«كمشيش» تودع المناضلة شاهندة مقلد.. ويبقى تاريخها

07:54 م | الجمعة 03 يونيو 2016

لن نخطئ منذ الآن ونحن نحكى عنها كماضٍ، فمثلها سيظل حضوراً خارج النسيان.. ولن يخطئ الأقربون أبداً ويقولوا «ورحمة شاهندة»، مثلما كان لسانها يخون وهى تحلف برحمة زوجها المناضل اليسارى صلاح حسين، لأن الأكثر لياقة أن نقول «وحياة شاهندة مقلد».. ولن نودعها كما يليق مثلما فعل أهلها من فلاحى «كمشيش» بمركز تلا بالمنوفية، أمس، وهم يهرولون وراء نعشها للمنفى الأخير.. فى تراب مصر.

{long_qoute_1}

من مسجد «السيد البدوى» قرب منزلها بـ«كمشيش»، مسقط رأسها، خرجت جنازة المناضلة اليسارية شاهندة مقلد، أمس، فى وداع ريفى، امتلأ بقيادات سياسية وحزبية وحقوقية رفيعة، متوجهين بها إلى عالم أكثر رحابة وأقل فقداً، مرددين خلف وزير القوى العاملة السابق كمال أبوعيطة، هتافات «الوداع يا وطنية يا حبيبة الفلاحين»، الذين وهبتهم سنوات عمرها، بحسب جورج إسحاق، زميل الراحلة بالمجلس القومى لحقوق الإنسان، . كانت مصر ودعت «مقلد»، مساء أمس الأول، بعد صراع مع المرض، ونعاها هيثم الشرابى، أمين عام حزب التجمع بالمنوفية، بقوله: «نجحت فى تربية جيل قادر على التحدى والمواجهة»، فيما قال عنها أحمد سيد النجار، رئيس مجلس إدارة الأهرام، الذى شارك فى تشييعها: «رمزنا الكبير لزراعة الحكمة والأمل والروح الحافظة للوطنية والقيم الإنسانية». قادت شاهندة مقلد، منذ صغرها، أشهر ثورة للفلاحين مع زوجها، ضد الإقطاع، وكانت من مؤسسى حزب التجمع، واعتقلت مرتين فى عهد الرئيس الأسبق «السادات»، عامَى 1975 بسبب مظاهرة بحلوان، والثانية مع مئات المثقفين عام 1981، كان أبوها وفدى الانتماء، ذاق المنفى، واغتيل زوجها عام 1966، ومنذ اغتياله، لم تنَم هى فى سريره لسنوات، وفضلت النوم على كنبة صغيرة، لكن الفقد لم يتركها، فاختفى ابنها «وسيم» 6 أشهر فى روسيا عام 2008 حتى وجدوه مقتولاً، وقُيد الحادث باعتباره جنائياً.