بروفايل| نور الشريف.. "العمريّ الرشيد"

بروفايل| نور الشريف.. "العمريّ الرشيد"
- المسلسلات الدينية
- رمضان
- نور الشريف
- المسلسلات الدينية
- رمضان
- نور الشريف
- المسلسلات الدينية
- رمضان
- نور الشريف
- المسلسلات الدينية
- رمضان
- نور الشريف
يطل بوجهه الباسم العريض المائل قليلا إلى البياض على الشاشة الصغيرة مع اليوم الأول لشهر رمضان، تحار ملامحه البارقة ما بين أمير عادل يزهد في دينه لدرجة التقشّف، وخليفة يعشق رغد الحياة الدنيا وزينتها ونعيم الملك فيها، وثالث أشهر إسلامه فكان من أشد صحابة النبي بعدما كان أشدهم كرها وحقدا على الإسلام، غير أن ذلك المجسد لكل تلك الشخصيات استطاع أن يقنع جمهوره بتصديقه في أداء كل الشخصيات، فلا يعجب من عشق "نور الشريف"، من تحليقه بين تلك الشخصيات الدينية والتاريخية بسلاسة غير قابلة للتصنّع.
بداية مسيرة النجم الراحل نور الشريف مع المسلسلات الدينية كانت مع "الفقيه الأمير"، عمر بن عبدالعزيز عام 1995، والذي صوره صوتا للحكمة في بلاط عمه الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، ولسان النصح لأبناء عمومته الوليد وسليمان أثناء حكمهما، وكان دائما ما يعزز من قدرة الفقيه على تولي الغمارة بعدله الذي سيحبب فيه رعيته دون خوف أو استغلال، غير أنه كان سيفا مسلولا في وجه ظلم الحجاج بن يوسف الثقفي وجبروته، فكان ذلك الهادئ الباسم دائما أسدا يزأر متوعدا الظالم بعذاب قريب ينتظره.
براعة الفنان نور الشريف تجسدت في دموعه التي أغرقت وجهه وصوته الذي بحه البكاء أثناء أدائه لذلك المشهد الذي ناجى فيه عمر بن عبدالعزيز، وقت أن كان أميرا للمدينة المنورة، ربه راجيا المغفرة وقبول توبته، لاعنا الإمارة ومن يتولى أمورها، عندما تلقى نبأ موت "الخبيب بن عبدالله بن الزبير" بعد أن أمر الأمير العادل بجلده لعدم طاعته لولي الأمر ومناداته بسقوط الخلافة الأموية.
"الأمير المجهول".. تلك محطة ارتدى فيها نور الشريف أجود وأغلى الملابس التي عرفها أهل الدولة العباسية، ليعيش المشاهدون من خلاله حياة ذلك الخليفة العاشق للنساء اللائي تصارعن على نيل قلبه، وبرع في تجسيد دهاء الخليفة "هارون الرشيد" في التخطيط للحروب وإدارة الصراع مع البرامكة، كما نجح في تصوير لوعه بصوت المغني العباسي الشهير "زرياب"، وغناء "دنانير البرمكية" في المناسبات الرسمية لقصره، ليستحق "نور الشريف" جائزة أحسن ممثل عن ذلك العمل من مهرجان الإذاعة والتليفزيون عام 1997.
"الحقد.. القلب المنفطر والعين الباكية.. الدهاء"، تلك مواضع ثلاثة برع الراحل نور الشريف في نقلها عن شخصية الفاتح عمرو بن العاص من خلال مسلسل "رجل الأقدار" عام 2003، فكان تارة مخططا للقضاء على الدعوة الإسلامية في مهدها مع صاحبه خالد بن الوليد، ثم ها هو ينهار من البكاء لحظة سماعه نبأ وفاة النبي الصادق الأمين، ثم يبدو ماكرا حين يقدم الخلافة هدية لـ"معاوية بن أبي سفيان" أثناء التحكيم مع الإمام علي بن أبي طالب.
"اللهم إنك أمرتنا فعصينا، ونهيتنا فارتكبنا، وهذا مقام العائز بك، فإن تعفو فأنت أهل للعفو، وإن تعاتب فبما قدمت يداي، اللهم إني لست قويا فأنتصر، ولا بريئا فأعتذر، أستغفرك وأتوب إليك.. وأشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله"، كانت هذه آخر كلمات الصحابي عمرو بن العاص على لسان النجم نور الشريف، لينهي بها مسيرة امتدت لـ"10 سنوات" صور فيها عظماء دولة الإسلام على مدار تاريخها.