«لالا».. ثلاثون عاماً من مقاطعة اللحوم.. بما فيها «الكرشة»

كتب: عبدالله عويس

«لالا».. ثلاثون عاماً من مقاطعة اللحوم.. بما فيها «الكرشة»

«لالا».. ثلاثون عاماً من مقاطعة اللحوم.. بما فيها «الكرشة»

«بقالى 30 سنة ماشتريتش كيلو لحمة من ساعة ما جوزى مات عشان كانت أيامها غالية»، بهذه الجملة تحكى «لالا سيد»، معاناتها فى الحياة، والتى بدأت بمقاطعة اللحوم والاكتفاء بأكل الفراخ و«الكرشة» كمصدرين للبروتين وانتهت بمقاطعة جميع الأنواع بعد أن طال الغلاء كل السلع.

تعيش «لالا» فى غرفة تستأجرها منذ 50 عاماً، رحل عنها الزوج إثر وفاته تاركاً لها 5 أطفال، ربتهم وزوّجتهم جميعاً ولم يبقَ معها أحد سوى حفيدتها التى تأتى كل فترة لتجلس معها وتساعدها فى أمور منزلها، لم تعد السيدة الخمسينية تقوى على الحركة بعد إجرائها عمليتين بالغضروف، تصرف عليهما ما يزيد على 300 جنيه شهرياً: «لما جوزى كان عايش وشغال كان بيجيب لنا لحمة على طول ولما مات كان كيلو اللحمة رخيص ومكنتش باشتريه عشان كنت مستغلياها ومكانش معايا فلوس، النهارده وصلت لـ90 جنيه وبرضه مبشتريهاش، هنجيب فلوسها منين!!». تشير «لالا» إلى أن أسعار السلع التى زادت فى الآونة الأخيرة جعلتها تفكر فى التضحية بوجبة الفراخ الشهرية: «الفراخ كمان زادت وبقت الكيلو بـ25 جنيه، وأنا مريضة وعاملة عمليتين وبصرف أدوية، وممكن أبطل الفراخ عشان متعملليش أزمة فى الفلوس اللى يدوب بتكفى العلاج، وحتى السمك هوه كمان ابتدى يغلى سعره».

كانت تستعيض «لالا» عن اللحم أحيانا بالكرشة، الوجبة الشعبية التى تحبها، لكن الغلاء الذى ألقى بظلاله على كل شىء منعها من تلك الوجبة البسيطة: «الكرشة كانت رخيصة وبحب طعهما، دلوقتى مقدرش على سعرها لأنها بقت غالية ووصلت لـ25 جنيه زى الفراخ بالظبط، فلا اللحمة طايلين ولا الكرشة هناكلها، ولا الفراخ هترخص، اللى غلى مبيرخصش».


مواضيع متعلقة