مصرفيون: متوسطو الدخل يعتمدون على التمويل لرفع مستوى المعيشة.. وارتفاع الأسعار يفتح شهيتهم للاقتراض

كتب: إسماعيل حماد

مصرفيون: متوسطو الدخل يعتمدون على التمويل لرفع مستوى المعيشة.. وارتفاع الأسعار يفتح شهيتهم للاقتراض

مصرفيون: متوسطو الدخل يعتمدون على التمويل لرفع مستوى المعيشة.. وارتفاع الأسعار يفتح شهيتهم للاقتراض

قد يمتلك دخلاً جيداً تصنفه المؤسسات المالية على أنه متوسط الدخل، لكنه لا يمتلك مدخرات كبيرة ليعيش فى مستوى مرتفع، ودائماً ما يتطلع إلى رفع مستوى معيشته باستمرار، لذا فإنه يعتمد على الاقتراض من البنوك لتلبية طموحاته المعيشية ويسدد الأقساط لسنوات طويلة.

مصرفيون أكدوا أن شريحة العملاء متوسطة الدخل تعتمد على القروض البنكية لرفع مستوى معيشتهم، لافتين إلى أنها الأنشط بين شرائح العملاء فى الحصول على الائتمان، ويستهدف العملاء من تلك الشريحة الاقتراض لرفع مستوى التعليم لأبنائهم أو شراء السيارات والسكن، بخلاف البطاقات الائتمانية.

محمد بهنساوى، مدير القروض بالبنك العربى الأفريقى الدولى، قال إن الطبقة المتوسطة تعتمد على الحصول على التمويل من البنوك للحفاظ على مستوى معيشة جيد، فى الوقت الذى لا تمتلك فيه رؤوس أموال ضخمة لتلبية تلك المتطلبات والاحتياجات المعيشية، فى حين أنها تمتلك مستوى دخل يمكنها من سداد أقساط تلك التمويلات.

وأضاف «بهنساوى» أن أغلب طلبات تلك الشريحة من العملاء على التمويل تتركز فى القروض الشخصية والبطاقات الائتمانية والتمويلات بضمان الرواتب، لافتاً إلى أن هناك طلبات كبيرة على القروض التعليمية.

وأشار إلى أن البنوك تتوسع فى تقديم خدمات التجزئة المصرفية للأفراد، وان لها مردوداً إيجابياً على الاقتصاد وتنشيط حركة التجارة ورفع المستوى المعيشى لهم.

من جانبه، قال محمد كمال، مدير الائتمان بأحد البنوك العاملة فى السوق المحلية، إن أكثر شرائح العملاء نشاطاً من حيث الحصول على التمويل هى متوسطة الدخل، حيث إنها تمتلك دخلاً يمكنها من سداد أقساط وأعباء التمويلات التى يحصلون عليها بغرض تحسين مستوى معيشتهم.

ولفت «كمال» إلى أن تلك الشريحة قد لا تمتلك ثمن سلعة معينة كالسيارة مثلاً لكن دخلها يمكنها من سداد أقساط تلك السيارة على فترات تمويلية تصل إلى 7 سنوات، قائلاً: «بخلاف قروض السيارات فإن أغلب التوجهات الائتمانية لتلك الشرائح تتجه إلى التمويل العقارى والحصول على قروض لإتاحة فرص أفضل لتعليم أولادهم فى مدارس وجامعات ذات مستوى أعلى، بالإضافة إلى اعتمادهم على البطاقات الائتمانية فى أغلب الأحوال لتلبية مستلزماتهم اليومية».

من جهته، قال الدكتور هشام إبراهيم، الباحث والخبير الاقتصادى، إن شريحة الطبقة المتوسطة الدخل تعتمد بشكل متزايد على التجزئة المصرفية وهو ما يتضح فى ارتفاع التمويلات الموجهة للأفراد.

وقال إن تمويل التجزئة يسهم فى تحريك الاقتصاد إلا أن التوسع فيها فى الفترة الحالية قد يضر بالاقتصاد، خاصة مع عدم وجود قاعدة إنتاجية محلية والتوسع فى الاستيراد، وتحديداً فيما يتعلق بالسلع الاستفزازية بمليارات الدولارات سنوياً مثل السيارات.

وأشار إلى أن مستوى الأسعار يعد من العوامل المهمة التى تؤثر على توجهات العملاء نحو الاقتراض وحجم المبالغ التى يرغبون فى الحصول عليها، لافتاً إلى أنه مع ارتفاع الأسعار فإن الاتجاه للحصول على الائتمان من البنوك يتزايد وبمبالغ أكبر، خاصة أن نمو الدخل لا يزال يتحرك بمعدل أقل من ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية والمعمرة.

ولفت إلى أن الكثير من البنوك العاملة بالسوق المحلية الآن تعتمد وبشكل أساسى على ذلك النوع من التمويلات لأنه الأسهل والأكثر ربحية فى ظل ركود وخمول بعض القطاعات الأخرى بشكل يرثى له، مشيراً إلى أن تلك الطبقة المتوسطة لا تجد غضاضة مع رفع أسعار الفائدة وليس لديها مشكلات فى الالتزام بالسداد.

وأضاف أن ذلك النوع من التمويلات يجد إقبالاً لدى تلك الشريحة وأيضاً من قبَل البنوك، ولكن من وجهة نظر الاقتصاد وفى ظل معدلات النمو والإنتاج المتدنية وارتفاع معدلات التضخم فإنها تضر بالاقتصاد، مشيراً إلى ضرورة تكثيف دور البنك المركزى فى السيطرة على ذلك النوع من المنتجات المصرفية عبر التوجيه والضوابط الملزمة للبنوك وإن كان بشكل مؤقت حتى تتحسن الأوضاع الاقتصادية.


مواضيع متعلقة