«العطش» يضرب قرية عرب المحجوب بالدقهلية

11:59 م | الأحد 19 يونيو 2016

على جانبى القناة يسيرون فى طابور وعلى أكتافهم يحملون الجراكن المعبأة بمياه الترعة، قاصدين منازلهم، ضمن مشهد يتكرر صباح كل يوم بعد ليل طويل انتظروا فيه وصول مياه نقية إلى منازلهم دون جدوى، ففى الصباح يختارون ما بين مياه الترعة، أو البحث عن المياه فى القرى المجاورة، أو الاستعانة بالطلمبات الحبشية التى فوجئوا بضخها مياهاً تنبعث منها روائح كريهة، تبين أنها مياه صرف صحى، حتى انتشرت الأمراض الجلدية بين الأطفال بسبب عدم توافر المياه للاستحمام.

{long_qoute_1}

قرية عرب المحجوب، هى إحدى 8 قرى تتبع مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، تعانى من أزمة الانقطاع الدائم لمياه الشرب، فى الفترة ما بين منتصف شهر أبريل وحتى شهر أكتوبر، وهى أزمة سنوية تعانى منها قرى أخرى مجاورة لها، هى عزب الحلو، وعثمان، ورمزى، وعويلى، ومليكة الكبرى، ومليكة الصغرى، ولوليا، وأبوحسين، والتى يسكنها ما يزيد على 20 ألف نسمة. «لا يوجد لدىّ من يأتى بالمياه، المسئولون تركونا، ونحن لا نطلب الكثير، نطلب شربة مياه فقط»، هكذا عبرت «هانم»، ربة منزل، عن المأساة التى يمر بها أهالى القرية، وقالت: «شغالة باليومية، والله هدومنا قرّحت من قلة المية، والرئيس السيسى بيقول أنا فى خدمتكم، ييجى يشوفنا، حرام إنى أسهر طول الليل أنتظر شوية مية أحوّشهم لأطفالى».

وأضافت: «أصيب الأطفال بالجرب والحكة نتيجة قلة الاستحمام لنقص المياه، كما أن مياه الطلمبات الحبشية مالحة ولا تصلح للشرب ولا للاستحمام». وقال وجيه عبدالسميع، أحد الأهالى، «لا نطلب المستحيل، أبلغنا المسئولون بأن المياه سوف تصل القرية، ولم نرَ شيئاً، اضطر الأهالى إلى دق طلمبات حبشية تكلفت الواحدة منها 3 آلاف جنيه، ثم تبين أنها لا تصلح لكونها تتميز بالملوحة». وأضاف: «اكتشف الأهالى بعد دق الطلمبات بأنها تضخ مياه صرف صحى، وتنبعث منها رائحة كريهة، فاضطروا إلى إغلاقها، كما حذرنا المسئولون من استخدامها فى غسيل الأوانى لكن ما باليد حيلة».

وطالب السيد إسماعيل، أحد الأهالى، الدولة بتوزيع عادل للمياه بين المواطنين، «وأن يتفاعل المسئولون مع مشاكلنا، وأن يتدخل المحافظ، حسام الدين إمام، لحل المشكلة، حيث وعدنا بتركيب موتور لزيادة ضخ المياه، وبالفعل تم تركيب الموتور لرفع المياه ولكن لا يعمل إلا لمدة قليلة، ونظراً لبُعد المسافة لا تصل المياه إلا لعدد محدود من البيوت». وأضاف: «عندما تصل المياه ننبه على أهالى القرية ألا يفتح أحد منهم الصنابير حيث نتجمع فى عدة بيوت ونملأ منها المياه، حتى يكون الضخ قوياً، وننقلها لبيوتنا لكن نادراً ما تصل المياه إلى البيوت مباشرة». وأضاف: «تستمر معاناتنا السنوية منذ منتصف شهر أبريل حتى أوائل شهر أكتوبر، حيث لا نرى المياه فى منازلنا فى هذه الفترة من كل عام رغم وجود مواسير مياه رئيسية تبعد عنا مسافة تقل عن 500 متر، فيما ترفض شركة المياه أن نأخذ منها المياه، بالرغم من أنها تحل مشاكلنا».

من جانبه، قال محافظ الدقهلية، حسام الدين إمام، فى تعليق له على منع بعض القرى المياه عن القرى الأخرى: «مفيش حد يمنع المية عن حد، وأنا بأستغرب، وإحنا فى شهر رمضان يعنى لو الواحد عنده كوباية مية وواحد عطشان يديله نصها»، مؤكداً دخول 3 محطات مياه جديدة إلى العمل للقضاء على مشاكل المياه فى المحافظة، مضيفاً: «نسابق الزمن من أجل الانتهاء منها فى أسرع وقت». من جهة أخرى، حاول موظف شركة المياه فى القرية الاعتداء على مصور «الوطن» بسيارته فى محاولة لمنعه من تغطية الأوضاع التى تمر بها القرية ونقلها عبر وسائل الإعلام، إلا أن الأهالى تدخلوا ومنعوه.