روشتة «رامى» فى أزمة الدواء: «شريط بدل علبة»

كتب: محمد شنح

روشتة «رامى» فى أزمة الدواء: «شريط بدل علبة»

روشتة «رامى» فى أزمة الدواء: «شريط بدل علبة»

«والنبى يا دكتور ما تكتبش دوا غالى»، رجاء مل الطبيب الشاب سماعه من مرضاه، دون أن يملك لتحقيقه سبيلاً «أدوية القلب غالية والرخيص منها غير متوافر، بس هحاول يا أمى»، كان يقولها لكل مرضاه، قبل قرار الحكومة زيادة أسعار الدواء فى الفئات أقل من 30 جنيهاً، ليزيد رجاء مرضاه فيه «الدوا غالى قوى يا دكتور»، فيقرر المشاركة فى الأزمة -البعيد عنها بالفعل- ولو بأضعف الإيمان، وأطلق مبادرة يمكن أن تندرج تحت شعار «اكتب الدواء الرخيص يدعيلك المريض».

ما يشبه الوصايا، قرر الطبيب الشاب رامى سعفان، إخصائى علاج القلب والأوعية الدموية، توزيعها على كل معارفه وأصدقائه «زملائى الأطباء.. أسعار الأدوية الجديدة أصبحت مرهقة جداً للمرضى، أوصيكم ما نكتبش علاج للمريض إلا اللى محتاجه بس، ويا ريت ما تكتبش للمريض علاج كتير، واكتب شريط واحد بس لو المريض مش محتاج علبة كاملة»، نصائح الطبيب بمستشفى «أجا» المركزى، يعتبرها ضرورية لكل طبيب يرى معاناة مرضاه ماثلة أمامه «مريض القلب الغلبان ما يستحملش صدمة إنه سعر الدوا يزيد.. عايزين نعالجهم مش نموتهم»، لا يرى «سعفان» فى فعله أمراً مستغرباً «لازم نحس بالمريض، وواجب علينا فى أزمة الدواء الحالية تحديد الجرعات والكميات المطلوبة للمريض فقط، أنا بعمل كده من قبل الأزمة»، مشيراً إلى أنه فى بعض الأحيان يكتب الأطباء للمريض أدوية أكثر من اللازمة وبكميات كبيرة ولا يكون بحاجة إليها، وتتراكم بعد شفائه، وكان من الممكن توفير ثمنها من البداية.

«كتابة البديل الأرخص والفعال»، حل آخر يلجأ إليه «سعفان» إلى جانب تخفيض الكمية، وعدم الإسراف فى كتابة العلاج، مشيراً إلى وجود أدوية بديلة ورخيصة الثمن، ولها مفعول جيد وأفضل من المستورد وبأقل من نصف سعره، إلا أنه فى بعض الحالات لا ينفع البديل، «فى كتير من أدوية القلب مثلاً يحتاجها المريض، وبيستمر عليها لفترات طويلة وبعضهم طوال حياته، ومن أشهرها (البلافكس)، مضادة للتجلط، كان سعرها نحو 200 جنيه والآن 370 جنيهاً، واستخدام البديل لها فى بعض الحالات نتائجه عكسية وخطيرة».

 


مواضيع متعلقة