«النصر للكوك».. رئة «الحديد والصلب» المريضة فى انتظار تدخل جراحى

كتب: محمود الجمل

«النصر للكوك».. رئة «الحديد والصلب» المريضة فى انتظار تدخل جراحى

«النصر للكوك».. رئة «الحديد والصلب» المريضة فى انتظار تدخل جراحى

أكد مسئولون بشركة «النصر» لصناعة الكوك التابعة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، إحدى شركات قطاع الأعمال العام، أنه لن يتم إعادة هيكلة وتطوير شركة المصرية للحديد والصلب، دون تطوير وإعادة هيكلة شركة «الكوك» التى تعد «المتنفس الوحيد» لشركة «الحديد والصلب».

{long_qoute_1}

وقال المهندس جمال الشعشاعى، الرئيس الأسبق للشركة، الذى تولى رئاستها لثلاث سنوات انتهت فى أكتوبر 2011، إنه اعتمد القوائم المالية والميزانية للشركة فى 30 يونيو 2011، بأرباح وسيولة نقدية فى الشركة تصل إلى مليار جنيه، وكان حجم الإنتاج السنوى مليون طن وتم تصدير 577 ألف طن للخارج بعد سد حاجة السوق المحلية وعلى رأسه شركة الحديد والصلب، مشيراً إلى أن الشركة لم تكن تعانى أى التزامات مادية للغير مع توفير أرباح وضرائب للخزانة العامة للدولة، مضيفاً: «الشركة كانت واقفة على رجليها صح قبل أن تتدهور بعد ذلك».

ووصف مسئول بـ«الكوك» الشركة بـ«الرئة والمتنفس للشركة المصرية للحديد والصلب».

وأضاف المصدر لـ «الوطن» أن تراجع معدل إنتاج شركة «الكوك» كان أحد العوامل الرئيسية والمباشرة لتراجع إنتاج «الحديد والصلب»، وحذر من إعادة هيكلة وتطوير شركة «الحديد والصلب» دون إعادة هيكلة وتطوير «النصر» لصناعة الكوك، مشيراً إلى أن إنتاج «الكوك» من الفحم كان يعد المدخل الأساسى لتشغيل أفران شركة الحديد والصلب.

وأوضح أن شركة «الكوك» كانت تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية حتى عام 2010 حيث كانت تضم 4 بطاريات تعمل بكل كفاءة، وكان يرأس الشركة المهندس جمال الشعشاعى، رئيس مجلس إدارة الشركة الأسبق، الذى ترك خزينة الشركة فى التاريخ المذكور بحجم سيولة يقترب من المليار جنيه، لم يتم العثور عليها فى دفاتر الشركة حتى الآن، كاشفاً أن الشركة تعمل حالياً بـ٢٥٪ فقط من طاقتها حيث تعمل ببطارية واحدة فقط بعد تعطل باقى بطاريات الشركة الثلاث دون إصلاح على مدار السنوات الخمس الماضية.

وحول الحلول المقترحة لانتشال الشركة من خسائرها، قال المصدر: «أولاً يجب إعادة هيكلة وتشغيل البطاريات المتعطلة وتوفير السيولة الكافية لاستيراد الفحم الخام من الخارج».

وقال عضو بمجلس إدارة الشركة، لم يرد ذكر اسمه، إن الشركة تواجه كارثة خلال الأيام القليلة المقبلة نتيجة لعدم توافر الفحم الخام اللازم لتشغيل الشركة نتيجة إصرار مجلس الإدارة على التعاقد مع شركة «ألبا» الأمريكية لتوريد الفحم بالإسناد المباشر على الرغم من تحذيرات السفارة الأمريكية لشركة «الكوك» بعدم التعاقد مع «ألبا» لتعرضها للإفلاس وعدم قدرتها على الالتزام فى التوريد بانتظام وهو ما حدث بالفعل ولم تنجح الشركة الأمريكية فى توريد فحم خام منذ 6 أشهر.

وأوضح لـ«الوطن» أن المخزون الحالى من الفحم الخام فى مخازن الشركة يكفى لتشغيل الشركة لمدة 7 أيام فقط، فى حين أن المخزون الاستراتيجى يجب ألا يقل عن كميات تكفى لتشغيل الأفران لمدة لا تقل عن 30 يوماً.

وأضاف أن شركة «الكوك» الوحيدة فى أفريقيا والشرق الأوسط فى إنتاج الفحم المتكوك، وأكد أن كارثة نقص الفحم لا تعد الأزمة الوحيدة التى ستؤدى إلى انهيار الشركة، قائلاً: «الشركة تتعرض لخطة ممنهجة لإهدار المال فى صيانة الأفران على الرغم من أنها الوحيدة فى مصر وأفريقيا والشرق الأوسط فى إنتاج الفحم المتكوك».

وحدد وقائع إهدار المال العام، فى قيام مجلس الإدارة بالتعاقد مع شركة بولندية لإعادة بناء 100 فرن بقيمة إجمالية تصل إلى 210 ملايين جنيه، مؤكداً أن الشركة لم تنجح سوى فى صيانة 50 فرناً فقط على الرغم من حصولها على قيمة التعاقد بالكامل، بالإضافة إلى إجراء صيانة دورية للأفران بتكلفة 3 ملايين جنيه تكلفة صيانة الفرن الواحد، فى حين أن عمال الصيانة بالشركة يقومون بأعمال الصيانة بتكلفة 30 ألف جنيه للفرن.

وطالب عضو مجلس الإدارة الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتدخل شخصياً بشكل عاجل لإنقاذ الشركة ذات الأهمية والبعد الاستراتيجى والتى تنتج نترات وأمونيا وسلفات ومطهرات تدخل فى صناعات متعددة تصل إلى 90 صناعة.


مواضيع متعلقة