فوزى الزفزاف: مَن يطبقون «حد الردة» يشوهون الإسلام
![فوزى الزفزاف](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/16734249471451852820.jpg)
فوزى الزفزاف
قال الشيخ فوزى الزفزاف، وكيل الأزهر الأسبق، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الإسلام أقر حرية العقيدة، وهناك من يستغل موضوع الردة أسوأ استغلال، وأضاف فى حواره مع «الوطن» أن المرتد إذا لم يشكل خطراً على الدين والوطن، وانزوى عن الناس، فأمره للحاكم ويستتاب مدى الحياة، أما من ارتد وشكك فى الدين وأراد إثارة الفتنة وزعزعة عقيدة المسلمين وصار يشكل خطراً على بلاده وانضم لمعسكر الأعداء، فهذا يطبق عليه حكم المرتد.. وإلى نص الحوار:
عضو «البحوث الإسلامية» لـ«الوطن»: عقوبة القتل تُطبق على «المرتد الخائن» فقط.. وأدعو المتطرفين إلى قراءة كتاب «الصعيدى»
■ ماذا عن حد الردة فى الإسلام وكيفية استغلاله؟
- موضوع الردة يُستغل الآن ضد الإسلام أسوأ استغلال من قبل أعداء الدين، سواء عمداً أو دون فهم للإساءة وتشويه الدين الإسلامى وتصويره على أنه دين عنف وإراقة دماء، وأفضل من كتب فى هذه القضية المرحوم الشيخ عبدالمتعال الصعيدى، وهو أستاذى ودرست على يديه فى كلية اللغة العربية بالأزهر فى الخمسينات، فقد كتب كتاباً بعنوان «الحرية الدينية فى الإسلام» وأنا كتبت مقدمة هذا الكتاب، واستعرض فيها جميع أقوال الفقهاء، وفيها أكثر من 25 رأياً حول الردة، وقد انتهى الشيخ الصعيدى إلى أن المرتد نوعان، الأول نوع ينضم إلى الأعداء ويكون خطراً على الدولة الإسلامية، ونوع يرتد عن الإسلام لمجرد الارتداد ولا يشكل خطراً.
■ ما حكم النوعين؟
- الشيخ الصعيدى رأى أن النوع الأول يُقتل، ليس لأنه مرتد، بل لأنه صار عدواً للدولة يحاربها، أما الثانى الذى لا يمثل خطورة فالرأى فيه أن يترك أمر استتابته للإمام، أى الحاكم، ولم يتم تحديد مدة الاستتابة، فهذا يعنى أنه يستتاب مدى الحياة ولا يقام عليه حد القتل ولا نشغل أنفسنا به لأنه لا يمثل خطورة على الدولة.
■ البعض يرى أن حد الردة يتعارض مع الحرية؟
- الإسلام أقر حرية العقيدة، فقال الله تعالى: «لا إكراه فى الدين»، إذن حرية العقيدة مكفولة للجميع، أما أن يأتى شخص بقصد التلاعب بالدين أو محاولة بث الفتنة وزعزعة عقيدة الناس وتشكيكهم فى دينهم فهذا لا يمكن السكوت عنه.
الإسلام دين رحمة وسماحة وليس «عنف وإزهاق أرواح».. وأعداؤنا يصطادون فى «الماء العكر»
■ بم تنصح من يستغلون حد الردة للهجوم على الإسلام؟
- الإسلام دين رحمة وسماحة ولم يكن أبداً دين عنف وإزهاق أرواح، وعموما أدعو كل من يهاجم الإسلام بدعوى أنه يبيح قتل المرتد إلى قراءة كتاب عالمنا الجليل عبدالمتعال الصعيدى عن الحرية الدينية فى الإسلام.
■ البعض يشكك فى وجود حد للردة من الأساس.. فما ردك؟
- مصدرنا فى التشريع متمثل فى القرآن والسنة والإجماع، لا يوجد ما يمنع حد الردة فى القرآن والسنة، ولكن الغرب وبعض أعداء الدين يحاولون الاصطياد فى الماء العكر، ويدعون زوراً وبهتاناً أن الإسلام دين يرفض الحرية الدينية والأديان الأخرى، رغم أن المسلم لا يكون إيمانه كاملاً إلا بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله.
■ هل تم تنفيذ حد الردة فى عهد النبى؟
- النبى (صلى الله عليه وسلم) لم يقم حد الردة على أحد لأنه لم يثبت أن أحداً من الناس فى عهد الرسول قد بدل دينه، والدليل على أن النبى لم يطبق حد الردة فى حياته أنه وجد فى زمنه جماعة من المنافقين فلم يقم عليهم الحد أو يحاربهم ولكن قاطعهم، ومعروف أن الردة هى أخطر من الكفر، علاوة على اتفاق بين النبى وكفار مكة، وبما له من شروط مجحفة، كان من ضمنها مثلاً شرط أساسى بأن من يأتى من الكفار إلى النبى يرده إليهم ولا يدخله فى الإسلام، أما من يرتد من المسلمين إلى الكفر فيقبله الكفار ولا يردونه إلى النبى، وبرغم هذا لم يرتد أحد عن الإسلام، كما أن هذه الاتفاقية لم تدم طويلاً لأنه بعد فترة قصيرة تم فتح مكة.
■ ولكن هذه الاتفاقية تتعارض مع حد الردة؟
- النبى كان قد رضى بهذه الشروط المجحفة فى تلك الفترة وهى فترة تأسيس الدولة من منطلق القرار الحكيم الذى يستلزمه بناء الدولة فى مهدها، فالله عز وجل كان قد بشر رسوله بأن مكة ستفتح له، ولهذا فقد رأى النبى أن قرار قبوله بالشروط المجحفة لا يعود بالسلب على المسلمين ومن ثم رضى به عليه الصلاة والسلام.
■ ما الفارق بين الردة الفردية والجماعية؟
- يجب التفريق بين الردة الفردية والردة الجماعية، وألا صحة لما يتردد بأن النبى قد طبق حد الردة، لأن حد الردة مبنى على اجتهاد من الحاكم، فإذا رأت الدولة تطبيقه على واقعة اتهم فيها إنسان بالخيانة والإضرار بأمن الوطن، لأنه قام بأعمال من شأنها الإضرار بأمن المجتمع بسبب ردته، فيتم تطبيق الحد عليه.