رسائل سياسية على أسماء البلح: «حلب تحترق».. والحقوا «سد النهضة»

كتب: محمد غالب

رسائل سياسية على أسماء البلح: «حلب تحترق».. والحقوا «سد النهضة»

رسائل سياسية على أسماء البلح: «حلب تحترق».. والحقوا «سد النهضة»

«حلب تحترق»، و«سد النهضة»، و«أيام الخير»، و«أرض جو».. بعض الأسماء التى أطلقها بائعو سوق «الساحل» على البلح، كعادة كل عام، علها تكون سبباً فى جذب أنظار الزبائن والترويج للبلح، فى ظل ضعف المبيعات، الذى يشعرون به رغم اقتراب قدوم شهر رمضان، لكنهم حرصوا على أن يكون لكل اسم دلالة إما سياسية أو اقتصادية.

{long_qoute_1}

سعد زكى يبيع البلح فى «الساحل»، وكان مبرره لإطلاق اسم «حلب تحترق» على أحد الأصناف: «بعلن رفضى لقصف المدارس والمستشفيات فى حلب»، فى الوقت نفسه كان للاسم بعد اقتصادى: «أحياناً البلح وهو بيتحمص بيتحرق، والسكر يكون مر شوية، زى المرار اللى بنشوفه، عشان كده رخصنا البلح اللى حصل له كده من 30 جنيه للكيلو لـ20 بس، ونبيعه للى عاوز».

أما بلح «أيام الخير»، فسبب تسميته وفقاً لـ«زكى»، هو سعره الرخيص، حيث يباع بـ14 جنيهاً فقط، بالإضافة إلى تركيز السكر العالى به، وسمى بلح «كان نفسى»، بهذا الاسم، باعتباره بلحاً مميزاً وتركيز السكر به مرتفع، لكنه غالى الثمن، ولذلك لن يقدر على شرائه كثير من المواطنين.

ومن بين أصناف البلح، كان «أرض جو» مميزاً، وأطلق عليه ذلك لأنه يتسم بالفخامة، و«نورماندى 2»، ذو الطعم المتوسط والثمن الرخيص، لكنها لا تلق إقبالاً بسبب السكر المنخفض بها، ليأتى فى النهاية «سد النهضة»، وعنه يقول «زكى»: «بلحة صغيرة الحجم سكرها قليل، ومن خلالها حابب أقول إن عندى نوع من التخوف، هل السد هيأثر على حلاوة محاصلنا زى البلحة دى؟».

ظل «زكى» يحكى، بينما يسمعه «هشام رمضان»، أحد تجار المنيا، الذى يشترى منه البلح لبيعه بعدها فى محافظته: «الواحد مستغرب، كل حاجة بتغلى، إحنا أسرة مكونة من 5 أفراد ومش عارفين نعمل إيه فى ظل أسعار الدواء والأكل والمعيشة، وكل ما تسأل حد يعلق شماعته على الدولار».

كلمات «هشام» استفزت «زكى»، الذى وجه رسالة من داخل محله إلى «السيد الأخضر.. مستر دولار»، من خلال لافتة علقها، وكتب عليها: «لقد انحنيت لقوتك رؤوس العملات، وخضعت أمامك أطول الهامات، وقامت بسببك فى العالم كله أقوى الثورات، وهجرت بيوتها أغلى الزوجات، واليوم تتحكم فى أسعار الطعمية والكُرات، فماذا أنت فاعل بعد ذلك، بعد أن غيرت الضمائر والنبات، فاللهم أصلح الأحوال، فقد فات ما فات وصار الجنيه المصرى لا يساوى إلا مليمات».

بينما يحكى أحمد سعيد، أحد العاملين بالمتجر، أن ارتفاع الدولار أثر على سعر كل شىء، بما فى ذلك البلح، ضارباً كفاً بكف: «ده حتى الشيال بقول له انقل بضاعة من هنا لهنا، بيقول لى هتدفع أكتر، أصل الدولار غلى».


مواضيع متعلقة