النيل على صفحات التاريخ (2)
- أهل مصر
- الثقافة الإسلامية
- الحجر الأسود
- المصريين القدماء
- الوجدان الشعبى
- رسول الله
- عروس النيل
- عمر بن الخطاب
- عمرو بن العاص
- كتب التراث
- أهل مصر
- الثقافة الإسلامية
- الحجر الأسود
- المصريين القدماء
- الوجدان الشعبى
- رسول الله
- عروس النيل
- عمر بن الخطاب
- عمرو بن العاص
- كتب التراث
- أهل مصر
- الثقافة الإسلامية
- الحجر الأسود
- المصريين القدماء
- الوجدان الشعبى
- رسول الله
- عروس النيل
- عمر بن الخطاب
- عمرو بن العاص
- كتب التراث
- أهل مصر
- الثقافة الإسلامية
- الحجر الأسود
- المصريين القدماء
- الوجدان الشعبى
- رسول الله
- عروس النيل
- عمر بن الخطاب
- عمرو بن العاص
- كتب التراث
ولأن النيل جزء لا يتجزّأ من حياة المصريين، بل هو بالأحرى كل حياتهم، فقد ارتبط به الكثير من الموروثات الشعبية، منذ عهد الفراعنة، وحتى بعد دخول الإسلام. فانخفاض الفيضان وشُح المياه يعنى خطراً داهماً على حياة المصريين، وأبسط نتائجه الغلاء الكاسح، والمجاعات، كما سنحكى فى ما بعد. يشير الموروث الفرعونى إلى أن المصريين القدماء اعتادوا إلقاء فتاة مليحة -مزينة مثل العروس- فى جوف النيل، استرضاءً له، حتى يفيض بمائه وخيره على البلاد والعباد، فى ما اصطلح على تسميته بـ«عروس النيل»، وقد بقيت هذه العادة فى حياة المصريين حتى زمن الفتح الإسلامى، ليواجه بها عمرو بن العاص، والى مصر، فى سنة شح فيها النيل.
يروى صاحب «البداية والنهاية» من طريق ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج قال: «لما افتتحت مصر، أتى أهلها عمرو بن العاص حين دخل بؤونة من أشهر العجم، فقالوا: يا أيها الأمير، لنيلنا هذا سُنة لا يجرى إلا بها، فقال: وما ذلك؟. قالوا: إذا كانت اثنتا عشرة ليلة خلت من هذا الشهر، عمدنا إلى جارية بكر من أبويها، فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلى والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها فى هذا النيل، فقال لهم عمرو: إن هذا مما لا يكون فى الإسلام، إن الإسلام يهدم ما قبله. قال: فأقاموا بؤونة وأبيب ومسرى والنيل لا يجرى، قليلاً ولا كثيراً، حتى همّوا بالجلاء، فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب إليه: إنك قد أصبت بالذى فعلت، وإنى قد بعثت إليك بطاقة داخل كتابى، فألقها فى النيل، فلما قدم كتابه أخذ عمرو البطاقة فإذا فيها: من عبدالله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر.. أما بعد فإن كنت إنما تجرى من قِبَلك ومن أمرك فلا تجرِ، فلا حاجة لنا فيك، وإن كنت إنما تجرى بأمر الله الواحد القهار، وهو الذى يجريك، فنسأل الله تعالى أن يجريك. قال: فألقى البطاقة فى النيل، فأصبحوا يوم السبت، وقد أجرى الله النيل ستة عشر ذراعاً فى ليلة واحدة، وقطع الله تلك السُّنة عن أهل مصر».
يعكس الموروث الشعبى فى الأغلب الثقافة السائدة، فعروس النيل تتوافق مع فكرة القربان السائدة فى الديانات الفرعونية، أما فكرة الدعاء بالاستسقاء وجريان الماء، فهى فكرة إسلامية، ولا تبرح رسالة عمر بن الخطاب هذه المساحة، فهى عبارة عن دعاء لله بالسقيا. وحقيقة الأمر أن قصة الرسالة العمرية تبدو غير منطقية ولا مقبولة، فى ضوء ما تحكيه كتب التراث عن شخصيته العقلانية، فهو الذى كان يقول مخاطباً الحجر الأسود: «والله إنى أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أنى رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك». والأرجح أن هذه الحكاية ملفقة صاغها الوجدان الشعبى المصرى، بعد أن أصبحت الثقافة الإسلامية والعربية مظلة لتفكيره ورؤيته للحياة. ويمكننا القول إن النيل تحوّل فى حياة المصريين إلى «مقياس حياة»، فأصبح هناك مقياس للنيل، وأصبح النيل مقياساً لحياة المصريين، فيهم ماضيهم وحاضرهم، وعبر صفحة مائه يقرأون طالع مستقبلهم. فأى خطر يُحدق بالأمة كان المصريون يقرأونه عبر مؤشر يقذف إليهم به النيل، هكذا كان النهر فى وجدانهم الشعبى. يحكى «ابن كثير» أنه قبل غزو التتار لبلاد الشام خرجت من النيل دابة عظيمة، من بين ما جاء فى وصفها: «لونها لون الجاموس، بلا شعر، وآذانها كآذان الجمل، وعيناها مثل الناقة، ورقبتها مثل غلظ التنين المحشو تبناً، ولها أربعة أنياب، اثنان من فوق واثنان من أسفل، وفى فمها ثمانية وأربعون ضرساً، وسنٌ مثل بيادق الشطرنج، وفى بطنها ثلاثة كروش، ولحمها أحمر وزفر مثل السمك، وطعمه كلحم الجمل، وغلظه أربعة أصابع، ما تعمل فيه السيوف، وحمل جلدها على خمسة جمال فى مقدار ساعة من ثقله على جمل بعد جمل، وأحضروه بين يدى السلطان بالقلعة، وأقاموه بين يديه».. كانت هذه الدابة التى اخترعها الوجدان الشعبى جماعاً للشائعات التى كانت تدور بين المصريين حول بشاعة التتار وفظاظتهم وقسوتهم!
- أهل مصر
- الثقافة الإسلامية
- الحجر الأسود
- المصريين القدماء
- الوجدان الشعبى
- رسول الله
- عروس النيل
- عمر بن الخطاب
- عمرو بن العاص
- كتب التراث
- أهل مصر
- الثقافة الإسلامية
- الحجر الأسود
- المصريين القدماء
- الوجدان الشعبى
- رسول الله
- عروس النيل
- عمر بن الخطاب
- عمرو بن العاص
- كتب التراث
- أهل مصر
- الثقافة الإسلامية
- الحجر الأسود
- المصريين القدماء
- الوجدان الشعبى
- رسول الله
- عروس النيل
- عمر بن الخطاب
- عمرو بن العاص
- كتب التراث
- أهل مصر
- الثقافة الإسلامية
- الحجر الأسود
- المصريين القدماء
- الوجدان الشعبى
- رسول الله
- عروس النيل
- عمر بن الخطاب
- عمرو بن العاص
- كتب التراث