«نداهة التواصل الاجتماعى» تخطف الأمهات.. «ماما بتعمل شات»

كتب: سلوى الزغبى

«نداهة التواصل الاجتماعى» تخطف الأمهات.. «ماما بتعمل شات»

«نداهة التواصل الاجتماعى» تخطف الأمهات.. «ماما بتعمل شات»

حالة نفسية إنسانية بحتة، لا تخضع لتعريفات محددة، ولا تقييمات معلنة، لكنها تُجسّد بأفعال تشير جميعها إلى الإحساس بـ«الاهتمام»، المفترض على المقربين من بعضهم أن يتبادلوه، إلا أنه أحد حقوق الأبناء التى أصبحت مهددة عند آبائهم وأمهاتهم.

{long_qoute_1}

بين العمل ومتابعة أخبار الأهل والأصدقاء، تقضى دعاء رزق أوقاتاً طويلة تستخدم فيها مواقع التواصل الاجتماعى، ما يشتت تركيزها عن أبنائها، حتى حينما يخرجون فى نزهة يحل الصمت ولا يتم التركيز إلا على التصوير أو اللعب، وشعرت فى فترة بالتناقض حينما وجدت نفسها تنصح أطفالها بالابتعاد قدر الإمكان عن «الموبايل» و«التاب» حينما يطلبون اللعب بحجة أنه «غير مفيد».

«مامى ما ترديش على الموبايل»، طلب اندهشت له دعاء من ابنها أدهم، ذى السبع سنوات، واستكمل طلباته بعدم كتابة رسائل عبر بريدها الإلكترونى أو رسائل طالما توجد معهم بالمنزل، مضيفة: «قالى قوليلهم ولادى أهم».

بدأت تشعر دعاء حينها بحاجة ابنها إليها، وشرعت فى إقناعه بأن لكل شىء ضرراً وفائدة، وأنه من الممكن استخدامه فى اللعب فى وقت محدد وليس كل يوم، وتجعله يلعب به حينما تريد الاسترخاء أو عند الزيارات لكن بعد التفاعل الاجتماعى مع البشر، حتى لا تأخذ التكنولوجيا أطفالها منها.

وبدأت «دعاء» فى تنفيذ طلب ابنها بالابتعاد عن وسائل التكنولوجيا فى وجوده ووجود أخته، إلى أنها أفهمته أن هناك أوقاتاً يجب أن ترد فيها لحاجة العمل، وحتى يثق فيما تقول أطلعته على رسائل البريد الإلكترونى، والهاتف المحمول، وإذا وجدت شيئاً غير مهم تبادر بالقول: «ده مش مهم انت وأختك أهم وده وقتكم».

وأبرمت الأم مع أبنائها اتفاقاً بتقسيم وقتها ما بين القراءة واللعب معهم أو مشاهدة الكارتون، لافتة إلى أن أولياء الأمور نظراً للضغوط الكثيرة أصبح «خُلقهم ضيق» لكن فى النهاية «الأطفال مالهمش ذنب».

أما صفاء عبدالنعيم فشعرت بالخطر على ابنتها ذات العشرة أعوام، لانخراطها فى عالم التكنولوجيا، متناسية شأن ابنتها التى تكبر وعلى مشارف طور المراهقة، واستفاقت على حوار بين ابنتها وأحد الشباب عبر «فيس بوك»، بعد أن نسيت ابنتها غلق صفحتها الشخصية، لتسترجع الأم الأوقات الطويلة التى كانت تقضيها فى استخدام مواقع التواصل الاجتماعى مع أصدقائها وعائلتها غير آبهة بأحوال ابنتها التى أصبحت صامتة بعد أن كانت معروفة بالحيوية، وقررت التقرب إلى ابنتها وتقليل استخدام التكنولوجيا، وتأكدت من الأثر السيئ لهذا الانخراط حينما أخذت وقتاً حتى استجابت ابنتها للتقرب للأم مرة أخرى.

«أنا أهم».. الجملة اللغوية البسيطة فى تركيبها معقدة فى الإفصاح عنها وتنفيذها، أخذت منها 5 طالبات بكلية الإعلام فى الجامعة الأمريكية شعاراً ومُنطلقاً لمشروع تخرجهن المقيد باقتراح فكرة تفيد المجتمع، فتقول هيدى نصار، إحدى مؤسسات الحملة، إنهنَّ وجدن الشباب بدءاً من فترة المراهقة وحتى قرب النضوج يعانون من إهمال أمهاتهم لانشغالهم بعالم «السوشيال ميديا»، على سبيل المثال عند الحديث معهن لا يكترثن، وأثناء حكى الابن أو الابنة يتفاجأ بالأم تضحك على شىء رأته على شاشة هاتفها، فيشعر الأبناء بخيبة ويشعرون وكأنهم يعيشون فى عالمين منفصلين داخل نفس المنزل.

إذا كان ذلك شعور الكبار فما بال الأطفال، لذا اطلعت الفتيات الخمس على دراسات أجنبية حول التأثيرات النفسية «كنشأة الطفل منطوياً ومُعقداً» أو الجسدية «كتعرضه لأى حادث فى المنزل نتيجة انشغال الأم عنه، وضعيف لغوياً لعدم ممارسة الحديث فى صغره».

«مامى بتحب الموبايل أكتر منى»، أولى الجمل التى اصطدمت بها «هيدى» من الأطفال، عند نزولهم إلى النوادى فى حدث منظم للتوعية بالحملة، وتلتها جمل على نفس الشاكلة مثل «بلعب لوحدى عشان لو قلت لمامى هتقولى بعمل حاجة على الموبايل»، وأكدت هيدى أنه لولا أنهن سألن الأطفال مباشرة ما كانوا سيعبرون عما بخاطرهم، وتفاجأ الأهالى الحاضرون من إجابات أبنائهم وأنهم يعانون من مشكلة كبيرة بالفعل. تطرح المبادرة بدائل لأولياء الأمور للاستمتاع مع أطفالهم بعيداً عن شاشة الهواتف المحمولة، كممارسة لعبة «البازل»، أو تركيب وتشكيل أشكال مختلفة باستخدام المكعبات، أو ممارسة تمارين اللياقة البدنية معاً، أو الرسم أو الزرع فى الحديقة أو لعب «الكوتشينة» أو «البولينج»، وغيرها من الأشياء الترفيهية.

 


مواضيع متعلقة