من "مشنوق شبرا" إلى "غريق فاقوس".. انتحار تحت السن

05:03 م | الثلاثاء 14 يونيو 2016

لم تكن أكثر من مجرد أخبار، أزعجت البعض وأثارت شفقة وفزع آخرين، "طفل انتحر شنقا بسبب 5 جنيهات آخذها من جيب والده"، قبل أن يكذب الوالد الرواية ويؤكد أن فقيده راح ضحية لعبة إلكترونية قاتلة توصل مستخدمها إلى مرحلة الانتحار، لم ينتبه أحدهم لتحذير الأب، وسارت التحقيقات في مسارها الطبيعي، بل لم تنته حتى الآن، رغم مرور 3 أشهر علي الواقعة، لتجدد واقعة انتحار طفل في عمر الـ12 عشر عاما غرقاً في الترعة بعد أن ألقى بنفسه إثر مشكلات أسرية، آلام الجميع وتدق ناقوس خطر لما قد يتعرض له الأطفال في مثل هذه السن.

لا فارق تقريباً بين الواقعتين، إلا الزمان والمكان، الأولى حدثت في شبرا الخيمة لطفل يدعى أحمد مطيع في الـ13 من عمره، والثانية لطفل يدعى محمد في الـ12 من عمره يقطن قرية فاقوس بالشرقية، وبينهما وقائع أخرى قد لم تتناولها صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون، الواقعتان هما نتاج جهل الآباء والامهات بأساليب التربية السليمة وميلهم إلى التطرف في استخدام العنف.

الدكتورة سوسن فايد، أستاذة علم النفس بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، تفرق بين حالتي الطفلين "أحمد" و"محمد"، الأول انتحر بدافع الشعور بالذنب، فيما بدت الواقعة الثانية نتيجة الخوف المفرط بحسبها، إلا أنها تعدد أسباب أخرى كانت دافعة للانتحار في مثل هذه السن الصغيرة، منها "إقبال بعض الأطفال على الإدمان، فيصبحون بعيدا عن تركيزهم، ويقبلون على الموت دون وعي وإدراك".

وتؤكد الخبيرة بالمركز القومي للبحوث، أن هناك أيضاً أمراضا نفسية تصيب الأطفال، وتجعلهم يقدمون على الانتحار، منها بحسبها "الهلاوس السمعية والبصرية، وبعضهم قد يصيبوا الانفصام، ومن الممكن أن يصاب الطفل بحالة من حالات الاكتئاب العقلي، وهو موروث، ويختلف عن الاكتئاب النفسي، والذي يزول بزوال السبب"، تؤكد خطورة المرحلة العمرية بين 9 إلى 13 سنة، التي يتحول فيها الطفل نحو المراهقة، وقد تدفعه أسباب عديدة للإقدام على الانتحار.