الإهمال الطبي يصيب الطفلة "جنة" بـ"الشلل" و"الخرس"

كتب: أحمد فتحي ورفيق ناصف

الإهمال الطبي يصيب الطفلة "جنة" بـ"الشلل" و"الخرس"

الإهمال الطبي يصيب الطفلة "جنة" بـ"الشلل" و"الخرس"

مأساة إنسانية جديدة تبرز استمرار الإهمال الطبي فى علاج المرضى من الأطفال، حيث يعاني أفراد عائلة الطفلة "جنة هشام بركات" (4 سنوات) من معاناة كارثية، بسبب إصابة ابنتهم بفقدان القدرة على نطق الكلام والتحدث مع الآخرين وعدم القدرة على اللهو والتحرك للعب برفقه زملائها وجيرانها،بعد إصابتها بنوبات تشنجات عصبية وزيادة كهرباء بالمخ تلازمها بشكل مستمر.

كانت المفاجأة التي كشفت عنها عائلة الطفلة "جنة" أن السبب الرئيسي فى تردي حالتها الصحية وتدهورها بشكل مخيف هو تناولها عقاقير تطعيمات من الوحدة الصحية بالمحلة ضد مرض شلل الأطفال، ما أحدث لها انتكاسة صحية تسببت فى فقدان النطق وعدم القدرة على التحرك والسير على أقدامها بصورة طبيعية، وحدوث اضطرابات نفسية مفاجئة تدفع من حولها إلى الخوف وعدم الاقتراب منها.

"إحنا بنعاني بقالنا سنتين ولفينا مستشفيات كتير ومصاريف العلاج غالية أوي، ياريت المسؤولين يحسوا بآلام بنتنا".. بتلك الكلمات أرادت والدة الطفلة الحديث عن معاناة ابنتها ضحية الإهمال الطبي، مضيفة "القصة كلها بدأت لما كانت بنتي عندها سنة تقريبا، وجه موعد جرعات التطعيم ضد مرض شلل الأطفال، وفعلا خدت العقار، لكن بعدها بأيام بدأت أعراض حساسية تظهر على جلد يدها، ووجها تظهر عليه ملامح احمرار مفاجئة نتيجة عدم جودة التطعيم".

وقال الحاج عبده كشك، جد الطفلة، وهو يحتضنها بين يده، "يارب اشفيلي حفيدتي درة حياتي كلها، إحنا عمرنا ما نتأخر فى علاجها بس فعلا إحنا لفينا على مستشفيات أطفال المنصورة وأبوالريش بالقاهرة، ولكنهم أكدوا أن علاج البنت في مراكز طبية خارجية فى لندن وباريس، وأنا بتقطع كل ما بشوفها بتصرخ من نوبات ألم التشنج والكهرباء الزائدة على المخ".

وأضاف كشك "ربنا يشفي جنة ويشفي كل مريض يارب، ومايحوجش أي مريض لحد، ويارب كلنا عبادك اللى عايشين بحفظك لنا فاشفيها يارب"، كما ناشد كافة المسئولين بالدولة بضرورة التحرك لإنقاذ الطفلة ضحية الإهمال الطبي، مستشهدا بأن عددا من الأطباء المتخصصين في مجال طب الأطفال عجزوا عن علاج الحالة لعدم القدرة على توفير أي أمصال طبية أو أدوية تسمح بتحسن حالتها الصحية داخل مصر، حسب قوله.

وأوضح جد الطفلة أن والدها موظف حكومي من محدودي الدخل، وزوجته ربة منزل، وهو ما يعد مسؤولية كبيرة على عاتق كليهما لتحملهما تربية 3 أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 4 حتى 7 سنوات، مشيرا إلى أن مصاريف علاج الطفلة الشهري من الصعب أن تتحمله أي أسرة في ظل صعوبة الحياة بسبب غلاء المعيشة وارتفاع تكاليفها.

وناشدت والدة الطفلة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وأعضاء مجلس الوزراء وخصوصا الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة بضرورة الاستجابة العاجلة لعلاج نجلتها على نفقة الدولة أو سفرها للخارج، مؤكدة أن تكاليف علاجها الشهري أكثر من 2500 جنيه، لكنها مسكنات لا تحسن حالتها، "أنا ربنا كتب ليا يبقي عندي بنت واحدة وولدين هما أحمد ومحمد توأمين، ونفسي بجد أعالجها وأفرح بتربيتها في ظل ظروف الحياة الصعبة وغلاء المعيشة".


مواضيع متعلقة