دعوات لمقاطعة ألعاب الـ"أندرويد": عنف واضطرابات نفسية

دعوات لمقاطعة ألعاب الـ"أندرويد": عنف واضطرابات نفسية
الإدمان لم يعد مقصوراً على حقنة أو سيجارة، إنما صارت الألعاب التى تنتشر بتقنية الـ«أندرويد» على مواقع الإنترنت والهواتف المحمولة، تروج لإدمان من نوع جديد، يصيب العقل والبدن فى وقت قياسى. مئات الألعاب التى يتم ضخها يومياً على شبكة الإنترنت، ويستقبلها الشباب بحفاوة، أكد الخبراء أنها تتسبب فى مشاكل نفسية واجتماعية شائكة، فضلاً عن تصدير أنماط شاذة من السلوك والأفكار التخريبية لا بد من الانتباه لها، بدليل الأزمة التى خلقتها لعبة «Pirate Kings - ملوك القراصنة»، والدعوة لمقاطعتها، باعتبارها إسرائيلية تروج للأفكار الاستيطانية.
صناعة الترفيه والإعلام تدر عائدات ضخمة على مستوى العالم، وفقاً لرأى الدكتور شريف درويش، أستاذ الصحافة وتكنولوجيا الاتصال بجامعة القاهرة، لكن المشاكل المترتبة عليها لا تقتصر فقط على استنزاف الجيوب، وإنما العقول وهو الأخطر، فمع تحقيق الغرب قدراً كبيراً من التنمية، أصبح هناك متسع فى الوقت لدى شعوبه لتمضيته فى الترفيه، الأمر الذى لا يتناسب مع الدولة النامية التى تسعى للتقدم والنمو، وليس لديها المال أو الوقت لاستهلاكه فى الترفيه.
«درويش» أكد أن معظم تلك الألعاب تتنافى مع القيم المصرية الأصيلة، فهى تروج لمفاهيم العنف والدمار، وللأسف تنجح فى مهمتها، بدليل ما يحدث من عنف فى العالم العربى، بل إن بعض الجماعات المتطرفة، مثل «داعش»، تسعى لمحاكاة تلك الألعاب، وأنتجت بعض الألعاب بالفعل مثل «صليل الصوارم»، وحرصت على تدوين رسالة للغرب تظهر فى بداية اللعبة: «نسعى إلى رد العنف الذى كنتم تستهدفوننا به».
القيم الإباحية هى ما يسعى منتجو تلك الألعاب للترويج له فى رأى «درويش»، فبينما المراهق ينهمك فى إحدى الألعاب، تظهر له فتاة شبه عارية، وكلما يتقدم فى اللعبة تخلع قطعة من ملابسها إلى أن تظهر عارية تماماً، وهو ما يتعارض مع الدين.
اضطرابات نفسية عديدة تترتب على إدمان تلك الألعاب، حدثنا عنها الدكتور يسرى عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة: «يضر بمهارات التواصل مع الآخرين والميل إلى العزلة والانطواء، إلى جانب تأثير الموجات الكهرومغناطيسية على خلايا المخ، حيث تعمل على تشتت الانتباه، ضعف التركيز، توتر فى الأعصاب، واضطرابات النوم».
وينصح «عبدالمحسن» بعدم تمضية أكثر من ساعة متصلة فى ممارسة تلك الألعاب، لتفادى المخاطر المشار إليها.