«بناء البشر»: من مراكز «التدريب والتأهيل» إلى ملاعب رياضية ومسارح

08:19 م | السبت 28 مايو 2016

«بناء البشر قبل بناء الحجر»، ظلت العبارة تتردد على نطاق كبير إلى ضرورة الاهتمام بتنمية البشر ورفع قدراتهم، تزامناً مع المشروعات القومية الكبرى، مدينة «تحيا مصر» جمعت بين البناءين: «الحجر، والبشر». فإلى جانب الوحدات السكنية والبينة التحتية والخدمات الأساسية الشاملة التى ضمتها المدينة، شملت المدينة أيضاً على وسائل لتنمية قدرات سكانها الجدد، ورفع مستوى كفاءاتهم، سواء مهنياً أو فنياً أو ثقافياً ورياضياً.

فى مدخل المدينة، بعد أمتار من لافتة كبيرة تحمل شعار «تحيا مصر»، وألوان العلم الثلاثة: الأحمر والأبيض والأسود، تظهر أراض خضراء واسعة، هى عبارة عن مجموعة ملاعب رياضية مجهزة تشمل ملعباً لكرة القدم، و4 ملاعب لرياضات مختلفة، وفى جهة أخرى من المدينة تم بناء مسرح مكشوف بقدرة استيعابية تصل نحو 300 فرد، إضافة إلى قاعة احتفالات لإقامة أى مناسبات اجتماعية عليها مثل الأفراح وغيرها، يقول المهندس محمد سيد، عضو المكتب الاستشارى لمشروع «تحيا مصر»، أحد أفراد فريق العمل الذى شارك فى أعمال التصميم والتنفيذ، إن تنمية مهارات وقدرات الأهالى كانت واحدة من المحاور التى تم العمل عليها، فمن اللازم أن يجد الأفراد الذين سينتقلون للعيش هنا وسائل تساعدهم فى التأقلم مع هذه الحياة الجديدة التى تختلف بطبيعة الحال عن الحياة التى قضوا فيها أعمارهم، يضيف: «رفع مستوى الفرد عنصر مهم جداً تم مراعاته داخل المدينة من خلال إنشاء العديد من المراكز والأبنية المتخصصة سواء فى الرياضة أو الإبداع الفنى التى ستساهم فى تأدية هذا الدور، وبلا شك سيتم الاستعانة بمتخصصين فى كل مجال لمساعدة الأهالى فى ذلك».

الأمر لا يقتصر عند ممارسة الرياضة، أو الإبداع الفنى، حيث تم بناء مركز تدريب كبير لإعادة تأهيل الشباب وتدريبهم حتى يكونوا قادرين على المشاركة فى سوق العمل، يوضح «سيد»: «مركز التدريب سيقدم خدمات وأنشطة كثيرة جداً، سواء دورات لرفع مهارات العمل، أو محاضرات للتنمية البشرية، ويضم أيضاً قاعات واسعة لعقد الندوات يشارك فيها متخصصون وخبراء، هذا المركز سيتمكن خلال فترة وجيزة من بداية عمله فى إتمام مهمة تأهيل وتدريب الأهالى والأولوية للشباب بطبيعة الحال»، جنباً إلى جنب مع مركز التدريب والتأهيل، تم إعداد مركز آخر تحت مسمى «مركز خدمة مجتمع» على بعد مسافة صغيرة من مركز التدريب والتأهيل، لكنه يؤدى دوراً مختلفاً، يوضحه عضو المكتب الاستشارى: «سيقوم بإحداث التواصل بين السكان من جهة، وأجهزة ومؤسسات الدولة والإعلام وحتى الشخصيات العامة الذين يريدون تقديم أى نوع من الدعم، التواصل سيكون متبادلاً، وسيتم من خلال هذه الجهة الممثلة فى مركز خدمة مجتمع مدينة تحيا مصر، سواء للدعم أو الاستفسار أو حتى التواصل، وتقديم أى طلب أى شكوى». مسافات قريبة داخل المدينة تفصل بين مركز التدريب والتأهيل، ومركز خدمة المجتمع، ومجمع الملاعب الرياضية، والمسرح المكشوف، وقاعات الندوات والمؤتمرات، وقاعة الاحتفالات، ومن المنتظر أن تساهم هذه الوحدات جميعاً بمشاركة الخبراء والمتخصصين فى مختلف المجالات، فى رفع القدرات المهنية والثقافية والبدنية للأهالى، المهندس أحمد محمد كمال، أحد أعضاء واحدة من الشركات العاملة بالمشروع، هى شركة العبد المسئولة عن تنفيذ جميع مرافق ووحدات المدينة، إضافة إلى 35 عمارة فى المرحلة الثانية، و46 عمارة بالمرحلة الأولى، أكد أن التوجيهات التى تم التشديد عليها منذ بداية العمل هى ضرورة الاهتمام بالإنسان الذى سيأتى للعيش فى هذا المكان، «الاهتمام بيكون على أكتر من مستوى، سواء من خلال التصميم الهندسى للوحدات، أو الشوارع والمرافق، والأهم من ذلك مراكز ووحدات التأهيل والتدريب وتقديم الخدمة، لأن هذه المراكز ستكون هى المنوط بها التغيير فى سلوك المواطن نفسه».