اللواء شوقى صلاح: عام 2017 سيكون الأكثر ضراوة فى المواجهة مع الإرهاب بسبب تنفيذ عقوبات الإعدام

كتب: محمد بركات

اللواء شوقى صلاح: عام 2017 سيكون الأكثر ضراوة فى المواجهة مع الإرهاب بسبب تنفيذ عقوبات الإعدام

اللواء شوقى صلاح: عام 2017 سيكون الأكثر ضراوة فى المواجهة مع الإرهاب بسبب تنفيذ عقوبات الإعدام

حذر اللواء دكتور شوقى صلاح، خبير مكافحة الإرهاب وعضو هيئة التدريس بأكاديمية الشرطة، من تصاعد حدة المواجهة بين الأمن والإرهاب خلال العامين الحالى والمقبل، متوقعاً أن يكون العام 2017 الأكثر ضراوة فى المواجهة بين الطرفين، مشيراً إلى أن حركة الإرهاب تؤثر على اتجاهات الرأى العام فى اختيار الساسة أصحاب الأفكار المتطرفة، وقال «صلاح» فى حواره مع «الوطن» إن استهداف الإرهاب للمصالح الأمريكية يمكن أن يساعد دونالد ترامب فى الوصول إلى منصب الرئاسة.. وإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

■ هل للإرهاب بوصلة لرصد أمواجه المقبلة ومن ثم الاستعداد لمواجهته؟

- التنبؤ فى مسألة مسارات الإرهاب لا يعتمد على منطق مادى بحت كما هو الحال فى العلوم الطبيعية والرياضيات، فطبيعة دراسة السلوك الإجرامى فى نمطه الإرهابى تعتمد على تحليل يبنى على العديد من المرتكزات، لعل أهمها التاريخى والعقائدى والسياسى والاجتماعى والأمنى، وغيرها؛ لنصل من خلال كل هذه العوامل للتنبؤ بمسارات متوقعة للتحركات الإرهابية، يُعنى بها بصفة خاصة خبراء الأمن.

■ ما رؤيتك حول أهم المسارات المستقبلية لحركة الإرهاب على المستوى الداخلى فى مصر؟

- برغم ما لمسناه، خاصة فى السنتين الأخيرتين من تقدم فى حربنا ضد الإرهاب، فإنه ومن منطلق مصارحة شعبنا المصرى بطبيعة المرحلة المقبلة فإن عام 2017 سيكون هو الأكثر ضراوة فى مسار المواجهات الأمنية المصرية للإرهاب؛ ولعل هذا سيرجع لضرورات تنفيذ عقوبات الإعدام التى صدرت فى مواجهة بعض قيادات وعناصر التنظيمات الإرهابية، واقترب الوقت لتصبح أحكاماً باتة واجبة التنفيذ، لذا يجب أن تخضع هذه المرحلة الزمنية من تاريخ مواجهة مصر للإرهاب لدراسات علمية متخصصة، تصدر القرارات السياسية فى ضوئها وستركز التنظيمات الإرهابية فى المرحلة المشار إليها على عمليات الاغتيالات باستخدام التفجير عن بعد أو التفجيرات الانتحارية فى حالة استهداف شخصيات مهمة، ويجب ألا يغيب عن حساباتنا أيضاً سعيهم الدؤوب لتوظيف الملف الطائفى من خلال جرائمهم الإرهابية، والقضاء على الإرهاب واجتثاثه من جذوره سيحتاج لسنوات طوال من النضال على مستويات متعددة، لعل أبرزها مواجهة الفكر المتطرف الذى يؤسس للسلوك الإجرامى الإرهابى.

{long_qoute_2}

■ ما تصورك عما كان سيؤول بنا الحال إليه لو لم تقم ثورة 30 يونيو 2013.. هل كنا سنتجنب الخوض فى المواجهات الإرهابية التى نخوضها الآن؟

- واجهت مصر موجة إرهابية عاتية منذ ثورة 30 يونيو بعد إطاحة الشعب المصرى بنظام حكم تاجر بالدين منذ زمن، وفى سبيل الوصول للحكم قدم لقوى دولية تنازلات تمس الأمن بالقومى المصرى، ولقد استغل تنظيم الإخوان الحالة الثورية بعد 25 يناير 2011 واستطاع الوصول لسدة الحكم، وبعد عام واحد أدرك الشعب المصرى بحسه الأمنى الفطرى أن مخاطر الحرب الأهلية تبدو مقدماتها واضحة فى الأفق، فقد أدرك أن التنظيمات الدينية المتطرفة التى ظهرت على الساحة المصرية واندمجت فى منظومة العمل السياسى تحت غطاء حزبى، مآلها للتصادم لا محالة؛ فكل تنظيم من هذه التنظيمات يرى أنه الأجدر بحكم مصر، وهم جميعاً تنظيمات متطرفة فكرياً، وسيصل بهم الحال إلى تكفير المجتمع وتكفير بعضهم البعض، ثم تأتى بالضرورة مرحلة الصدام، متمثلة فى حروب أهلية تضيع معها الدولة، لذا وبرغم أن تلك التنظيمات وفى الصدارة منها تنظيم الإخوان كانوا واهمين بأن الشعب المصرى سوف ينحاز إليهم نظراً لتعاطف المصريين مع التدين الحقيقى، وأؤكد التدين الحقيقى وليس الاتجار بالدين.

وراهنت قوى عالمية كبرى على هذا وخسرت رهانها، وكان الوعى العام للمصريين صادماً لهم، فقد فاجأهم الشعب المصرى وانحاز لمؤسسته العسكرية مدركاً وبحق أن هذه المؤسسة هى الأولى بمنح الثقة؛ والأجدر بالحفاظ على الدولة وحمايتها. ولا عجب فى هذا الأمر؛ فهذا الشعب صاحب أقدم الحضارات الإنسانية، فهو قادر على أن يصنع التاريخ.

{long_qoute_3}

■ كيف ترى مسار التحركات الإرهابية على المستوى الإقليمى؛ وأقصد هنا منطقتنا العربية؟

- نحن الآن أمام معطيات أساسية للموقف الراهن تتمثل أهمها فى تمركز واستقرار التنظيمات الإرهابية الكبرى على مستوى العالم بالمنطقة العربية ولعل أبرزها: داعش؛ القاعدة؛ الإخوان؛ حركة أنصار الله الحوثية.. وغيرها، كما أن لهذه التنظيمات أتباعاً كثراً، ويحارب المجتمع الدولى وبدعم من دول المنطقة تنظيمى داعش والقاعدة وأتباعهما، إلا أن التحالفات الدولية تضر بفاعلية هذه المواجهات، وهذا ما أكده الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى كلمته للشعب الروسى بمناسبة الذكرى الـ70 للانتصار فى الحرب العالمية الثانية (1941 - 1945) برغم أن بوتين نفسه يشارك عملياً فى تطبيق نظرية التحالفات التى يقر بكونها تضر بفاعلية الحرب ضد الإرهاب! وتعتمد القوى الدولية الكبرى فى حربها ضد هذين التنظيمين وبشكل أساسى على قوات تابعة لدول بالمنطقة، فهى أقرب لكونها حرباً بالوكالة، وعن بعد، حيث تتمركز رحاها فى سوريا والعراق، بينما لم تتدخل أى قوى غربية بشكل مباشر ضد الوجود العسكرى لداعش فى ليبيا برغم أنه يمثل خطورة بالغة، وأكدها مبعوث الرئيس الأمريكى للتحالف الدولى لمحاربة تنظيم داعش بريت ماكغورك فى العديد من تصريحاته، وكرر تنظيم داعش فى ليبيا سيناريو ما فعله فى سوريا والعراق من قبل؛ حيث ركز جهوده فى بادئ الأمر للسيطرة على مساحة من الأراضى وتخلص من منافسيه المحليين ثم هيمن على الإقليم، وهذا ما حدث فى مدينة سرت التى تمثل مركزاً لعملياته فى ليبيا، وقد تصبح ليبيا فيما بعد نقطة انطلاق ثانية بعد سوريا لشن هجمات للتنظيم على أوروبا، ما لم تركز الجهود الدولية دعمها لجيش وطنى ليبى واحد للتصدى لعناصر التنظيم فى ليبيا، ومع الضربات الموجعة للتحالف الدولى خاصة لتنظيمى القاعدة وداعش فإن هذه التنظيمات فى مرحلة ما قبل التفكك والانهيار تلجأ لتجديد دمائها بوسائل مختلفة تكفل لها المزيد من الدعم المادى والبشرى، ونتوقع فى المرحلة المقبلة أن تلجأ هذه التنظيمات وغيرها إلى استهداف المصالح الإسرائيلية، خاصة مع الخطوات الأخيرة التى تتخذها إسرائيل لتهويد القدس وزيادة حجم الاستيطان؛ إضافة لسيطرة اليمين المتطرف أكثر وأكثر على الحكومة الإسرائيلية، وآخر مظاهر تلك السيطرة تعيين المتطرف اليمينى ليبرمان وزيراً للدفاع، كل هذا سيدفع تلك التنظيمات الإرهابية فى مرحلة تدهورها لاستهداف تلك المصالح لكسب تأييد من يعتبرون إسرائيل أخطر أعداء العرب والإسلام وهم كثر وبهذا يجدد التنظيم شعبيته؛ بل ويظهر أمام المجتمع العربى والإسلامى متقمصاً شخصية البطل الذى يدافع عن الحقوق العربية المسلوبة، وسيجد بالطبع من يصدقون ادعاءه هذا.

{left_qoute_1}

■ هل يمكن أن تؤثر الحركة العالمية للإرهاب على اتجاهات الرأى العام فى اختيار القيادات السياسية وأعضاء البرلمان؟

- لعل فيما شهدناه من تنافس فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة بالنمسا لخير دليل على تأثر اتجاهات الناخبين بتطورات الأحداث المتعلقة بملف تدفق اللاجئين على أوروبا؛ والهجمات الإرهابية التى تعرضت لها فرنسا وبلجيكا فى الآونة الأخيرة، حيث تنافس فى تلك الانتخابات المرشح المستقل فان دير بالن، الذى يعتبر من المدافعين عن أوروبا الموحدة (الاتحاد الأوروبى) والمدعوم من حزب الخضر، ومرشح حزب الحرية نوربارت هوفر وهو من أقصى اليمين، ورغم فوز الأول فإن فوزه كان بفارق لم يتجاوز 31 ألف صوت فقط من مجموع 4.64 مليون صوت للنمساويين المشاركين فى الانتخابات، لذا تعهد الرئيس الجديد للنمسا بعد فوزه فى الانتخابات الرئاسية بالاستماع لانشغالات ومخاوف المواطنين النمساويين لاستمالة أصوات أولئك الذين انتخبوا ممثل حزب الحرية اليمينى المتطرف؛ وجاء فى جانب من تصريحات الرئيس المنتخب قوله «نحن بحاجة إلى ثقافة جديدة ومختلفة للحوار»، وكان هوفر سيصبح فى حالة فوزه بالانتخابات أول رئيس لدولة أوروبية داخل الاتحاد ينتمى لحزب من اليمين المتطرف، وبرغم أن العديد من قادة الدول بالاتحاد الأوروبى قد عبروا عن ارتياحهم لعدم فوز هذا اليمينى المتطرف، فإن هذه الانتخابات الرئاسية قد كشفت عن الانقسام الذى يعانى منه المجتمع النمساوى؛ بل وأظهرت أيضاً التصدع العميق داخل المجتمع الأوروبى بشكل عام.

{left_qoute_2}

وعلى صعيد آخر نجد السيدة مارين لوبان، رئيسة الحزب اليمينى الفرنسى المسمى «الجبهة الوطنية» وعضو البرلمان الأوروبى من 2009، التى تنادى بطرد الإسلاميين المتطرفين من فرنسا، قد ساعدها ارتكاب الإرهابى محمد مراح لجرائمه «شاب فرنسى من أصل جزائرى قتل سبع ضحايا من العسكريين واليهود الفرنسيين فى أغسطس 2012» فى الحصول على نسبة 18% من أصوات الناخبين بالجولة الأولى فى الانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2012؛ وحصل الرئيس الحالى أولاند على 28.63% وساركوزى على 27.18% وهذه النسبة التى حصلت عليها السيدة لوبان تمثل أعلى نسبة تصويت يحصل عليها مرشح من أقصى اليمين فى انتخابات للرئاسة الفرنسية، وانتزعت المعارضة اليمينية الفرنسية فى ديسمبر 2015 من اليسار الحاكم أكثرية الأصوات فى الانتخابات المحلية لمنطقة باريس؛ التى تعتبر أهم انتخابات من هذا النوع فى البلاد؛ فقد حصلوا على 44% مقابل 43% للحزب الاشتراكى المتحالف مع حزب الخضر والشيوعيين؛ ولم تتحقق هذه الأغلبية منذ 17 سنة مضت، وبهذا فحركة الإرهاب تؤثر على اتجاهات الرأى العام فى اختيار الساسة أصحاب الأفكار المتطرفة.

■ هل يمكن أن نرى تأثيراً مشابهاً للتحركات الإرهابية على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة؟

- بالطبع إن استهداف الإرهاب للمصالح الأمريكية يمكن أن يساعد «ترامب» فى الوصول إلى منصب الرئاسة، خاصة حال وقوع جرائم إرهابية كبرى داخل أمريكا؛ خاصة حال معاصرتها مع التصفيات النهائية لتلك الانتخابات، التى غالباً ما سيتنافس فيها ترامب فى مواجهة هيلارى كلينتون، واضعين فى الاعتبار أن الطبيعة العامة للشخصية الأمريكية تتسم بقدر أكبر من الاندفاع إذا قورنت بالشخصية الأوروبية، التى أوضحنا تأثرها بحركة الإرهاب وميلها بقوة تجاه اليمين المتطرف.

■ لك رؤية أراها مهمة فى سياق حديثك عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية بشكل عام.. فهل لك أن تطرحها؟

- لا شك أن سياسة أى رئيس أمريكى -وهكذا الحكم تقريباً بالنسبة لرؤساء الدول الخمس الكبرى- يتأثر بها بشكل عام المجتمع الدولى بأسره، لذا فرؤيتى تتمثل فى مشاركة المجتمع الإنسانى العالمى فى انتخاب الرئيس الأمريكى، وفق ضوابط معينة يتم تحديدها، وقد تكون المشاركة من خلال إبداء الرأى على موقع محدد بشبكة المعلومات الدولية «الإنترنت» وبالطبع سيكون للناخب الأمريكى نسبة لا تقل عن 90% من مجموع أصوات الناخبين للمرشح، بينما تُخصص نسبة لا تزيد على 10% للمشاركين فى هذه الانتخابات لغير الأمريكيين؛ ولعل فى هذا المقترح بعض الإيجابيات أهمها أن الرئيس الأمريكى فى حال تبنى هذا المقترح سيقف أمام العالم ليقول إنه رئيس عالمى، فمن رغب أن يشارك فى انتخابه قد أتيحت له الفرصة، وبهذا فهو لزاماً عليه بحق جانب من ناخبيه ألا يعمل لمصلحة أمريكا وحدها فقط؛ بل لمصلحة الإنسانية كلها، وسيجد هذا الرئيس أن عليه احترام ناخبيه ممن أولوه ثقتهم، ولعلنا بهذا نضع حجر الأساس لعقيدة رئاسية عالمية جديدة، لا تعمل لمصلحة بلدها فقط بل لمصلحة الكون بأسره، وبالطبع سيترتب حال الأخذ بهذه المنظومة الجديدة أن يتقدم المرشح الرئاسى الأمريكى بجانب من خطابه وبرنامجه السياسى للمجتمع الأمريكى، بينما يخصص جانباً آخر من هذا البرنامج للمجتمع الدولى عامة، ولا شك أن الأخذ بهذا المقترح يتطلب تعديلاً لدستور الولايات المتحدة الأمريكية؛ كما يحتاج لجهد قانونى لوضع ضوابط هذا المنظومة الانتخابية الجديدة، خاصة فى ظل اعتراض أساسى سيواجه الفكرة يتمثل فى أنها ستمنح هذا الرئيس مزيداً من الصلاحيات الدولية، ربما لا يحسن استخدامها كما هو مأمول منه، إضافة للصعوبات المرتبطة بالتقنية الآمنة للتصويت فى تلك الانتخابات، ومع هذا نرى إمكانية تذليل كل الصعاب حال قبول الفكرة على المستوى الشعبى فى أمريكا، ولا نذهب بعيداً بالقول إن تطبيق المقترح سيغير الكثير من ثوابت السياسة الدولية.

■ دعنا من أمريكا وغيرها.. ولنركز ثانية على الوضع المصرى الداخلى، لقد ذكرت أن آثار الفوضى أخطر من الإرهاب.. ماذا تقصد بهذه العبارة؟

- الآثار التى تترتب على الوقيعة بين سلطات الدولة والجمهور المصرى لتفجير موجات من الغضب الشعبى لأسباب قد تكون مفتعلة أو حقيقية تتجاوز خطورتها بكثير مخاطر الجرائم الإرهابية، خاصة مع وجود تنظيمات إرهابية تتحين أى فرصة لزعزعة الأمن وإظهار الدولة بمظهر العاجز عن توفير حالة من الاستقرار الأمنى، كما أن هناك عصابات للإجرام الجنائى تجد فى مناخ عدم الاستقرار وانشغال الأمن بمواجهة الاضطرابات وأعمال الشغب فرصة مواتية لارتكابهم لجرائم: سرقات بالإكراه؛ وخطف؛ واستباحة للمال العام، وأؤكد أن سرد هذا الحديث لا أهدف منه منع حق دستورى كالحق فى التظاهر السلمى، قدر ما أراه واجباً علىَّ أن أحذر الجمهور المصرى من مخاطر الفوضى، خاصة فى زمن الإرهاب، هذا ولنا فى أحداث شغب لندن عام 2011 العبرة، وأذكركم بأهم وقائعها فى إيجاز: بدأت بحى توتنهام شمالى لندن ليلة 6/8/2011 أعمال شغب واسعة النطاق على أثر مقتل شاب أسود يدعى مارك دوغان برصاص الشرطة يوم 4/8/2011، وبدأت الاحتجاجات على هذه الواقعة بمظاهرات منددة بتصرف الشرطة؛ سرعان ما تحولت إلى تعرض لعناصر الأمن ومركباته ومقاره، ثم تطورت الأحداث لإحراق العديد من المبانى والمتاجر والسيارات سواء كانت ممتلكات عامة أم خاصة، هذا بجانب أعمال سلب ونهب واسعة النطاق، وامتدت أعمال الشغب إلى العديد من مدن وأحياء العاصمة البريطانية بعد يوم واحد من أعمال الشغب التى شهدتها توتنهام، وناشدت الجماهير المسئولين سرعة السيطرة على الأزمة، وأعلن رئيس الوزراء البريطانى فى كلمة له أمام الحكومة البريطانية عن تعزيزات قوية لقوات الشرطة فى لندن لمواجهة أعمال الشغب المستمرة؛ وأضاف فى كلمته عقب الاجتماع الطارئ لحكومته أنه سيفعل كل ما هو ضرورى لإعادة الانضباط لشوارع بريطانيا؛ وتوعد مثيرى الـشغب ومرتكبى الجرائم بعقوبات صارمة وقال ضمن ما قال مخاطباً الشعب البريطانى «ستشعرون بقوة القانون» ولعلها كلمة تم انتقاؤها بعناية للتعبير عن الحزم والصرامة فى مواجهة الخارجين على القانون، وبخاصة من اندسوا بين المحتجين على تجاوزات جهاز الأمن رغبة فى تحويل الاحتجاج من النمط السلمى إلى التعدى الصارخ على الممتلكات، ونشير هنا إلى الجانب النفسى والسلوكى للفرد عندما يكون ضمن مجموع كبير من الأفراد؛ فهذا الوضع يتيح له فرصة كى يكون مجهولاً إلى حد كبير، وتهيئ له الظروف شيوع التهمة، كما أن أعمال النهب التى يرتكبها الجمهور تشعرهم بقوة طاغية وإحساس عارم بالنشوة! خاصة أن غالبية الأفراد المتجهين للمشاركة فى أعمال الشغب تكون مشحونة بشحنات سلبية ناتجة عن وقائع فى جانب منها ما هو حقيقى واستفز الجمهور، وغالباً ما تكون السلطة طرفاً فيها، وغالباً ما تطلق فى هذه الظروف شائعات مغرضة تصبح بمثابة إلقاء الوقود على النار؛ ومصدرها بالطبع العناصر التى تخطط لهذه الجرائم من المتربصين بوقوع مثل تلك الأحداث.

{left_qoute_3}

■ فى نهاية حوارنا.. إذا كانت لك رسالة واحدة.. فلمن توجهها وماذا تقول فيها؟

- لتكن الرسالة للتنظيمات الإرهابية التى تعمل على الساحة الإقليمية ممن يدعون انتماءهم للدين الإسلامى القيم، وأقول لهم: لقد أضررتم بدينكم أشد الضرر، ومنحتم أعداءه غايتهم فى الإساءة إليه؛ وأذكركم بأن المؤامرة تحاك لتتناحروا مع شعوبكم وسلطات دولكم، فأعداء هذا الدين يطبقون مؤامرة عنوانها «دع الأفاعى تموت بسم العقارب» حيث يجنى المتآمرون ثمار هذا الصدام الهائل، وأنتم بقصد أو دونه تحققون لهم حلمهم! اعلموا يا من تتشدقون بالدعوة إلى الجهاد أن جهادنا الحقيقى فى الوقت الراهن مجالاته: العلم والتنمية، إضافة لجهاد النفس؛ وتذكروا أن الرجوع إلى الحق والصواب فضيلة.


مواضيع متعلقة