"أفراح القبة" بين الحلقة الأولى والنص الروائي.. خلق أحداث وإحياء شخصيات هامشية

"أفراح القبة" بين الحلقة الأولى والنص الروائي.. خلق أحداث وإحياء شخصيات هامشية
- أفراح القبة
- نجيب محفوظ
- مسلسل
- أفراح القبة
- نجيب محفوظ
- مسلسل
- أفراح القبة
- نجيب محفوظ
- مسلسل
- أفراح القبة
- نجيب محفوظ
- مسلسل
تحويل النص المقروء إلى عمل مرئي أو مسموع ليست سابقة يشهدها الموسم الدرامي الحالي، ورأى كثير من النقاد أن ذلك التحويل يتوقف على وعي وإدراك كاتب السيناريو، و"أفراح القبة" إحدى الروايات التي تحولت مؤخرًا إلى عمل تليفزيوني يُعرض في موسم رمضان الحالي، وهي لأديب نوبل، نجيب محفوظ، التي كتبها عام 1981.
وكما نصّت الرواية، بدأت أحداث الحلقة الأولى من مسلسل "أفراح القبة" المأخوذ عن الرواية الحاملة للاسم نفسها لنجيب محفوظ، داخل حجرات مسرح فرقة الهلالي، حيث يجتمع أبطال الفرقة على الطاولة المستطيلة، التي يترأسها مدير الفرقة، يتبادلون أطراف الحديث مازحين حتى يشرعوا في فتح الصفحة الأولى من النص المسرحي المتروك أمامهم كعمل جديد، ويبدأ المخرج سالم العجرودي، الذي يؤدي دوره الفنان أسامة عبدالله، في سرد أحداث المسرحية التي ألفها عباس يونس "محمد الشرنوبي"، وتحمس لها مدير الفرقة المسرحية سرحان الهلالي "جمال سليمان".
ولم تظهر البطلة تحية "منى زكي" إلا في آخر مشهد من الحلقة الأولى، تمهد فيه للتعريف عن نفسها، رغم تكرار اسمها على مدار الحلقة، كما لم تخلو صفحات الرواية الأولى من ذكرها حتى خرقت الصمت بعدما تحدث كل أبطال الرواية تقريبًا، وسردوا أقاصيصهم حولها.
بينما اعترض عليها الممثل طارق رمضان "إياد نصار" لكرهه لعباس، الذي خطف منه حبيبته تحية وتزوجها، كما يعتقد، ولم يراه مؤلفًا لرصده لحياتهم الواقعية على الورق واعترافه من خلالها بقتل تحية، وانفعل طارق، الذي وقف له الهلالي سرحان مقنعًا إياه بأن تلك المسرحية ستجعله ممثلًا حقيقًا، كما رفض اعتراض الممثلة درية "صبا مبارك" على أداء دور تحية، الذي يُظهرها ملاكًا بجناحين.
وجاء الحوار مُلتزمًا بدرجة كبيرة بالنص المكتوب في الرواية، إلا التغيير في نمط الفصحى الذي اعتمدته الرواية، حتى تتوافق مع مسلسل درامي يُعرض في العام 2016، وحذفت بعض العبارات، وجاءت ملابس الأبطال معبرة عن حقبة السبعينيات دون ذكر ذلك، مثلما لم تجهر الرواية أيضًا إلا أن الزمن كان مفهومًا ضمنيًا.
واختلفت الحلقة الأولى مع النص الروائي في بعض التفاصيل كتعرض الهلالي لحادث كاد يودي بحياته بعد عرضه للمسرحية على الأبطال، وكذلك الضرب المبرح الذي تعرض له "عباس" بعد مواجهة "طارق" له، ما استدعى دخوله إلى المستشفى، وبلغ أبويه كرم "صبري فواز" وأمه حليمة "صابرين" عن طارق، بأنه مَن فعل ذلك بابنهم لمجيئه إليهم في "المقلى" ومواجهتهم بأن ابنهم يفضح حقيقة الجميع في المسرحية، حتى اختفى "عباس" من المستشفى، ولم يعلم أحد مكانه إلا "الهلالي" الذي خبأه في "بانسيون" بعيدًا عن المواجهات دون أن يُعلم أحد بذلك حتى أبيه، الذي جاءه يسأل عن ولده، بينما في الرواية غادر عباس منزله، وترك ورقة تفيد بانتحاره، ولم يدخل المستشفى من الأساس رغم مشادته البسيطة مع "طارق".
أخرج مدير المسرح "طارق" من السجن، وعفا عن "درية" التي خططت لقتله اعتراضًا على إظهار "الفضيحة" المكتوبة بالنص في مقابل أن يقبلا بأداء دوريهما في المسرحية، وهو ما خضعا له على مضض، وهو ما لم يحتاج "الهلالي" إلى فعله في النص الروائي، الذي لم يُفسح مجالًا لشخصية "دُرية" من الأساس، سوى تنويهه عنها بأنها نجمة المسرح.