«الدواليبى»: العمل السياسى جلب لنا الخراب.. وعلينا التفرغ للمساجد

كتب: سعيد حجازى

«الدواليبى»: العمل السياسى جلب لنا الخراب.. وعلينا التفرغ للمساجد

«الدواليبى»: العمل السياسى جلب لنا الخراب.. وعلينا التفرغ للمساجد

دعا فؤاد الدواليبى، أحد أبرز القيادات الإسلامية، الجماعات السلفية للعودة إلى المساجد مرة أخرى، مؤكداً أن أبناء التيار الإسلامى ليسوا مؤهلين للعمل السياسى، وأن السياسة جلبت الدمار والخراب للحركة السلفية، وأن مبررات السلفية بضرورة البقاء فى السياسة للحفاظ على الدعوة الإسلامية «وهمية». وأكد «الدواليبى»، خلال حواره لـ«الوطن»، أن السلفيين أهملوا الدعوة الإسلامية واستغلوا الدين والشريعة لرؤيتهم السياسية والحزبية، وأن من يُشارك فى المشهد السياسى على خلفية دينية لا يسعى للحفاظ على الشريعة الإسلامية، فالوجود بالسياسة أضر الدعوة الإسلامية وعلينا التفرغ للمساجد.. وإلى نص الحوار:

■ كيف ترى وجود الإسلاميين فى العمل السياسى؟

- وجود الإسلاميين بالعمل السياسى أضر بالعمل الإسلامى الدعوى وأضر بالتيارات الإسلامية ككيانات، فخلال فترة الثمانينات كنا كأهل السنة والجماعة وأتباع السلف الصالح ندعو للدعوة الإسلامية فى المساجد بعيداً عن العنف، إلى أن تم الالتقاء مع جماعة الجهاد، وبدأت الأمور تتصاعد وتوضع مسألة الجهاد على مائدة الجماعة الإسلامية، فانتشر العنف والقتل باسم الدين، وخضنا فترة زمنية طويلة، ودخلنا السجون، وبدأنا نفكر فيما حدث، إلى أن ألهمنا الله بضرورة وجود المراجعات، ومبادرة وقف العنف، والسبب فيما حدث فى الثمانينات هو الاحتكاك بالعمل السياسى ولا تدخل فى الشئون السياسية للدولة.

{long_qoute_1}

■ وما هما الأمران؟ وكيف يتم الاختيار؟

- انخراط الحركات الإسلامية فى العمل السياسى كان سيضيع العمل السياسى والدعوى معاً، فكان لا بد من الاختيار بين العودة للمساجد مرة أخرى والدعوة إلى الله والإبقاء على العمل الدعوى والتضحية بالعمل السياسى، فالدعوة إلى الله هى الأساس فى كل شىء، لذلك أدعو كل الإسلاميين، خاصة التيار السلفى، للعودة إلى السلف الصالح والتضحية بالفرع والإبقاء على الأصل، وأن نكون دعوة سلفية بناءة بعيداً عن العنف والتطرف والإرهاب باسم الدين، وبذلك نخدم الدين والأوطان والشعوب بأن نضعهم على طريق الهداية والاستقامة والحق.

■ كيف تابعت دعوة سعيد عبدالعظيم للدعوة السلفية بحل حزب النور؟

- لم تكن تلك الدعوة هى الأولى من نوعها، فعدد كبير من مشايخ السلفية دعا لترك العمل السياسى بحل حزب النور وباقى الأحزاب السلفية الأخرى، كذلك ظهرت دعوات داخل الجماعة الإسلامية بضرورة حل حزب البناء والتنمية؛ لأن العمل السياسى لم يجلب لنا سوى الخراب، فمنذ ثورة 25 يناير وحتى الآن لم نجلب من العمل السياسى سوى كره الناس والفشل الذريع، فالناس أحبتنا عندما كنا دعاة إلى الله ندعو إليه من داخل المساجد وعلى المنابر، وكرهتنا عندما دخلنا السياسة ومارسنا ذلك العمل، فهذا شر لا بد من البعد عنه، وأؤيد دعوة الشيخ سعيد عبدالعظيم بعودة السلفية للمساجد وحل حزب النور وباقى تلك الأحزاب، فكل العقلاء من الإسلاميين الذين مارسوا السياسة منذ ثورة يناير وحتى الآن ستجدهم يتركون السياسة ملعونة ويعودون للمساجد، فنحن نجيد فن الدعوة، أما غير ذلك فليس لنا فيها ناقة ولا جمل.

■ وماذا عن ممارسات التيار السلفى منذ ثورة 30 يونيو؟

- كافة التيارات الإسلامية سارعت وراء السياسة، ومبررات السلفيين بضرورة البقاء فى السياسة للحفاظ على الدعوة الإسلامية والسلفية «وهمية»، فأهملوا الدعوة الإسلامية، بل استغلوا الدين والشريعة لرؤيتهم السياسية والحزبية، فمن يُشارك فى المشهد السياسى على خلفية دينية لا يسعى للحفاظ على الشريعة الإسلامية كما يدعى، وإنما هدفه الأساسى هو الوجود فى الحياة السياسية، فنرفض العودة إلى العمل السياسى حتى نخرج من النفق المظلم، فلسنا مؤهلين للعمل السياسى، وللأسف خلال الفترة الماضية غالبية أبناء الحركات الإسلامية وقعوا فى خطر التكفير والإرهاب، وانخرطوا وراء شعارات غير منضبطة من الناحية الشرعية والرؤية الحركية والسياسية لها، فقيادات التيار الإسلامى حملوا الرؤية السياسية منهجاً شرعياً وصوروا للشباب أن رؤيتهم السياسية هى الشرع والدين، ولذلك تحول كثير من أبناء التيار الإسلامى والمحبين والمتعاطفين لهذا الفكر الخطير.

■ كيف يمكن إعادة أبناء التيار الإسلامى مرة أخرى للفكر السليم؟

- يجب تصحيح العديد من المفاهيم؛ منها فكر التكفير، والخروج على الحاكم بالسلاح، ومعايير الإيمان والكفر، والولاء والبراء، والعذر بالجهل، وباب الطائفة الممتنعة، وتطبيق شرع الله، نحن كأبناء للجماعة الإسلامية قمنا بكتابة جزء من مراجعات جديدة، فكنت أحد الذين كتبوا المراجعات خلال فترة التسعينات، وأسعى الآن لتصحيح المفاهيم مرة أخرى لدى أبناء التيار الإسلامى بوجه عام والجماعة الإسلامية على وجه الخصوص، ومن خلال متابعتى لتحركات أبناء التيار الإسلامى أدركت أننا بحاجة إلى مراجعات جديدة بشدة وعملية تصحيح للمفاهيم المهمة لدى أبناء التيار الإسلامى، فالواقع الذى فعلته المراجعات الأولى بعد قرار وقف العنف فى التسعينات أقل بكثير من الواقع الذى نعيشه الآن، فاحتياجنا لها الآن أكثر مما كنا نحتاجه من قبل فى مصر، وأعترف أن هناك مفاهيم خاطئة ظهرت خلال الفترة الماضية، لذلك نحتاج بشدة لمثل تلك المراجعات التى قمنا بها.


مواضيع متعلقة