«تواضروس» يدعو لضبط النفس: القيادات وعدت بتسليم المعتدين على السيدة القبطية للعدالة

كتب: مصطفى رحومة

«تواضروس» يدعو لضبط النفس: القيادات وعدت بتسليم المعتدين على السيدة القبطية للعدالة

«تواضروس» يدعو لضبط النفس: القيادات وعدت بتسليم المعتدين على السيدة القبطية للعدالة

أعلن الأنبا مكاريوس، أسقف عام مطرانية المنيا وأبوقرقاص، أنه يتواصل مع البابا تواضروس، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الموجود حالياً بالنمسا، وقال إن قداسته يتابع ما تعرضت له السيدة القبطية بمحافظة المنيا، ويطمئن على حالتها الصحية والنفسية، كما يتابع أحوال المتضررين فى الأحداث والخسائر التى لحقت بهم، مؤكداً أن البابا يتواصل مع القيادات السياسية والأمنية الذين وعدوه بتتبع الجناة وتسليمهم للعدالة، وصرّح قداسته أن المسئولين فى الدولة أكدوا أن الأم مصرية وأن صيانة شرفها واجب ومسئولية، داعياً إلى ضرورة ضبط النفس والتزام التعقل والحكمة للمحافظة على السلام الاجتماعى والعيش المشترك.

{long_qoute_1}

وكانت حالة من الغضب قد تصاعدت بين الأقباط على خلفية أحداث قرية الكرم التى تبعد مسافة أربعة كيلومترات عن مدينة الفكرية، بمركز أبوقرقاص فى محافظة المنيا، التى بدأت بشائعة عن علاقة بين قبطى ومسلمة، انتهت بحرق منازل عدد من أقباط القرية وتجريد مُسنة قبطية من ملابسها. وتضامنت الكنيسة مع مطالب عدد من النشطاء والنواب الأقباط بالمطالبة بإقالة محافظ المنيا ومدير الأمن على خلفية الحادث.

وقال الأنبا مكاريوس، فى بيان له، إن الأحداث المؤسفة بقرية الكرم بالمنيا بدأت بعد شائعة وجود علاقة بين مسيحى ومسلمة، وقد تعرض المسيحى، ويُدعى أشرف عبده عطية، للتهديد ما دفعه لترك القرية، بينما قام والد ووالدة المذكور يوم الخميس الماضى بعمل محضر بمركز شرطة أبوقرقاص يبلغان فيه بتلقيهما تهديدات، وبأنه من المتوقع أن تنفذ تلك التهديدات فى اليوم التالى، وبالفعل فإن مجموعة يقدّر عددها بثلاثمائة شخص خرجوا فى الثامنة من مساء اليوم التالى، يحملون أسلحة متنوعة وتعدوا على سبعة من منازل الأقباط، حيث قاموا بسلبها وتحطيم محتوياتها وإضرام النار فى بعضها: «حيث تقدر الخسائر مبدئياً بحوالى ثلاثمائة وخمسين ألفاً من الجنيهات».

وأضاف الأنبا مكاريوس أن المتعدين قاموا بتجريد سيدة مسيحية مُسنة من ثيابها هاتفين ومشهرّين بها أمام الحشد الكبير بالشارع، وقد وصلت قوات الأمن إلى هناك فى العاشرة من مساء اليوم نفسه، وقامت بالقبض على ستة أشخاص، حيث تباشر حالياً التحقيق معهم. وقال «مكاريوس» إن «الكنيسة تثق أن مثل هذه السلوكيات لا يقبلها أى شخص شريف، كما نثق بأن أجهزة الدولة لن تقف منها موقف المتفرج، ونحن إذ نشكر مقدماً أجهزة الأمن، نثق بأنها لن تألو جهداً فى القبض على جميع المتورطين ومحاسبتهم».

وكشف «مكاريوس»، فى تصريحات له أمس، أنه التقى السيدة المسنّة مساء أمس الأول «الأربعاء»، مشيراً إلى أنها قالت وهى تغالب دموعها إن الغوغاء قاموا بإخراجها من منزلها ثم تجريدها من ملابسها وجرّها فى الشارع والتعدى عليها بالضرب الوحشى، ثم طرحها أرضاً، لتحبو وتختبئ تحت عربة صغيرة، حيت ألقت سيدة فاضلة ثياباً فوقها، فارتدتها بسرعة وتحاملت على نفسها لتهرب من الغوغاء وتستقل وسيلة مواصلات إلى المدينة.

وأضافت السيدة المسنّة التى تُدعى «سعاد» أنها حاولت التكتم على ما حدث ،شأنها فى ذلك شأن اللائى يتعرضن للاغتصاب أو التحرش، غير أنها لم تحتمل أن تغالب الشعور بالقهر والذل أكثر من ثلاثة أيام، لتنتفض فى شجاعة لتذهب إلى المركز وتدلى بأقوالها فى محضر بعد امتناع المسئولين هناك عن تلبية طلبها لساعات، وكانت آثار الضرب المبرح ما تزال ظاهرة على جسدها.

وأشارت السيدة إلى أنها لم ترَ جارتها التى سترتها، كما أنها لا تعرف كيف نجت من الموت، ونفت أن تكون قد تعرضت للاغتصاب. وأضافت أنها وزوجها قد ذهبا للمركز المذكور فى الرابعة عصراً لعمل محضر بعد اكتشاف سرقة بيتهما، غير أن المسئول هناك قام بتهديدهما وطردهما، وبعد ذلك بأربع ساعات حدثت الكارثة.

من جانبه قال الأنبا رافائيل، أسقف عام كنائس وسط القاهرة وسكرتير عام المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «أنا مش فاهم الدولة مستنية إيه بعد تعرية امرأة مصرية صعيدية وزفّها فى الشوارع عارية، ما هو الحدث الواجب معه إقالة محافظ أو مدير أمن أو أى مسئول؟ اتقوا الله».

وأعرب مجلس كنائس مصر فى بيان على لسان الأب رفيق جريش، المتحدث باسم المجلس، عن قلقه الشديد للأحداث المؤسفة التى جرت للأقباط فى قرية «الكرم»، معلناً تضامن المجلس مع مطرانية المنيا فى هذه الأحداث التى آلمتها، وأهاب المجلس بأجهزة الدولة المعنية فى هذا الأمر بالتحرك الفعال وإعلاء القانون ورأب هذه الفتنة بأسرع وقت ممكن.

وأكد الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، أنه كلف عدداً من القيادات الكنسية الإنجيلية بالمنيا بالذهاب إلى القرية والوقوف على مجرى الأحداث وتقديم الدعم النفسى والمعنوى للسيدة وأسرتها.


مواضيع متعلقة