادي القصبي.

وتقدم للسلام على العاهل المغربي الدكتور الشيخ أسامة الأزهري، الذي نقل للملك سلام وتهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة شهر رمضان، حيث بادل الملك السلام بمثله.

وفي تصريحه لـ"الوطن"، عبَّر الدكتور الأزهري عن سعادته بالمشاركة والحضور في الدروس الحسنية في رحاب المملكة المغربية، معتبرا أن مشاركته تأتي حرصا على تلبية الدعوة الكريمة أولا، وعلى بقاء الامتزاج والود والتلاقي المصري المغربي.

وأضاف الأزهري أنه "على العادة الكريمة التي تعودنا عليها من قبل، شرفنا بحضور الدرس الكريم وأصغينا إلى ما جاء فيه من طرح راق ليس بغريب على الدروس الحسنية التي تمثل منارة علمية ومعرفية عريقة يأوى إليها وينزل في رحابها كل عقل نجيب كريم من أبناء الدول الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها على مدى سنوات".

وأكد الشيخ الأزهري أن هناك ارتباطا وثيقا بين الأزهر الشريف وبين الدروس الحسنية، مشيرا إلى أنه سعد بحضور هذه الدروس الإمام الأكبر الراحل الشيخ عبدالحليم محمود، رحمه الله، في ضيافة المغفور له الملك الحسن الثاني، والإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، بالإضافة إلى الإمام الأكبر الراحل الشيخ محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر الأسبق، الذي كان شديد الحرص على حضور الدروس الحسنية، وكان يحظى بتقدير كبير من الملك محمد السادس .

وأضاف الدكتور الأزهري أن العادة المستقرة كانت أن يلقي الدرس الأول وزير الأوقاف المغربي، وأن يكون الدرس الثاني للإمام الأكبر شيخ الأزهر، لتكون إطلالة مصرية أزهرية في رحاب الدروس الحسنية العريقة، ما يعبِّر عن عمق الود والتعاون العلمي والمعرفي بين البلدين الكبيرين.

واعتبر الشيخ أسامة الأزهري أن هذا الملتقى الرمضاني في المغرب يشكل مجمعا علميا مهما، ينزل في رحابه القامات العلمية المعرفية من الدول الإفريقية الشقيقة ومن مختلف دول العالم الإسلامي، مضيفا أنه يشكِّل مظهرا علميا رشيدا وحميدا، وسنة حسنة يمتزج فيها العلماء ويلتقي المشارقة بالمغاربة، وتنسج معالم ود ومشاركة وإخاء علمي، ويستطلع العلماء جهود بعضهم البعض، ما يجعل هذه الدروس "بوتقة انصهار بين الجهود العلمية المختلفة"، حسب تعبير ذات المتحدث.

في سياق متصل، أشاد الدكتور أسامة الأزهري، بالمجالس العلمية التي تتبع مباشرة للعاهل الملك محمد السادس، وكيف أنها تمثل عصبا علميا رصينا مؤتمنا على الفتوى، يوجد مرجعية علمية واضحة تجعل الفتوى تصدر من منبع أصيل يحمي المجتمع ومنظومة فكره من أي بادرة انحراف أو تطرف، وهذا الأمر يستحق كل الاشادة والتقدير، فضلا عن الملتقى الذي تم إطلاقه في أول رمضان، لإعداد الأئمة وكان أيضا برعاية سامية من العاهل المغربي، وهذا أيضا يمثل فخرا علميا مهما".