«فاتن» حرمت أمها من الدوا.. ومارضيتش تناولها شربة ميه لحد ما ماتت.. وابنها رمى الجثة فى الزبالة: «طمعانة فى الميراث»

كتب: محمد سيف

«فاتن» حرمت أمها من الدوا.. ومارضيتش تناولها شربة ميه لحد ما ماتت.. وابنها رمى الجثة فى الزبالة: «طمعانة فى الميراث»

«فاتن» حرمت أمها من الدوا.. ومارضيتش تناولها شربة ميه لحد ما ماتت.. وابنها رمى الجثة فى الزبالة: «طمعانة فى الميراث»

«إلحقينى يا بنتى أنا تعبانة أوى حاسة أنى هموت، حرام عليكى ردى عليا وناولينى شوية ميه ريقى ناشف» كانت تلك الكلمات آخر توسلات سيدة مسنة تدعى «خيرية عبدالفتاح» 78 سنة، لابنتها الكبرى «فاتن أحمد إبراهيم» 56 سنة، لكن الأخيرة تجاهلت توسلات والدتها التى تعانى من أمراض فى الكبد والقلب فضلاً عن أمراض الشيخوخة التى تمنعها من الحركة، استمرت تلك العجوز فى استعطاف ابنتها على مدار 3 ساعات لكن دون جدوى، حتى ساءت حالتها الصحية ودخلت فى غيبوبة وظلت تصارع الموت حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

{long_qoute_1}

الكلمات قد تصعب فى وصف جحود تلك الابنة التى حرمت والدتها من الدواء أو حتى شربة ماء، وتركتها فريسة للمرض والألم يقطعان فى أوصالها أمام عينيها، وكأنها تتلذذ بصرخات والدتها حتى فارقت الحياة، ولم تكتف القاتلة بجريمتها بل استعانت بنجلها وحملت جثة والدتها وألقت بها فى مقلب قمامة فى شارع الشماع فى منطقة الوايلى يبعد أمتاراً قليلة عن منزل الضحية.

السبب الرئيسى وراء تلك الجريمة هو طمع القاتلة فى ميراث والدتها، بحسب تحريات المباحث وتحقيقات النيابة العامة، التى أكدت وجود نزاع قضائى بين المجنى عليها وعدد من سكان العقار الذى تملكه، ويتمثل هذا الخلاف فى دعاوى طردهم من العقار، كما أن المتهمة استغلت مرض والدتها وتأخر حالتها الصحية، فتعمدت حرمان والدتها من الدواء ورفضت إسعافها ونقلها إلى المستشفى، ما أدى لوفاتها ثم تخلصت من الجثة دون الإفصاح عن وفاتها وبدون اتخاذ الإجراءات الرسمية حتى تتولى هى استكمال مهمة والدتها أمام المحكمة بعد أن تنتحل صفتها وتحصل على أحكام بطرد السكان من العقار لتستولى عليه.

48 ساعة مرت على الجريمة وتمكنت مباحث القاهرة بقيادة اللواء هشام العراقى مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية من كشف ملابسات الجريمة وتحديد هوية المتهمة ونجلها من خلال كاميرا خاصة بسوبر ماركت كبير ظهر من تفريغها نجل المتهمة «أحمد. ف» 27 سنة، وهو يحمل جثة الضحية داخل جوال بلاستيك وكانت تسير بجانبه والدته المتهمة الأولى وهما فى طريقهما إلى مقلب القمامة، وتمكنت المباحث من القبض على المتهمين عقب العثور على جثة المجنى عليها ملقاة بين أكوام القمامة وتبين من مناظرة النيابة أنها كانت ترتدى جلباب نوم منزلياً وفى حالة انتفاخ وتعفن مع وجود جحوظ بالعينين وخروج اللسان من الفم وملفوفة داخل كيس من القماش ملفوف بمشمع بلاستيك ومربوط من أعلى بحبل. {left_qoute_1}

الكاميرا التى توصلت إليها جهات التحقيق كانت كلمة السر فى فك طلاسم الجريمة بكاملها، بداية من الكشف عن هوية الضحية والوصول إلى منفذى الجريمة، كما ساعد السجل الجنائى للمتهمين فى سرعة تحديد هويتهما بسرعة كبيرة، وتبين من الفحص أن المتهمة الأولى «فاتن» صادر بحقها حكمان قضائيان فى قضيتى «تبديد ومبانٍ»، والمقضى فيهما بالحبس سنة، كما أن نجلها «أحمد» حاصل على بكالوريوس تجارة والمحكوم عليه فى القضية رقم 13760 لسنة 2010 جنح قصر النيل «إتلاف» والمقضى فيها بالحبس شهراً. «أنا زهقت من أمى وتعبت من خدمتها بقالى 8 سنين ومرضها كان تقيل وماكانتش بتقوم من على السرير، وبصراحة كنت عايزة أخلص منها وأرتاح من غلبها» بهذه الكلمات بدأت المتهمة اعترافاتها أمام المقدم محمد الوردانى، رئيس مباحث قسم شرطة الوايلى، وأضافت أنها دخلت على والدتها وهى فى ذات الطابق الذى تسكن فيه المتهمة، للتأكد من وجودها على قيد الحياة أم لا، لكنها كانت تعرف بتعرضها لحالة إعياء شديدة منذ 3 أيام واشتد عليها المرض فى الساعات الأخيرة فكانت تتابع حالتها مرتين فى اليوم الواحد، وعندما دخلت شاهدتها تلتقط أنفاسها بصعوبة بالغة، وجلست بجانبها لمدة 3 دقائق حتى شعرت المجنى عليها بوجودها فطلبت منها إحضار الدواء، لكنها رفضت وتركتها تصارع الموت حتى لفظت أنفاسها الأخيرة. «بصراحة كنت عايزة أخلص منها عشان آخد البيت بتاعها لوحدى نتيجة تعبى معاها» واصلت المتهمة بتلك الكلمات اعترافاتها أمام فريق البحث الجنائى الذى أشرف عليه اللواء عبدالعزيز خضر، مدير المباحث الجنائية، وتابعت أنها انتظرت بجانب والدتها حتى تأكدت من وفاتها وبعدها أغلقت باب شقة والدتها ودخلت شقتها واستعانت بنجلها «أحمد» وطلبت منه معاونتها فى التخلص من جثة جدته، وإلقائها فى مقلب القمامة وعندما رفض نجلها فى بداية الأمر وعدته بالحصول على نصف المنزل بعد طردهم السكان منه.

«رميت جثة أمى فى مقلب الزبالة عشان أخلص منها قبل الجيران ما ياخدوا بالهم ويعرفوا أنها ماتت ويبلغوا المحكمة خلال القضايا المقامة ضدهم»، بتلك الكلمات واصلت المتهمة اعترافاتها أمام فريق المباحث الذى يشرف عليه العميد محمد الألفى، رئيس مباحث قطاع شمال القاهرة، وقالت إنها خافت أن تعلن عن وفاة والدتها فيكون ذلك عائقاً أمامها فى استكمال القضايا المقامة من جانب والدتها ضد السكان، وأنها قررت التخلص من الجثة وأخبرت السكان أن والدتها توجهت للإقامة مع نجلها الصغير فى عقار آخر، وبعد ساعات قليلة تكشفت الجريمة وتوصلت المباحث إلى القاتل.

«أنا صعبان عليا جدتى عشان ماتت عطشانة، بس أمى السبب وهى اللى قالت لى تعالى نرمى جثة جدتك فى الزبالة وأنت هتاخد نصف البيت» بهذه الكلمات بدأ نجل المتهمة الأولى اعترافاته أمام المباحث، وأضاف أن والدته أحضرت جوالين من البلاستك ووضعا جثة المجنى عليها داخل جوال ثم وضعا الآخر فوق رأسها وربطا الجوالين بحبل من البلاستك وحملا الجثة وتوجها إلى مقلب قمامة يبعد 500 متر عن منزل المجنى عليها، وعقب انتهاء استجواب المتهمين أحالهما اللواء خالد عبدالعال، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، إلى النيابة التى قررت حبسهما على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد. «دى مش أمى وماعرفش عن الجثة دى حاجة» بتلك الكلمات نفت المتهمة أمام المستشار أحمد لبيب رئيس نيابة حوادث غرب القاهرة علاقتها بالجريمة، فقررت النيابة إحالتها إلى الطب الشرعى لتحليل البصمة الوراثية، واستدعت أشقاء المتهمة الذين تعرفوا على المجنى عليها وأكدوا أنها والدتهم واتهموا شقيقتهم الكبرى بقتل المجنى عليها طمعاً فى ميراثها.

 


مواضيع متعلقة