أهالى بورسعيد: مبارك عزلنا.. ومرسى «ضلمها علينا»

كتب: هبة صبيح

أهالى بورسعيد: مبارك عزلنا.. ومرسى «ضلمها علينا»

أهالى بورسعيد: مبارك عزلنا.. ومرسى «ضلمها علينا»

كانت تعتقد أن فى خلع مبارك بداية للتنمية والاستقرار، وأن لعبة «عصا» الإهمال والفقر و«جزرة» المنطقة الحرة انتهت إلى غير رجعة، لكن شاءت الأقدار أن تكون بورسعيد على موعد آخر وحلقة جديدة من مسلسل التجاهل والإهمال وتشويه أبنائها بعد الثورة، خاصة بعد أحداث استاد بورسعيد وتوابع الحكم على المتهمين. قال البدرى فرغلى، مؤسس اتحاد المعاشات، إن طبيعة بورسعيد كمدينة ساحلية عاشت تاريخها متمردة تهوى الحرية والعدل الاجتماعى وأنها قدمت معارضين عبر تاريخها فى كل الأنظمة، ولم تعترف بورسعيد بنظام الحزب الواحد وقت أن كان الحزب الوطنى يمارس سيطرته كاملة. وتابع: عوقبت بورسعيد بشكل جماعى فى اقتصادها بإلغاء العمل بالمنطقة الحرة بسبب حادثة أبوالعربى وما زلنا نعانى من هذا العقاب حتى الآن بحالة الركود التجارى. وأشار إلى أن المحافظة ذات طبيعة خاصة، وأثناء ثورة 25 يناير كانت هى أولى المحافظات المنتفضة وساهمت بشكل كبير فى طرح أهداف الثورة، وكانت ترى أنه يجب أن تحقق تلك الأهداف، ولكن فوجئ أبناء المدينة الباسلة بممارسات نظام مبارك تعود مرة أخرى بإعلان الطوارئ بالإضافة إلى حظر التجول. وقال: نعانى الآن من حالة لم تشهدها بورسعيد طوال حياتها حتى فى عصر الاستعمار الإنجليزى الذى كان يفرض وقتها على المحافظة حظر التجول، وكان أهل بورسعيد يفجرون سيارة تابعة للاستعمار الإنجليزى تدعو إلى الالتزام بحظر التجول، وكانت المقاومة خاصة فى حى العرب تضرب أروع الأمثلة وأقوى المعارك. وتابع: نرفض أن يصورنا الإعلام على أننا ضد القانون بل نحن معه وضد البلطجة والتخريب فى أقسام الشرطة والاعتداء على رجال الأمن، لكن ما حدث أن قوات الأمن المركزى اقتحمت بورسعيد ليلة الجمعة وواجهت المواطنين صباح السبت الدامى برصاص حى تسبب فى قتل عشرات الشباب الغاضب وإصابة المئات. ويتساءل: من يدفع ثمن الدماء الغالية التى سالت فى شوارع بورسعيد ومن يعطيهم حقوقهم؟ ويطالب بمحاسبة جنائية لوزير الداخلية وعزله سياسياً والتحقيق القضائى المستقل فى الجرائم التى ارتُكبت فى بورسعيد، فى ظل معركة غير متكافئة بين قوة السلاح ومدنيين عزل.[Quote_1] وأكد أشرف العزبى، ناشط سياسى وحقوقى، أن بورسعيد كانت معروفة فى عهد المخلوع بأنها المحافظة الوحيدة المعارضة للنظام، وخرج منها رموز كثيرون للمعارضة وتعرضت لعقاب جماعى بعد حادثة أبوالعربى، وتم إهمال مشروعاتها بعد وفاة الرئيس السادات الذى كان يضع لبورسعيد مستقبلاً يضاهى مستقبل هونج كونج حينما فكر فى أن تكون بورسعيد منطقة حرة. وللأسف لم تتحقق هذه الطموحات فى عهد مبارك والقرارات كانت دائماً تكبل أبناء بورسعيد، وتم التعامل مع المحافظة بمنطق العصا والجزرة خاصة وقت الانتخابات ومساومة أبنائها على تمديد المنطقة الحرة. ويكمل: «هو نفس النظام لم يتغير بعد وصول مرسى للحكم، وهى نفس طريقة التعامل مع أبناء بورسعيد»، ففى قضية النادى المصرى عوقبت بورسعيد بشكل جماعى، ويؤكد: بورسعيد تنتظر رئيساً لكل المصرين يشعر بأبناء المدينة، ولا يطفئ أنوارها بعد التاسعة، ولا يقيدها فى الطوارئ ويعرف تاريخها ومستقبلها ويرد الجميل لأحفاد 56. ويقول نصر الزهرة، قيادى بحزب الوفد، إن سياسة العقاب مستمرة على أهالى بورسعيد حتى فى النظام الجديد، نفس المنهج والسياسة، خاصة فى أحداث قضية النادى المصرى، وتحديد موعد الحكم فى القضية يوم 26 يناير، لتكون بورسعيد ضحية وكبش فداء لإجهاض تحركات القوى السياسية فى ذكرى الثورة، حيث تمت التضحية ببورسعيد فى سبيل ترضية جماهير مصر خاصة ألتراس الأهلى، بل وتستمر سياسة العقاب بحظر التجول من التاسعة مساء والرئيس يعلم تماماً أن بورسعيد بلد تجارى، وأن التجارة هى السبيل الوحيد للرزق ولقمة العيش وعندما تغلق المدينة منذ التاسعة تشل الحركة التجارية تماماً. وأضاف: كان يجب على الرئيس مرسى أن يتعامل مع بورسعيد ومدن القناة بلغة غير لغة التهديد والوعيد، وكان يجب على صاحب القرار السياسى أن يمد جسور الثقة وأن يشارك المدينة أوجاعها وأحزانها خاصة أنها جريحة بعد مقتل أكثر من 35 ضحية من شبابها الأبرياء. وقال عادل عاشور، تاجر، إن بورسعيد ظُلمت فى عهد مبارك وقُهرت فى عهد مرسى وتحتاج إلى زعيم مثل عبدالناصر يقدر أهلها، ومثل السادات يضعها على خريطة العالم اقتصادياً.[Quote_2] ويتابع: حتى الميناء والجمارك لا نستفيد منها وكل يوم تصدر الحكومة ورئيس الدولة قرارات تحد من تطور الميناء والجمارك وتزيد الاحتكار فى وسائل الشحن والتفريغ والتخليص الجمركى وغيرها من المهن. ويؤكد مجدى النقيب، رئيس نادى البنوك ببورسعيد، أن أبناء المحافظة يشعرون دائماً بأنهم يعيشون فى محافظة راقية ومتحضرة وأن الظلم الواقع عليهم لصالح ألتراس النادى الأهلى، وكانت المحاكمة فى البداية تشير إلى براءة الكثير والناس تأهبت لذلك ولكن الحكم جعل الناس تخرج عن شعورها واندفعت ناحية السجن خاصة أن بورسعيد قرية واحدة، والخبر يصل للجميع فى دقائق. هيام محمود، بكالوريوس تجارة، قالت: بورسعيد مغيبة إعلامياً منذ عهد المخلوع، ويصور الإعلام أهلها على أنهم بلطجية ومهربون، فى حين أن أهلها يتميزون بالكرم والأخلاق النبيلة والبسالة. حتى فى أزمة الحكم الأخير صور الإعلام بورسعيد على أن السلاح منتشر فى شوارعها وبين يد أبنائها الذين يقتل بعضهم البعض. وتطالب الإعلام بوقفة مع نفسه وأن يدرك أنه لولا شعب بورسعيد العزيز الأبىّ لكانت مصر مستعمرة. يمكنك مشاهدة الملف التفاعلي على الرابط التالي: http://www.elwatannews.com/hotfile/details/161 أخبار متعلقة: يا «بلد النضال».. تغفر لك بطولاتك «ما تقدم من ذنوب وما تأخر» بورسعيد.. حيث تمتزج البطولة بالجراح وبالحديد «العصفورى»: دافعنا عن مصر فكان العقاب «جماعياً» أمين يتحدث «من جنب السجن»: بورسعيد تحولت إلى «بورشهيد» لكثرة الدم الذى سال على أرضها تعامل البورسعيدية مع العدو أكسبهم طبيعة خشنة البدرى فرغلى: مدن القناة «رهن الاعتقال» بأمر الرئاسة والإخوان سيحكمون البلاد بـ«الحديد والنار» من بورسعيدى إلى «رئيس الإخوان»: «يا ترحل.. يا نستقل»