وزير الأوقاف لـ«الوطن»: لن نسمح لأى تيار باحتكار المساجد.. وزمن الاستغلال السياسى لبيوت الله انتهى

كتب: وائل فايز

وزير الأوقاف لـ«الوطن»: لن نسمح لأى تيار باحتكار المساجد.. وزمن الاستغلال السياسى لبيوت الله انتهى

وزير الأوقاف لـ«الوطن»: لن نسمح لأى تيار باحتكار المساجد.. وزمن الاستغلال السياسى لبيوت الله انتهى

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الوزارة لن تسمح لأى فصيل أو تيار دينى باختطاف المساجد تحت ذريعة الاعتكاف أو أداء صلاة التهجد أو التراويح خلال شهر رمضان، مؤكداً أن الوزارة ترفض توظيف المساجد سياسياً أو طائفياً، فالمساجد لله، وليست مكاناً للتناحر. وأضاف وزير الأوقاف، فى حواره لـ«الوطن»، أن جماعة الإخوان الإرهابية أكثر خطراً من تجار المخدرات ومافيا الاتجار بالبشر، وأعرب عن سعادته بعودة القوافل المشتركة بين الأزهر والأوقاف، متمنياً وضع خطة دعوية تنسيقية تحت قيادة شيخ الأزهر، لتوصيل الصوت المصرى الوسطى إلى العالم كله.. وإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

■ ماذا عن عودة القوافل الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف؟

- الحمد لله، هذه القوافل وافق عليها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وعندما حدثنى الشيخ محمد زكى الدين، الأمين العام للجنة العليا للدعوة بالأزهر، وأبلغنى بذلك، سعدت سعادة بالغة، واتفقت اللجنة العليا للدعوة بالأزهر مع القطاع الدينى بوزارة الأوقاف على إعادة العمل الدعوى المشترك فى المساجد والمصايف ومراكز الشباب والتجمعات والنوادى والمدارس والجامعات، برعاية الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال شهر رمضان المقبل والعطلة الصيفية، ويسعدنا دائماً التنسيق والعمل تحت قيادة الإمام الأكبر، وأنا أوصيت القطاع الدينى بالتعامل بأقصى درجة من الاهتمام، والتعامل على أعلى مستوى، والتنسيق مع اللجنة العليا للدعوة بالأزهر من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة، ونشر سماحة واعتدال الدين، ونبذ العنف والتطرف.

■ هل هذا يعنى انتهاء الجفوة بين الأزهر والأوقاف؟

- إن شاء الله، نحن لا نبغى إلا ما يُرضى الله، وما يحقق مصلحة الوطن والصالح العام، ولا نفكر فى الماضى ولا ننبش فيه، ولا يوجد تشاحن أو تناحر بين أبناء المؤسسة الدينية، وإنما يوجد اختلاف فى الرؤى والتخصصات ويكمل بعضنا بعضاً، وعندما سافر الشيخ محمد زكى الدين إلى المنيا على رأس وفد من الأزهر فى أعقاب أحداث أبوقرقاص الأخيرة، كان فى استقباله الشيخ محمد أبوحطب، وكيل وزارة الأوقاف بالمنيا، وتم تسيير قافلة مشتركة بين الأزهر والأوقاف إلى موقع الأحداث. {left_qoute_1}

■ ما الذى يتمناه وزير الأوقاف فى هذا الصدد؟

- نأمل أن يستمر التنسيق على نطاق واسع، وأن تكون هناك خطة مشتركة بين الأزهر والأوقاف بعد رمضان سواء فى قصور الثقافة أو نوادى الشباب أو المساجد لأن العالم كله يحتاج منا الكثير، ولا شك أن العمل المشترك بين الأزهر بقيادة الإمام الأكبر الذى نعده أستاذاً لنا، ودار الإفتاء بقيادة الدكتور شوقى علام، مع وزارة الأوقاف يمكن أن يشكل تأثيراً كبيراً فى تجديد الخطاب الدينى، فمثلاً فيما يتعلق بنشر الدعوة بالخارج فهناك وعاظ ومعلمون للأزهر بالخارج، وأيضاً أئمة أوقاف، وكانت الجولات العظيمة التى قام بها شيخ الأزهر إلى الفاتيكان وفرنسا وخطابه فى البرلمان الألمانى وزياراته لأندونيسيا ونيجيريا، وأيضاً جولات المفتى وحديثه لمنتدى دافوس والبرلمان الأوروبى، وزيارتى أنا لدولة كازاخستان، ولقائى برئيس مجلس الشيوخ الكازاخستانى، وقيادات الدولة هناك، وحضور مؤتمر الأديان ضد الإرهاب، علاوة على أن الجامعة المصرية التابعة للأوقاف على أرض كازاخستان تُعد الوحيدة التى تنشر الثقافة الإسلامية وتواجه الفكر المتطرف. وأيضاً كانت زيارتى للإمارات من الأهمية بمكان، ثم زيارتى للمغرب التى شرفت فيها بلقاء ملك المغرب، وأهديته بعض إصدارات وزارة الأوقاف، وخاصة كتاب «تصحيح المفاهيم»، الذى تُرجم إلى خمس لغات، وكتاب «تجديد الفكر الدينى» المترجم إلى 10 لغات، وكتاب «حماية الكنائس» المترجم إلى 7 لغات. إذن جولات الإمام الأكبر إلى الفاتيكان وفرنسا وإندونيسيا ونيجيريا وألمانيا، وأيضاً جولات المفتى ووزير الأوقاف لها أثر ومردود إيجابى فيما يتعلق بتصحيح المفاهيم وتجديد الخطاب الدينى.

■ ما المطلوب حالياً؟

- لو وضعنا خطة تنسيقية فيما بيننا تحت قيادة الإمام الأكبر فيما يتعلق بالشأن الدعوى فى الخارج سيصل الصوت المصرى الوسطى لكل مكان، فمن الصعب على قيادة واحدة أن تذهب إلى العالم كله، ونتمنى أن تكون هناك خطة تنسيقية تحت قيادة الإمام الأكبر بشأن الدعوة.

■ ما خطط وزارة الأوقاف بشأن المناطق الحدودية والنائية؟

- لدينا قافلة مستمرة إلى حلايب وشلاتين كل أسبوعين، وندفع بـ10 أئمة لتبصير الناس بأمور دينهم وتصحيح المفاهيم المغلوطة، والرد على تساؤلاتهم، والتأكيد على سماحة ووسطية الدين بعيداً عن العنف والتطرف، وحالياً توجد قافلة فى مرسى مطروح، وأشاد بها المحافظ، ونركز على المحافظات النائية. ومن فضل الله أن ينقل التليفزيون المصرى خطبة الجمعة التى ألقيتها مؤخراً من واحة سيوة، ومن هذا المنطلق أحيّى وطنية أهل سيناء وواحة سيوة وطابا والطور وكل المناطق الحدودية، فلديهم حس وطنى وحريصون على بلادهم، وهذا ما لمسناه فى كل جولاتنا من روح وطنية عالية، وكل ما يقال عنهم من اتهامات لا أصل له، فهم وطنيون حتى النخاع وفى غاية الكرم والوفاء. وطلباتهم محدودة وبسيطة تتمثل فى بناء مدرسة أو مسجد أو فرش مسجد أو بناء مستشفى، ونحن نولى طلباتهم الاهتمام، وقد أوصيت رئيس القطاع الدينى بمضاعفة فرش المساجد وصيانتها لكل المناطق الحدودية.

{long_qoute_2}

■ منذ أيام تعرّض أحد المساجد التابعة للوزارة فى شمال سيناء للتدمير، فما الوضع بالنسبة للمساجد والأئمة هناك؟

■ هى حالات فردية لا يقاس عليها، الأئمة يعملون بحب، لعل أكثر المحافظات التى خطبت فيها بعد القاهرة هى سيناء من الطور وشرم الشيخ وطابا، وعقدنا المسابقة العالمية للقرآن فى سيناء، وإن شاء الله أبناء سيناء مع قواتنا المسلحة والداخلية هم صمام أمان للوطن.

■ ما نوعية الشكاوى التى تتلقاها الأوقاف حالياً؟

- توجد شكاوى من بعض المواطنين عن الإفراط فى استخدام مكبرات الصوت خلال شهر رمضان، وطالبنا الأئمة بالالتزام بتعليمات الوزارة، وقررنا خصم عشرة أيام لخمسة أئمة استخدموا مكبرات الصوت الخارجية فى المساجد خلال صلاة التراويح بالمخالفة لتعليمات الوزارة، ونحن سمحنا باستخدام المكبرات الخارجية فى الأذان وشعائر الجمعة فقط، وما دون ذلك يُعد مخالفة تستوجب المساءلة.

■ هل وافقت الوزارة على تخصيص مساجد للتيار السلفى أو غيره للاعتكاف أو التهجد خلال شهر رمضان؟

- على الإطلاق، لن نسمح لأى تيار أو فصيل أو حزب باقتحام أو احتكار المساجد فى الاعتكاف ولا فى صلاة العيد، فالمساجد لله بعيداً عن أى توظيف سياسى أو حزبى، والحمد لله منعنا غير المتخصصين من اعتلاء المنابر أو إلقاء دروس بالمساجد، وأؤكد أن زمن الاستغلال السياسى للمساجد قد انتهى ولن يعود ولن نسمح به واتخذنا لذلك عدة إجراءات حاسمة لعدم السماح لغير المؤهلين أو المتخصصين باعتلاء المنابر أو اعطاء دروس.

■ ما خطورة غير المتخصصين؟

- هؤلاء كارثة، لأنهم يربكون المجتمع بإطلاق فتاوى وآراء غريبة ما أنزل الله بها من سلطان بدافع الشهرة أو الشو الإعلامى وخلافه، وأيضاً كانت توجد جمعيات توظف المسجد لكسب أصوات أو جمع أموال أو جذب جمهور، ونحن بفضل الله خرجنا بالمساجد من عباءة المتاجرة بالدين إلى نشر الدين الحق وسماحة الإسلام. {left_qoute_2}

■ كيف تتعاملون مع الزوايا؟

- لا شك أن الجزء الأكبر من التطرف والتشدد كان منشأه الزوايا، ، وكانت الزاوية أشبه بالعمل السرى، وكانت التيارات تستغل تلك الزوايا وتجند الأطفال والشباب والعوام، وبالتالى منعنا الاعتكاف والتهجد وصلاة الجمعة بتلك الزوايا حتى لا يتم توظيفها بشكل خاطئ، كما نضع عمالاً فى تلك الزوايا، ونرسل الحملات التفتيشية عليها.

■ يدور الجدل حالياً حول مادة ازدراء الأديان، فما رأيكم؟

- على حد علمى، الموضوع يُدرس حالياً واللجنة التشريعية رفعته للجهات الدينية المعنية لأخذ رأيها، وأطالب باستصدار قرار أممى يجرّم ازدراء الأديان، ويمكن ضبط المصطلحات، فالقوانين ليست قرآناً، هناك قوانين فضفاضة، ومسائل الأديان شديدة الحساسية، ولو قلنا لا عقوبة على ازدراء الأديان سيتحول الأمر إلى فوضى شديدة، ولا يُعقل أن يُجرّم المساس بالسامية، بينما المساس والتطاول على الذات الإلهية أو الأنبياء والرسل والكتب السماوية مباح، ولن يسمح لك أحد بالاعتداء على دينه ولو كان وضعياً، ولا مانع من مراجعة القانون لضبطه.

■ كيف ترى دعوات إلغاء المادة؟

- نحن مع عدم إلغاء المادة ومراجعة النصوص وضبط ما يحتاج منها لضبط.

{long_qoute_3}

■ وماذا عن صكوك الأضحية التى أعلنت عنها الوزارة؟

- قطعنا شوطاً كبيراً فى هذا الأمر بالتنسيق مع وزارة التضامن والتموين ودار الإفتاء، ونأمل أن يكون مشروع الصكوك نقلة فى عملنا التطوعى.

■ ما قيمة الصك الواحد؟

- 1200 جنيه، بعد دراسة مع دار الإفتاء، ونطبع الصكوك حالياً، وسيتم إصدارها قبل العيد، وقريباً سنعقد مؤتمراً صحفياً للإعلان عن كافة التفاصيل، وقد أخذنا موافقة البنوك فى فتح حساب بها للراغبين فى المساهمة فى شراء صكوك.

■ كيف ترى ظاهرة تسريب وتمرير امتحانات الشهادة الثانوية؟

- جريمة فى حق الدين والوطن، وأدعو إلى تغليط العقوبة ضد كل من يسعى لإرباك المجتمع، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: «من غشنا فليس منا»، ونصحت الآباء والأمهات بألا يساعدوا أبناءهم على الغش، فهم يدمرون مستقبلهم، الغش جريمة بكل معنى الكلمة، فمن يغش أو يشارك أو يساهم فى الجريمة يجب تغليظ العقوبة ضده، ليكون عبرة للآخرين.

■ ومن تثبت عليه واقعة التسريب؟

- من يثبت عليه التسريب بدرجة تربك المجتمع يجب تغليط العقوبة عليه إلى درجة الخيانة الوطنية، فالعواطف فى العلم تفسده وتكون وبالاً على الأمة.

■ ماذا عن اللائحة المالية للعاملين بهيئة الأوقاف؟

- اللائحة فى طور الإعداد، وسندفع بها إلى وزارة المالية الأسبوع الحالى بإذن الله تعالى. {left_qoute_3}

■ هل توجد مسابقة للأئمة، وماذا عن خطباء المكافأة؟

- بالتنسيق مع الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، سيتم الإعلان عن مسابقة للأئمة عقب شهر رمضان مباشرة، لاختيار العناصر المناسبة بمقاييس، ولن يجتاز المسابقة إلا من كان متميزاً ومؤهلاً، والأولوية فى المسابقة لخطباء المكافأة، ومن كان متميزاً منهم، واجتاز الاختبارات ستكون له الأولوية بحكم عمله فترات طويلة فى الوزارة، وإذا تبقت درجات ستكون للحاصلين على الماجستير والدكتوراه أو الأعلى تقديراً من الكليات الشرعية بجامعة الأزهر، والحد الأدنى سيكون للحاصلين على تقدير جيد جداً، باستثناء خطباء المكافأة، ولن يعين أحد إلا إذا كان جديراً بالعمل الدعوى.

■ كيف ترون الخطبة الموحدة فى ظل الانتقادات التى تتعرض لها؟

- إذا لم يكن هناك موضوع موحد للخطبة ستكون فوضى، الخطبة الموحدة عملية منظمة تركز على القضايا الإيمانية والدينية وقضايا الوطن التى تمس الناس.

■ ما التعامل الأمثل مع شهر رمضان؟

- شهر رمضان فرصة لفعل الخيرات، وليس من الحكمة أن نصوم ونصلى ونحن لا نبر الوالدين، فخيركم خيركم لأهله، وإذا كانت صلتنا بالناس مقطوعة فعلينا وصلها فى رمضان، فليس الواصل بالمكافئ وإنما الواصل من إذا قُطعت رحمه وصلها، فرمضان شهر الكرم والجود والترابط والتكافل والصدقات والشعور بألم الجوع والفقر. كما أن الله (عز وجل) يمتحن الأغنياء بهذه المواسم، فقد قسم أقوات الفقراء فى مال الأغنياء، فما جاع فقير إلا بشح غنى، وفقراء مصر أمانة فى أعناق أغنيائها، فإطعام الجائع وكساء العارى فرض كفاية إذا لم يقم به أحد أثم الجميع.

■ البعض يرى أن رمضان شهر التقاعس.

- هذا فهم خاطئ، فور عودتى من كازاخستان اجتمعت برؤساء قطاعات الوزارة وبعض وكلاء الوزارة والمفتشين لبحث استعدادات الوزارة لشهر رمضان، وأكدت لهم أن رمضان هو شهر العبادة والعمل ويجب أن نعطى النموذج التطبيقى فى ذلك.

■ ماذا عن نشاطكم خارج البلاد فى شهر رمضان؟

- بفضل الله افتتحنا اللقاءات العلمية الرمضانية بمجلس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بمحاضرة علمية حول حماية المجتمعات من التطرف فى حضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأكثر من خمسمائة شخصية سياسية وعلمية ودينية وثقافية وإعلامية وعدد من السفراء من مختلف دول العالم، فى مقدمتهم سفير مصر بالإمارات السفير وائل جاد، وكان عنوان المحاضرة «تفنيد شبهات المتطرفين حول الجهاد والخلافة ونظام الحكم»، وتناولت عدة محاور، منها مخاطر الفكر التكفيرى، وتفنيد شُبه التكفيريين فى شأن الجهاد والخلافة ونظام الحكم، وسبل تحصين شبابنا ومجتمعاتنا من هذا الفكر المتطرف. وأهديت ولى عهد أبوظبى بعض إصدارات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كما شاركت فى الدروس الحسنية بالمغرب، والتقيت ملك المغرب محمد السادس، وأهديته إصدارات الوزارة، وأعرب عن حبه وتقديره لمصر ورئيسها وشعبها.

■ ما أهم التعليمات التى تركز عليها الوزارة بشأن التهجد والاعتكاف؟

- حذرنا جميع العاملين من تمكين أى شخص غير مصرح له بالخطابة من صعود المنبر أو إعطاء أى دروس بالمساجد سواء فى التراويح أو فى التهجد أو فى أى وقت آخر، مع تفعيل الضبطية القضائية لكل من تسول له نفسه صعود المنبر أو إعطاء أى دروس بالمساجد بدون تصريح. وأيضاً اتخاذ إجراءات إدارية قوية تجاه أى مسئول بالمسجد يُمكّن غير المصرح له بالعمل الدعوى به، أو يقصر فى واجبه الوظيفى، خاصة فى هذا الشهر الفضيل الذى يحتاج منا جميعاً بذل المزيد من الجهد مرضاة لله عز وجل، ووفاء لواجبنا المهنى والوظيفى، علماً أن الوزارة ستكثف حملاتها التفتيشية فى كل ما يتصل بشئون المساجد من أداء الدروس، وتعليمات صلاة التراويح، ونظافة المساجد.

■ هل لا تزال هناك خطورة من تنظيم الإخوان؟

- خطر التنظيم الدولى للإخوان، تلك الجماعة الإرهابية، لا يقل عن خطر مافيا المخدرات أو تجارة السلاح أو تجارة البشر أو الجريمة المنظمة لأن اختطاف الفكر أخطر من أى شىء آخر، والتنظيم يشكل خطراً على الأمن والسلام العالمى لمن كان له عقل مستنير يدرك به عواقب الأمور لا ظواهرها السطحية، ونرى أن تعرية هذا الفكر المتطرف وكشف زيفه وتدليسه واجب شرعى ووطنى وإنسانى.

■ ما رسالتك للقوات المسلحة فى ذكرى انتصارات العاشر من رمضان؟

- قواتنا المسلحة الباسلة تصنع من جديد تاريخاً جديداً لا يقل عن نصر العاشر من رمضان ألا وهو وقوفها الصلب الذى لا تلين له قناة فى وجه الإرهاب الأسود الغاشم والعدو الجبان الذى لا يعرف سوى الغدر والخيانة، وإلى جانب قيامها بواجبها العسكرى خير قيام يشهد به القاصى والدانى، فإنها تسلك مسلكاً آخر لا يقل أهمية ولا وطنية عن المسلك الأول، وهو مسلك البناء والتعمير، يد تبنى وأخرى تحمل السلاح، يد تواجه العدو وأخرى تبنى وتشيد، ولا يمكن لأحد المسلكين أن يؤتى أكله كاملاً بمعزل عن الآخر، فبدون الأمن والأمان لا اقتصاد ولا استثمار، فالعمران والتعمير والبناء والتشييد كل ذلك فى حاجة إلى قوة تحميه وتحافظ عليه، وتدفع عنه يد الغدر والخيانة ومطامع العدو المتربص قاصياً كان أو دانياً، كما أن الدول الرخوة الضعيفة لا يمكن أن تبنى جيوشاً قوية، فالجيوش القوية تحتاج إلى إعداد مهنى ومادى كبير، ثم إن الدول العظمى لا تُبنى على محور واحد أو بُعد واحد، وإنما هى منظومة يكمل بعضها بعضاً ويشد بعضها أزر بعض ويقوّى بعضها بعضاً فترى إلى جانب الدفاع عن الوطن والذود عن حماه استصلاحاً هنا وتعميراً هناك.

 


مواضيع متعلقة