«ادعاء النبوة» جديد دراما رمضان 2016

كتب: نورهان نصرالله

«ادعاء النبوة» جديد دراما رمضان 2016

«ادعاء النبوة» جديد دراما رمضان 2016

تطرقت دراما رمضان هذا العام للمشكلات النفسية من خلال أكثر من عمل درامى، فى محاولة لإلقاء الضوء على النماذج الموجودة بمراكز التأهيل والعلاج النفسى، ومن أبرز النماذج التى تناولتها الدراما بشكل مكثف وواضح عدد من مدعى النبوة، ظهر من خلال أحداث مسلسلى «سقوط حر»، للمخرج شوقى الماجرى، و«الخانكة»، للمخرج محمد جمعة.

{long_qoute_1}

«نوح قال لابنه اركب معانا الطوفان جاى ماصدقهوش.. صالح قالهم مالكوش دعوة بالناقة دبحوها، ولوط قال لقومه كفايا ربنا هيخسف بيكوا الأرض، يعنى هما هيصدقونى أنا يا بنتى»، كلمات جاءت على لسان الحاجة «عائشة»، التى تقوم بدورها الفنانة مشيرة إسماعيل، خلال أحداث مسلسل «الخانكة»، حيث تحاول أن تشرح لـ«أميرة»، غادة عبدالرازق، سبب وجودها فى مستشفى الأمراض العقلية، بينما حاولت «هدى»، وهى تحمل صليباً معلقاً فى رقبتها، فى مسلسل «سقوط حر»، أن تقنع «ملك»، أو نيللى كريم، أن تؤمن برسالتها حتى تساعدها فى الخروج من محنتها النفسية، وقالت نصاً: «أنا المختارة.. ربنا قالى مش هيصدقوكى هيهينوكى ويحبسوكى ويتهموكى فى عقلك لكن ده مصير كل الأنبياء».

وأكد وائل حمدى، مؤلف مسلسل «سقوط حر»، أن مدعى الألوهية أو النبوة يعانى من اضطرابات نفسية، مؤكداً أنه يرى الله ويتحدث معه، ويبلغه رسالته فى هداية العالم، وهو ما طُرح ضمن أحداث المسلسل.

وأضاف «حمدى»: «أثناء العمل على المسلسل دخلنا قسم المرضى النفسيين المتورطين فى جرائم جنائية بمستشفى العباسية، ومن ضمن الجرائم القتل، وكانت الفكرة الجديدة تقديم شخصية مدعية النبوة، ومن المنطقى وجودها فى المستشفى، حيث يتم محاكمتهم بتهمة ازدراء الأديان، وإيداعهم فى مصحة للأمراض العقلية للعلاج، وبالتالى فكرنا أن تلك الشخصية قد تكون موجودة معنا، وبالتالى نستعرض كل أشكال الخلل النفسى».

وتابع «حمدى» لـ«الوطن»: «لم نلمس أى نوع من الغضب بسبب تقديم سيدة مسيحية كمدعية للنبوة، والناس أصبح لديها وعى بتلك الموضوعات، وفى الوقت نفسه الجمهور غير مستعد لكسر كل التابوهات، فهناك عدد من الموضوعات من الصعب أن تتطرق لها الدراما بموضوعية، منها شخصية الملحد أو اللا دينى، قد تكون مثيرة للجدل، خاصة أنه يتحدث ويناقش التعاليم الدينية ومنطقيتها، ولو تم تقديمها سيكون بغرض إدانتها لأنها منطقة شائكة حالياً، بالإضافة إلى أن الجمهور لم يثر الجدل حول مدعية النبوة، لأنها قُدمت على أنها مختلة نفسياً». ويرى محمود دسوقى، مؤلف مسلسل «الخانكة»، أن ادعاء النبوة أو الألوهية نوع من أنواع الذهان، يعتقد الشخص فيه أنه مرسل من الله.

وتابع «دسوقى» لـ«الوطن»: «خلال البحث الذى قمت به أثناء كتابة المسلسل، وجدت نسبة كبيرة من مدعى النبوة والألوهية موجودين فى المستشفيات النفسية، و90% منهم متهمون بجرائم، منهم من قتل عائلته كلها بحجة أن الله طلب منه ذلك، وبالتالى قدم المسلسل نموذجاً طبيعياً لعنصر من عناصر المستشفيات النفسية، فالفكرة نفسها تحتمل أن يكون الشخص مريضاً بالفعل، أو كاذباً يحاول الهرب من الأحكام الجنائية الصادرة ضده». وأشار الناقد محمود قاسم إلى أن تجسيد شخصيات مدعى النبوة فى الدراما يعد ظاهرة جديدة، بالرغم من تقديمها أكثر من مرة فى السينما باستحياء شديد، مؤكداً أن هذا يتم فى إطار قريب من المرضى النفسيين، ونزلاء المصحات العقلية، بالرغم من وجود تلك الظاهرة بشكل كبير، لافتاً إلى ظهورهم العلنى فى عدد من القنوات الفضائية أيضاً.

وقال «قاسم»: «تقديم هذه الظاهرة فى أكثر من شكل فى الدراما الرمضانية يعنى بداية المحاولات الساعية لكسر التابوهات الخاصة بتلك الشخصيات، فيما يتعلق بالجانب الدينى، للتغلب على الخوف المسيطر الذى يمنع من التطرق لها».


مواضيع متعلقة