بروفايل:«تواضروس».. ضد الفتنة

كتب: مصطفى رحومة

بروفايل:«تواضروس».. ضد الفتنة

بروفايل:«تواضروس».. ضد الفتنة

«بلادنا محفوظة فى يد الله»، هكذا يعلنها البابا تواضروس الثانى للقاصى والدانى، يكررها على مسامع الجميع، لا يفقد الأمل فى الغد، ولم يفقد يوماً إيمانه بالوطن حتى وإن اشتدت الهجمات على الكنيسة والأقباط، أعلنها للجميع حينما دمرت وحرقت الكنائس فى 2013: «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن»، وحينما زاد الخناق واشتد لهيب الأحداث الطائفية وقف يقول مجدداً: «المحبة لا تسقط أبداً»، بعدما تجرد مخربون من كل معانى الرحمة والإنسانية وجردوا سيدة قبطية مسنة من ملابسها بالمنيا، ولكن كان البابا على موعد مع وأد فتنة جديدة.

البابا تواضروس قادته الأقدار مجبراً على كرسى «مارمرقس الرسولى» فى يوم ميلاده، وهو فى الستين من عمره، وقد صبغ الدهر سواد شعره شيباً، ليتولى دفة الكنيسة القبطية فى لحظة فارقة من عمر الوطن، فلم يهادن الإخوان حينما جلسوا على كرسى الحكم، ولم يفرط فى حقوق الأقباط حينما أعلن تأييده لثورة 30 يونيو، ووقف أمام العالم يعلنها حينما اشتد الإرهاب: «إنه ثمن الحرية نقدمه عن طيب خاطر لبلادنا».

وحينما وهن العظم واشتد الألم بالجسد وجلس طريح الفراش فى رحلة علاجية بالنمسا، ووصله بشاعة الجرم الذى ارتُكب فى حق سيدة المنيا المسنة، خرج «تواضروس» يعلنها من جديد على مسامع الجميع: «ربنا يحفظ الجميع فى سلام وعلاقتنا الطيبة يجب أن تستمر وكل المصريين محفوظون، وأثق أن الله يمرر كل شىء بهدوء وسلام ويحفظ السلام اللى موجود واللى عايش به كل المصريين ويحفظ مصر كلها بخير».

مواقف البابا الوطنية لا تعد ولا تحصى، غير مبالٍ بهجوم يأتى من الداخل، ووسط كل ذلك لا يسقط الوطن من قلبه ولسانه ولا ينساه فى صلاته.


مواضيع متعلقة