بروفايل: شيرين فهمى الباحث عن العدل

10:31 م | السبت 18 يونيو 2016

لمع نجمه فى سماء القضاء المصرى، الكاريزما التى يتمتع بها، وقدرته على العمل لساعات طويلة دون كلل، منحته الحب والاحترام من الجميع والحماس للعمل معه ومتابعته، هو المستشار شيرين فهمى، رئيس الدائرة 11 جنايات جنوب القاهرة، أحد أهم أعمدة المواجهة للجماعات الإرهابية، لم تُرهِبه محاولاتهم المستمرة للنيل منه والتأثير عليه فى أحكامه، ولا الرسائل التى تنتهى دائماً بالفشل، ولا تشغل اهتمامه مطلقاً، ويتلقاها بالضحك والسخرية.

«لست خائفاً من الموت.. ولن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا»، هكذا رد «فهمى» على من تجرأوا بـإرسال رسالة تهديد قبل الحكم على «المعزول» محمد مرسى.

فهو القاضى المتزن العادل، لا هو صلب كالحجر ولا سهل كالماء، يرفض الشكر والمدح والمجاملات فى الحديث، لُقب بـ«السيطرة» لمهارته العالية فى إدارته جلساته على الوجه الأمثل بالشكل الذى يحفظ للقضاء هيبته وكرامته، دائماً ما يرفض الشكر والمدح من جانب المحامين والشهود والمتهمين بمقولة «شكرك مرفوض، ومن يملك المدح والشكر، يملك الذم والقدح، وأنت لا تملك هذا ولا ذاك للمحكمة»، ولا يسمح لأى تجاوز أن يمر مرور الكرام.

وصفه عديد من القضاة بـ«الموسوعة القانونية القضائية»، وعُرفت عنه دقّته فى دراسة القضايا التى يُعهَد بها إليه، والاعتدال فى أحكامه، فهو يزن الأدلّة بميزان العدل.

كان اختياره للتحقيق مع عديد من القضاة وراء تلقيبه بـ«قاضٍ حاكَمَ رفاقَه»، إذ حقق فى قضية «قضاة من أجل مصر»، الذين ثبت تورُّطهم مع اﻹخوان، وأحال 40 قاضياً من مختلف الهيئات القضائية إلى المحاكمة التأديبية.

«فهمى» تولى التحقيق فى واقعة التنصت على مكتب النائب العام، المتهم فيها النائب العام الأسبق المستشار طلعت عبدالله، والنائب العام المساعد السابق المستشار حسن ياسين، والتحقيق فى قضية «اﻹسراف الإعلامى» التى تورط فيها عدد كبير من مختلف الهيئات القضائية، كما حقق مع قضاة «تيار الاستقلال» المتهمين بالتوقيع على «بيان رابعة العدوية»، التى أحال فيها 59 قاضياً إلى «التأديب والصلاحية»، والتى انتهت بإحالتهم للمعاش.

وتولى الفصل فى قضية حازم أبوإسماعيل، وقضى بمعاقبته بالسجن 7 سنوات فى قضية «تزوير أوراق ترشحه لرئاسة الجمهورية»، كما تَوَلَّى الفصل فى قضية القياديين الإخوانيين محمد البلتاجى وصفوت حجازى، والمعروفة إعلامياً بتعذيب شرطيين باعتصام رابعة العدوية، وقضى بمعاقبة كل منهما بالسجن المشدد 20 سنة، وهو أول قاضٍ يفعِّل النصوص القانونية بمعاقبة المتهمين الذين يتجاوزون فى حق المحكمة، كما تولى الفصل فى قضية حبارة، وخلية الظواهرى، وخلية المتفجرات.

ينظر «فهمى» الآن قضايا تشغل الرأى العام، منها أحداث كرداسة، وكتائب أنصار الشريعة، ومقتل الصحفية ميادة أشرف، وأحداث التبين وبولاق أبوالعلا، وشغب حلوان والتخابر مع قطر المتهم فيها المعزول «مرسى».

البعض يرى أن سر صلابة وقوة «شيرين» فى التعامل هو نشأته العسكرية، فهو نجل اللواء فهمى خيرى الضابط بالجيش المصرى حفيد عبدالحميد باشا خيرى، مدير سلاح الفرسان الملكى فى عهد الملك فؤاد ونجله الملك فاروق، وجد والده أحمد خيرى كان ضابطاً بالجيش ومُعلماً للأسرة الملكية.