كتاب أمريكى جديد عن سيدة قد تغير شكل العالم: الوجه الآخر لـ«هيلارى كلينتون»

كتاب أمريكى جديد عن سيدة قد تغير شكل العالم: الوجه الآخر لـ«هيلارى كلينتون»
- اتخاذ القرارات
- الأطفال المرضى
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية
- البيت الأبيض
- التدليل الزائد
- الحرس الوطنى
- الحزب الجمهورى
- الحزب الديمقراطى
- آلام
- آنا
- اتخاذ القرارات
- الأطفال المرضى
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية
- البيت الأبيض
- التدليل الزائد
- الحرس الوطنى
- الحزب الجمهورى
- الحزب الديمقراطى
- آلام
- آنا
- اتخاذ القرارات
- الأطفال المرضى
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية
- البيت الأبيض
- التدليل الزائد
- الحرس الوطنى
- الحزب الجمهورى
- الحزب الديمقراطى
- آلام
- آنا
- اتخاذ القرارات
- الأطفال المرضى
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية
- البيت الأبيض
- التدليل الزائد
- الحرس الوطنى
- الحزب الجمهورى
- الحزب الديمقراطى
- آلام
- آنا
على قائمة أكثر الكتب الأمريكية مبيعاً، ظهر كتاب «النساء الأوائل: جاذبية وقوة السيدة الأولى الحديثة فى أمريكا»، للمؤلفة «كيت أندرسون براور».
كانت المؤلفة، صاحبة الخبرة الطويلة فى أروقة البيت الأبيض، بكل مصادره التى لا ينتبه إليها أحد، بداية من كبار الموظفين، وحتى منسقى الزهور فى الأروقة، تضع عينها هذه المرة على ذلك النادى الحصرى الذى يحمل اسم «نادى السيدة الأولى الأمريكية»، وهو النادى الذى انضمت إليه قلة من النساء الأمريكيات، لكنهن أصبحن وجوهاً تنظر إليها عيون العالم بحثاً عن الإلهام، أو بحثاً عن الفضائح والثغرات التى يمكن أن تؤثر على صورة الرئيس الأمريكى. إن السيدة الأولى إما أن تكون «ظهيراً» للرئيس أو تتحول إلى شوكة فى ظهره، يمكن أن تضع بصمتها على سيرته وحياته، أو تذوب فى ظلال شخصيته وشهرته. سيدات مثل «جاكلين كينيدى» أو «إليانور روزفلت»، كن ملهمات للعالم كله، لكن «هيلارى كلينتون» تريد أن تصل إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير.
{long_qoute_1}
لن يختلف أحد على حجم الذكاء والطموح الذى تتمتع به هيلارى كلينتون، السيدة الأولى التى أصبحت فى ما بعد «سيناتور»، ثم منافسة فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ثم وزيرة للخارجية، وترشح نفسها حالياً لمنصب الرئيس الأمريكى بفرص لا تبتعد كثيراً عن الفوز. هل يمكن أن تصبح «هيلارى» أول سيدة تحكم أمريكا بعد أن كانت «سيدة أولى» فيها؟ هل تمتلك ما يحتاج إليه الأمر، لكى تتولى ذلك المنصب القيادى، الذكورى، فى دولة لا تتسامح بسهولة مع الضعف بشكل عام؟.
{long_qoute_2}
لقد أثبتت «هيلارى» أنها تتمتع بـ«تشكيلة» متنوعة من القوة والصلابة فى الكثير من المواقف التى قد لا يحتملها أعتى الرجال، فهى الزوجة التى وقفت تحت أعين الكاميرات، تمسك بيد زوجها وهو يعترف بضعفه وخيانته لها، مصرة فى الوقت نفسه على ألا تطلب منه الطلاق، وهى السيناتور التى وقفت على قدميها بعد انتهاء مدة رئاسة زوجها، لتُعلن أنها لن تتحول إلى مجرد وجه يغيب وسط الحفلات الاجتماعية وتنسيق الزهور، كما كان مصير «سيدات» أخرى سبقنها، وهى وزيرة الخارجية التى كانت شاهدة ومؤثرة ومعارضة، فى واحدة من أشد فترات تاريخ الشرق الأوسط صخباً واضطراباً، فى أحداث ٢٠١١ التى سمّاها البعض بـ«الربيع العربى» قبل أن ينكشف وجهها الحقيقى، ظهرت مذكرات «هيلارى» فى ما بعد، وفى شهادات المعاصرين لتلك المرحلة، لتُجمع على اختلافها، على أن «هيلارى» كانت صاحبة الرؤية الأعمق، والنظرة الأبعد، عندما لم تستبشر خيراً بما ابتهج له قلب الرئيس الأمريكى «باراك أوباما»، ولم تتفاءل بما تحمّس له الشباب فى إدارته، وكانت خلافاتها معه ببساطة لأنها كانت الأقرب إلى العقل والحنكة والمنطق، من تهور الشباب.
{left_qoute_1}
تلك السياسية المحنكة، والسيدة الأولى السابقة، تظل أولاً وأخيراً، سيدة. لها وجه إنسانى، وخبرات، وآلام ومتاعب وصعاب، لا يعرف الكثيرون كواليسها، رغم أنها كانت تحيا حياتها تقريباً أمام الكاميرات. ومن هنا كانت جاذبية الكتاب الأمريكى الجديد. تقول المؤلفة: «نادراً ما تطرّق أحد إلى العلاقات التى تربط بين السيدات الأولى فى أمريكا، ولا كيف تتجّه كل واحدة فيهن إلى من سبقتها طلباً للدعم أو المساندة فى أوقات الشدة أو الفرح. لا يعرف كثيرون كيف تكون صراعاتهن الشخصية، ولا كيف تنجح السيدة الأولى فى شق طريقها دون أن تذوب فى ظل زوجها، ودون أن تقع فى الوقت نفسه، فى فخ التقصير فى رعاية أبنائها. هى الحامية الأولى والمدافعة الأولى عن زوجها الرئيس، وموضع ثقته وصوت العقل لديه، لو ضل مستشاروه».
{long_qoute_3}
وتواصل: فى ٢٤ أغسطس ١٩٩٣، بعد 7 أشهر فقط من دخول آل «كلينتون» إلى البيت الأبيض، التقت «جاكلين كينيدى»، السيدة الأولى السابقة، وزوجة الرئيس الراحل «جون كينيدى» بهيلارى كلينتون. كانت تريد أن تقدم نصائحها إلى السيدة الأولى الجديدة حول الطريقة التى يمكنها بها أن تتعايش وتخرج بسلام من الحياة فى البيت الأبيض. كانت «جاكلين كينيدى» تدرك تماماً أن «هيلارى» تشعر بقلق عميق إزاء راحة بال ابنتها «تشيلسى»، وكانت ترى أن من مسئوليتها، باعتبارها عضواً قديماً فى نادى «السيدة الأولى الأمريكية»، أن من واجبها أن تقدم لـ«هيلارى» خلاصة تجربتها فى تربية طفليها «كارولين» و«جون» تربية متوازنة وسليمة يشهد بها الجميع، رغم الأضواء التى يتم تسليطها بلا انقطاع على العائلة الرئاسية الأمريكية الأولى.
وجّهت «جاكلين» الدعوة إلى «هيلارى» لتناول الغداء فى شقتها الفاخرة، التى تقف فى حى «فيفث أفينيو» فى نيويورك. وخلال لقائهما، شرحت «جاكلين» لـ«هيلارى» الطريقة التى يمكنها أن تحمى بها ابنتها «تشيلسى» من الصحافة، وتركت ابنتها «كارولين» تشرح لها كيف يمكن لابنة الرئيس أن تحتفظ بإحساس كونها فتاة طبيعية رغم الأضواء المسلطة عليها باستمرار. كان ذلك أمراً شديد الأهمية بالنسبة لـ«هيلارى»، وكان واحداً من سلسلة لقاءات عزّزت من الرابطة الوثيقة التى صارت تربط بين السيدتين.
كانت «جاكلين» سعيدة بقدرتها على دعم ومساندة «هيلارى»، ليس فقط من خلال تقديم نصائح حول تربية الأبناء لها، لكن أيضاً من خلال توجيهها وإرشادها وسط عالم مجتمع المال المعقد وراء أى رئيس أمريكى.
{left_qoute_3}
حرصت «جاكلين» على تقديم «هيلارى» لأصدقائها من كبار الأثرياء، وشجعتها على أن تجعل من حفلات الاستقبال والمناسبات الاجتماعية أولوية بالنسبة لها فى البيت الأبيض. كانت «جاكلين» فى الرابعة والستين من عمرها وقتها، لكنها شعرت بإعجاب خاص تجاه آل «كلينتون»، خصوصاً بسبب «تقديس» الرئيس الأمريكى الأسبق «بيل كلينتون» لزوجها، الذى كان يتحدث عنه دائماً باعتباره «بطلاً». أما «هيلارى»، فكانت حديثة العهد بمنصب «السيدة الأولى»، وكانت ما زالت تسعى لإيجاد صوتها وبصمتها الخاصة فى هذا المكان، إلا أن مساندة «جاكلين كينيدى» لها تركت أثراً بالغاً على الطريقة التى قامت بها بتربية ابنتها المراهقة خلال 8 سنوات عاصفة من حكم زوجها فى البيت الأبيض.
ويتابع الكتاب: «هيلارى كلينتون» هى السيدة الأولى الوحيدة التى تُرشّح نفسها حالياً لمنصب الرئاسة الأمريكية بعد أن شغلت منصب سيناتور فى مجلس الشيوخ الأمريكى، إضافة إلى منصب وزيرة الخارجية الأمريكية فى عهد «باراك أوباما».
والواقع أن «هيلارى» أعادت رسم ملامح دور «السيدة» فى البيت الأبيض عموماً، عندما قامت بدورها فيه بشكل فعال ودون اعتذار عما اتخذته من قرارات فى كل لحظة فيه، خصوصاً فى ما يتعلق بالقضايا السياسية الكبرى، وهى تنظر إلى نفسها باعتبارها وجهاً «انتقالياً»، سوف يربط بين مرحلتين فى التاريخ الأمريكى، وهى تُكن إعجاباً خاصاً بالسيدة الأولى الأمريكية السابقة، التى تُعد «أسطورة» بالنسبة إلى الكثير من الأمريكان «إليانور روزفلت»، زوجة الرئيس الأمريكى الراحل «فرانكلين روزفلت». واعترفت بأنها كثيراً ما كانت تجرى معها محاورات خيالية فى الفترة التى كانت تحيا فيها بين جدران البيت الأبيض. تقول «هيلارى»: «أحاول أن أتخيل دائماً ماذا كانت «إليانور» لتفعل لو كانت مكانى، وكنت أتخيل أنها تنصحنى دائماً بالثبات، أو بأن يصبح جلدى سميكاً مثل وحيد القرن، حتى لا أشعر بالإهانات والمضايقات التى أتعرض لها».
{left_qoute_2}
ويضيف: على العكس من «هيلارى»، ترى «آنا فيرست» حفيدة إليانور روزفلت، أن جدتها على الأرجح لم تكن لتنسجم مع «هيلارى كلينتون»، بل ربما شعرت حتى بالحذر والتوجُّس منها، نظراً إلى صلابتها الواضحة التى تُعد سمة أساسية من سمات شخصيتها. ولا تعترض «هيلارى» كثيراً بالفعل على أنها شخصية يصعب سبر أغوارها حتى مع كونها وجهاً معروفاً للناس، رغم أن مساعديها والمقربين منها يصرون على أنها قادرة تماماً على أن تُظهر مشاعرها، وتتعامل بدفء ظاهر عندما تريد، وكانت كثيراً ما تمتلئ عيناها بالدموع كلما زارت أحد الأطفال المرضى خلال فترتها كسيدة أولى.
المؤكد أن «هيلارى» سيدة طموح، أرادت منذ اللحظة الأولى التى وضعت فيها قدمها فى البيت الأبيض أن يكون لها تأثير ونفوذ أكبر من السيدات اللاتى سبقنها. وكان «بيل كلينتون» زوجها يتحرّق شوقاً لمنحها هذا النفوذ، حتى إنه كان يُعلق صورة كبيرة لها فى مكتبه فى البيت الأبيض، وهى تلقى إحدى محاضراتها، كتب هو عليها عبارة: «أنت رائعة يا عزيزتى.. مع حبى.. بيل».
إلا أن «هيلارى» كانت تشعر بتقارب مع «إليانور روزفلت»، ليس فقط بسبب طموحهما المشترك وذكائهما العالى، لكن أيضاً لأن كلتا المرأتين كانتا متزوجتين من زوج خائن، والغريب أن صاحبة هذه الملاحظة كانت «مونيكا لوينسكى» نفسها، المتدرّبة الشهيرة التى أقام معها الرئيس «بيل كلينتون» علاقة عندما كانت فى الحادية والعشرين من عمرها، وكتبت له فى 30 سبتمبر 1997 تطلب منه لقاءها، قائلة له: أيها الوسيم (وهو اللقب الذى تُدلل به بيل كلينتون) تذكر أن الرئيس «فرانكلين روزفلت» لم يكن ليرفض قط زيارة من «لوسى ميرسر»، وهى عشيقة «روزفلت».
أما «بيل كلينتون» نفسه، وفى الفترة التى أطلق فيها حملته الرئاسية الأولى عام 1992، كان بلا وعى منه، يروج لنفسه هو و«هيلارى» معاً، على طريقة: انتخب أحدنا وخذ الآخر مجاناً!». وكان يقول دائماً إنه يرى أن «هيلارى» سوف تلعب يوماً ما دوراً أكبر بكثير من ذلك الذى يلعبه هو. وأضاف: لو تم انتخابى، فسوف يجد العالم نفسه أمام شراكة من نوع فريد، أكثر ارتباطاً حتى من الشراكة التى كانت تربط بين «فرانكلين» و«إليانور روزفلت»، سوف نفعل أنا و«هيلارى» كل شىء معاً كما اعتدنا دائماً.
عندما التقى «بيل كلينتون» بـ«هيلارى» للمرة الأولى، شعر بأنه مبهور بعقليتها وذكائها، إلا أن أصدقاءهما المشتركين حذروه من ميله لأن يكون «زير نساء». وقالت له «سوزان توماسيز»، وهى صديقة قديمة ومقرّبة للغاية من «آل كلينتون»، إنه من الخير له أن يفقد أى أمل فى أن يتزوج «هيلارى»، وأنها أفضل منه بكثير، إنها لطيفة للغاية، وذكية للغاية، ومستقيمة للغاية.
لكن الواقع أن الشراكة السياسية بين «هيلارى» و«بيل» قد كتب لها النجاح، لأن السيدة الأولى وقعت بالفعل فى غرام الرئيس الأمريكى، ووهبت نفسها تماماً له. وخلال حملة «بيل كلينتون» الرئاسية الأولى فى 1992، أصدرت «سوزان توماسيز» له إنذاراً شديد اللهجة، قالت له: أنت أحمق بما يكفى، لكى تُفسد هذا السباق الرئاسى بأكمله بسبب نزواتك. ولو حدث ذلك فسأنسحب من حملتك وسآخذ معى الكثير من مؤيديك، وتقول «توماسيز» إن «بيل» لم يقم بخيانة «هيلارى» خلال حملته الرئاسية «لأنه يعلم أنه لو كان قد خانها، لكنت كسرت رقبته!».
الماضى الأسود لـ«بيل كلينتون» عاد رغم ذلك ليُطارده بعد أن دخل إلى البيت الأبيض، كانت البداية مع امرأة تُدعى «بولا جونز»، ظهرت على شاشات التليفزيون بعد انتخابه، لكى تعلن أنها أقامت ضده دعوى قضائية تتهمه فيها بالتحرّش بها عندما كان حاكماً لولاية «أركنساس»، وعلى العكس من «جاكلين كينيدى» التى عرفت كيف تدارى نفسها، ببعدها عن خيانات زوجها الرئيس الأسبق «جون كينيدى»، لم يكن أمام «هيلارى» إلا أن تواجه خيانات زوجها وتتحمّلها على الملأ أمام أعين وعدسات مئات الكاميرات.
وكانت علاقته مع المتدرّبة «مونيكا لوينسكى» التى استمرت عامين، وظهرت للعلن فى 1998، ضربة قاصمة لعمق زواجهما. كان «بيل» قد أهان «هيلارى»، إلا أنها قرّرت أنها فى النهاية لن تتركه. اتخذت قرارها بأن تكف عن قراءة الصحف التى تتناول أخبار فضائحه فى هذه الفترة، وألقت باللوم على الحزب الجمهورى المنافس لحزب زوجها الديمقراطى، واتهمت الجمهوريين بأنهم يسعون لإسقاط زوجها.
كان المقربون من «هيلارى» على درجة عالية من الغضب، وزاد من الضغوط عليها إصرارها على استمرار زواجها، وأيضاً علمها أن ابنتها «تشيلسى» تقرأ تفاصيل تقارير لجان التحقيقات التى تتناول تفاصيل خيانة أبيها لأمها. إلا أن «تشيلسى» فى نهاية الأمر كانت الرابط الذى أبقى زواج والديها متماسكاً فى ذلك الظرف الصعب، وفى اليوم الذى أعقب إقرار الرئيس «بيل كلينتون» بخيانته لزوجته أمام الأمريكان، ظهرت «تشيلسى» وهى تمسك بيد والديها معاً وهم فى طريقهم لقضاء إحدى إجازاتهم الصيفية، كانت تلك هى المرة الأولى التى يسعى فيها «بيل كلينتون» لطلب مساعدة الإخصائيين النفسيين لعلاج سلوكه المنفلت والمتهور، وكان يتم استدعاء هؤلاء الإخصائيين النفسيين خِلسة إلى البيت الأبيض لعلاج الرئيس.
كان رفض «هيلارى» للطلاق من زوجها فى ذلك التوقيت الحرج يرجع فى جزء منه إلى سنوات طويلة شاهدت فيها أثر الطلاق على تحطيم حياة الكثير من صديقاتها المقربات، إلى حد أنها كانت تُصاب بأزمة عندما علمت بخيانة زوجها لها عندما كان حاكماً لولاية أركنساس. وتذكر إحدى صديقات «هيلارى» أنها قررت يوماً ما أن تطلب الطلاق من زوجها، واتجهت إلى «هيلارى» تطلب استشارتها فى هذا القرار، وكان رد السيدة الأولى السابقة ونصيحتها لصديقتها هى «عليك أن تكونى مستعدة جيداً.. لو لم تكونى جاهزة للوقوف بشكل مستقل على قدميك بعد الطلاق، فإن زوجك سيحصل على كل شىء وسوف تخرجين أنت صفر اليدين». وراحت تُعدد لصديقتها لائحة بالصديقات المشتركات اللاتى حصلت الواحدة منهن على الطلاق، وصارت تواجه صعوبات مادية منذ ذلك الوقت.
أبعدت «هيلارى» خيار الطلاق من زوجها، ولم تعتبره أصلاً مطروحاً على الطاولة، إلا أنها وجّهت غضبها وغيظها كله لما سمته «مؤامرة اليمين» على زوجها، إلا أنها لم تعترض كثيراً عندما وصف أحد المراسلين خيانة زوجها لها بأنها نوع من «الإدمان» الذى كان يحتاج إلى علاج، لكنها أضافت: هذا وصفك أنت، أما أنا فأعتبره ضعفاً، مجرد جزء من كيان معقد كبير. الغريب أنها التمست العذر لزوجها، قائلة إن علاقته مع «مونيكا لوينسكى» حدثت فى وقت صعب بعد وفاة والدته ووالده، وأحد أصدقائه المقربين، واعتبرت أن خطيئة زوجها نابعة «عن ضعف، وليس عن شر»، وقارنت حتى موقفهما بموقف «بطرس»، تلميذ «يسوع» الذى أنكره ثلاثاً بما يُعد خيانة له عندما ضيّق الرومان الخناق عليه، مضيفة: إن يسوع علم ذلك، لكنه كان يحبه فى كل الحالات. إلا أنها اعترفت أن المشكلة أن زوجها لم يعمل «بما يكفى» لحل مشكلته عندما حاول أن يغير من سلوكه، قبل 10 سنوات من ظهور فضيحة «مونيكا لوينسكى» للعلن.
وعلى العكس من مساعدى الرؤساء الأمريكيين الذين لا يتردّدون أحياناً فى كشف أسرارهم وخباياهم بعد خروجهم من السلطة لجذب الأضواء لأنفسهم أو لتحقيق مصالح شخصية ما، فإن من المعروف أن كل مساعدات «هيلارى» والمقربات منها، لا يفشين أسرارها أبداً إلا بما توافق عليه، وهو ما جعل الصحافة الأمريكية تطلق على الجماعة النسائية التى تحيط بـ«هيلارى» وصف «هيلارى لاند»، أو «أرض هيلارى»، باعتبارهن يشكلن نادياً خاصاً وسرياً لا يمكن اختراقه. إلا أنهن يستغربن إصرار «هيلارى» على الدخول مرة أخرى إلى البيت الأبيض، رغم كل معاناتها فيه، ويؤكدن أنه لو تم انتخاب «هيلارى» لرئاسة أمريكا فى الفترة المقبلة، ولو أصبح «بيل كلينتون» هو «السيد الأول» أو زوج الرئيسة، فإن الأرجح أن «هيلارى» سوف تحرص على إرساله كمبعوث خاص للمناطق المشتعلة حول العالم، مثل منطقة الشرق الأوسط. ولو تم انتخابها كرئيس أيضاً، فإن الأرجح أنها سوف تجد سكرتيرة محنكة لها خبرات اجتماعية واسعة، ورئيساً للمراسم البروتوكولية لكى يتخذا معاً معظم القرارات الخاصة بلائحة العشاء ونوع الزهور التى يتم تنسيقها فى البيت الأبيض، وغيرها من المهام التقليدية للسيدة الأولى، التى لن يتحمس «بيل كلينتون» بالطبع للقيام بها.
سوف تكون تجربة تتم للمرة الأولى، فلا يوجد بعد «كتالوج» يُحدّد مهام وواجبات «السيد الأول» فى البيت الأبيض، و«هيلارى» نفسها قالت إن زوجها ليس مرشحاً لاختيار الأطباق التى يتم وضعها على المائدة فى أى مأدبة رسمية، وإنه، لو تم انتخابها، فسوف تقوم بإرساله فى مهام خاصة، تتناسب مع «قدراته المتفردة، والخدمات التى يمكنه تقديمها للبلاد».
من المتوقع أيضاً أن تقوم «تشيلسى»، ابنة «هيلارى»، بالكثير من الواجبات والمهام التقليدية للسيدة الأولى. ويقول المقربون من «هيلارى» إن «بيل كلينتون» سوف يعجبه القيام بدور «السيد الأول»، وسوف ينجح فى أن يصنع شيئاً مبهراً من ذلك المنصب، معتمداً على قدرته الغريزية فى التواصل مع الناس. إلا أن ما لا يعرفه كثيرون هو أن «بيل كلينتون» أصبح يعانى حالياً من ضعف شديد فى السمع، إلى حد أنه أصبح الآن معتاداً على قراءة الشفاه، لفهم ما يقوله من يتحدّثون إليه، إلا أن هذا لم يُقلل من نشاطاته وحيويته، ومن المتوقع أن يلعب دوراً ملحوظاً فى إدارة زوجته فى البيت الأبيض.
تعرف «هيلارى» معنى أن تكون السيدة الأولى، وما يمكن أن يعنيه هذا من محو لشخصيتها، بحيث تظل مرتبطة فى أذهان الناس إلى الأبد بالذوبان فى ظل زوجها، وهو المصير الذى لم تكن تنتوى أن تنتهى إليه بأى حال من الأحوال، وعندما تتحدث عن فكرة زواج المرأة من رجل السياسة تقول: أعتقد أن من تتزوّج من رجل يعمل فى مجال السياسة تجد نفسها تحت ضغط رهيب. فلو لم تكن تمتلك إحساساً عالياً بنفسها وبهويتها، يكون من السهل للغاية أن يدفعها كل المحيطين بزوجها فى كل اتجاه. ستجدين حول زوجك رجالاً يقدمون النصح له ويشيرون عليه، وأشخاصاً يريدون خدمات منه، وآخرين يريدون القيام بأمور كثيرة له أو معه. هؤلاء لن يشعروا براحة كبيرة من وجود زوجة السياسى أو أفراد أسرته من حوله، لأنهم سينظرون إليها باعتبارها منافسة على وقته.
كانت «هيلارى» تشعر بأن السيدة الأولى، مثلها مثل أى امرأة أخرى، تملك الحق فى أن ترسم ملامح دورها وحياتها بنفسها. كانت ترى أن السيدة الأولى امرأة من نوع مختلف، نظراً إلى أن لديها احتياجات ومصالح وتجارب مختلفة بحكم منصبها، وهى تحتاج إلى أن تكون فى منصبها بالشكل الذى يتناسب مع احتياجاتها وليس العكس، وكانت تقول: إن منصب السيدة الأولى ليس منصباً محدداً فى إطار صارم، وبالتالى يمكن لصاحبتها أن تُحدّد واجباتها فيه بالشكل الذى تراه ملائماً. وعندما تولى «جورج بوش» الابن رئاسة أمريكا بعد انتهاء فترة رئاسة زوجها «بيل كلينتون»، نصحت «هيلارى» «لورا» بألا تترك المسئوليات والواجبات الملقاة على عاتق السيدة الأولى، تُشوش رؤيتها للطريقة التى ينبغى بها اتخاذ القرارات فى الأمور.
لم تكن «هيلارى» تمنح النصح إلى السيدة الأولى اللاحقة لها وحسب، فقد سبق أن تلقت النُّصح من السيدة الأولى السابقة «جاكلين كينيدى». لقد كُتب الكثير عن إعجاب «بيل كلينتون» الكبير بالرئيس الأمريكى الأسبق «جون كينيدى»، وعُقدت حتى مقارنات كبيرة بين الاثنين. إلا أنه لم يكشف الكثير عن الصداقة الوثيقة التى كانت تربط بين كل من «هيلارى» و«جاكلين كينيدى» قبل وفاة الأخيرة خلال فترة رئاسة «كلينتون».
ويوماً ما، سألت «هيلارى» «جاكلين كينيدى» عن الكيفية التى نجحت بها فى تربية طفليها ليصبحا بذلك الشكل المتزن، رغم أن أسرة «كينيدى» كانت دائماً تحت الأضواء خلال حكم زوجها، وحتى بعد اغتياله. وكان رد «جاكلين» أنها حذّرت «هيلارى» تحديداً من طاقم البيت الأبيض المحيط بالرئيس خلال حكمه حتى لا يُفسدوا أطفالها بالتدليل الزائد. قالت لها: لو أنك تركتِ لهم المجال، فإن موظفى البيت الأبيض سوف يتجاوزون كل الحدود لتحقيق رغبات الأطفال، وسوف يدللونهم إلى حد الإفساد. سوف يكون عليكِ أن تتخذى موقفاً ثابتاً، حتى تضمنى أن يكون لأطفالك طفولة طبيعية قدر المستطاع.
لم تتردّد «هيلارى» فى الأخذ بنصيحة «جاكلين» بالحرف الواحد، ويوماً ما دعت ابنتها «تشيلسى» عدداً من أصدقائها من المدرسة الخاصة الباهظة، لمشاهدة فيلم فى صالة السينما الخاصة الملحقة بالبيت الأبيض، ويروى بعض مساعدى «هيلارى» أن الأطفال حينها حوّلوا صالة السينما إلى فوضى حقيقية، ونثروا بقايا «الفيشار» فى كل مكان.
وعندما رأت «هيلارى» المنظر، شعرت بالغضب، وقالت لهم: لن يغادر أحد صالة السينما حتى تجمعوا آخر حبة فيشار من على الأرض!. إلا أنه على الجانب الآخر، كانت معظم جهود «هيلارى» فى تلك الفترة موجّهة لكى تمنح ابنتها «تشيلسى» الخصوصية التى تحتاجها. كانت كأى أم تحتاج إلى النصح من أم أخرى سبقتها فى الأمومة، وكانت تلك الأم الأخرى فى هذه الحالة، الأم التى تدرك التحديات التى يفرضها ذلك الموقع الخاص من الأمومة فى البيت الأبيض، هى «جاكلين كينيدى»، حيث كانت «جاكلين» قد مرت بكل الصعوبات التى تمر بها السيدة الأولى فى تربية أبنائها، وأيضاً بعد الجنون الذى اجتاح العالم بعد اغتيال زوجها وصدمة ذلك الاغتيال على أطفالها.
ومثل «هيلارى»، كانت «جاكلين» مُدركة للغاية مخاطر ذوبان زوجة الرئيس الأمريكى فى ظل زوجها، ولم يغب عن بالها أن ذلك كان مصير معظم زوجات الرؤساء الأمريكان، وكانت تحترم «هيلارى»، لأنها كانت تحرص على بناء صورتها الخاصة والحفاظ عليها فى أعين الناس إلى جوار زوجها. وقالت لها إنها أيضاً فعلت ذلك من قبل، إلى حد أنها كانت تتدرّب على الكتابة بخط مميّز حتى يكون لها بصمتها فى خطوطها.
والواقع أنه ربما كانت «هيلارى» انبهرت للغاية بشخصية «جاكلين كينيدى»، ووصلت إلى حد الانهيار بالبكاء عند وفاتها، إلا أن المؤكد أنها لم تسر على خطاها فى مهامها كسيدة أولى، ولم تكن حريصة على المظاهر الاجتماعية المنمّقة التى كانت تحرص عليها «جاكلين»، التى تركت من بعدها تعليمات مفصّلة عن الاختيارات والذوق فى البيت الأبيض، بما فيها نوع «الشامبانيا» الفاخرة التى يتم تقديمها فى حفلات عشاء البيت الأبيض. «هيلارى» فى واقع الأمر لم تنسَ أصولها المنحدرة من قلب الطبقة الوسطى الأمريكية. وذات مساء، جاء أحد الأصدقاء الأثرياء لزيارتها هى وزوجها فى البيت الأبيض، واختار زجاجة «نبيذ» من الموجود فيه. وقبل أن يفتحها الصديق، نظرت «هيلارى» إلى الزجاجة، ووجدت أن سعرها 800 دولار، فقالت له: لا، لا داعى لأن نفتح هذه الزجاجة، وقررت أن تعيدها إلى مكانها.
حاولت «هيلارى» قدر المستطاع أن تضيف لمسات «أسرية» إلى البيت الأبيض عندما كان زوجها رئيساً فيه. خلال حملته الرئاسية كانت تحرص على الاتصال هاتفياً بابنتها يومياً، وكانت تتابع معها واجباتها المنزلية عبر «الفاكس». وبمجرد أن صار «آل كلينتون» فى البيت الأبيض، حوّلت «هيلارى» جزءاً من الطابق الثانى إلى مطبخ فيه مائدة طعام، حتى يصبح بإمكانها أن تتناول الطعام مع زوجها وابنتها كأى أسرة عادية حول مائدة صغيرة مربعة، كما لو كانوا يعيشون فى أى مكان عادى فى أمريكا، والواقع أن معظم مساعدى «هيلارى» بالفعل لا يختلفون حول جانبها الأمومى والحنون، خصوصاً فى ما يتعلق بأطفال الآخرين.
ويوماً ما، اضطرت إحدى مساعداتها إلى إحضار ابنها الرضيع إلى مكتبها فى البيت الأبيض، وانشغلت فى عدة مكالمات مهمة، ووسط ذلك، انفجر الطفل باكياً، وصادف أن «هيلارى» تمر بالقرب منهما. توقعت المساعدة أن تطردها «هيلارى» أو أن تطلب منها عدم إحضار ابنها مرة أخرى إلى البيت الأبيض، إلا أنها فوجئت بالسيدة الأولى، فى رد فعل غريزى وأمومى، تحمل الرضيع الباكى وتهدهده وتسير به فى أروقة البيت الأبيض، ثم نصحت مساعدتها بأن تمضى كثيراً من الوقت مع ابنها عندما يكون صغير السن، وقالت لها: ستُدركين أن الأطفال عندما يكونون صغاراً فإنهم دائماً متاحون، ويمكنك التحدُّث معهم وقتما تريد الحديث، لكنهم عندما يكبرون، يكون من الصعب عليك التواصل معهم، وقد لا تكونين موجودة فى تلك اللحظة الغالية والمهمة التى يحتاجون فيها إلى أم يفتحون قلوبهم لك ويخبرونك بأمر ما يضايقهم أو يثير قلقهم.
أرادت «هيلارى» أن تكون بجوار «تشيلسى» دائماً بالقدر الذى يسمح به جدولها المنشغل، لكن رغم محاولاتها المستمرة لحماية ابنتها من أن تتحول إلى مراهقة مُدللة، كان نمط الحياة فى البيت الأبيض، ومن قبله فى بيت زوجها كحاكم لولاية «أركنساس»، يجعل هناك مناخاً يصعب السيطرة عليه، وكان آل «كلينتون» محاطين دائماً بالمشاهير والأثرياء. وتروى «هيلارى» أنها شعرت بأن جرس الإنذار يدق لمناداتها بالتدخّل، عندما كانت «تشيلسى» تلعب مع طفلة أخرى حين كان والدها حاكماً لأركنساس، اشتبكت الطفلتان فى عراك طفولى ما، فقالت «تشيلسى» للطفلة الأخرى: لو لم تفعلى ما أقوله لك فسأجعل أبى يستدعى الحرس الوطنى!. كانت تلك لحظة رعب بالنسبة لـ«هيلارى» التى تدخّلت فوراً، قائلة لابنتها: لا يمكنك أن تقولى ذلك.
وربما أتت تربية «هيلارى» لابنتها بثمارها بالفعل، إذ تبدو «تشيلسى» اليوم فتاة غير مُدللة، كانت تسارع بكتابة رسائل الشكر لمن كانوا يقدمون لها خدمات بسيطة من العاملين فى البيت الأبيض.
«هيلارى» نفسها لم تكن مُدللة فى طفولتها قط، وعادة ما تشعر بالتأثر عندما تتذكر والدتها «دوروثى رودهام» التى توفيت فى ٢٠١١. نشأت والدة «هيلارى» فى بيئة فقيرة، وعاشت منذ أن كانت فى الثامنة من عمرها مع جديها بعد طلاق والديها. تقول «هيلارى» عن والدتها: كانت تقول لى دائماً «فى كل يوم عليكِ أن تنهضى وتدافعى عما تؤمنين به، مهما بلغت صعوبة الأمر». إننى أفكر فيها كثيراً وأفتقدها كثيراً، وأتمنى لو كان من الممكن لها أن تكون معى الآن.
لكن تلك الأم، كانت من دون شك سبباً فى تشكيل شخصية مميزة لابنتها، هى التى نجحت فى جذب انتباه شاب وسيم يُدعى «بيل كلينتون».
إن الطريقة التى التقى بها كل من «هيلارى» و«بيل» تكشف الكثير عن طبيعة علاقتهما، وأيضاً عن ثقة «هيلارى» الكبيرة فى نفسها. كانا يدرسان يوماً ما فى مكتبة جامعة «يال» التى يرتادانها معاً. وأمضى «بيل» وقتاً طويلاً ينظر فيه إلى «هيلارى»، التى كانت تجلس على الطرف المقابل من المكتبة، مرتدية نظارة كبيرة، ولا تضع مساحيق تجميل، وتجمّد «بيل» فى مكانه عندما رأى «هيلارى» تنهض من مكانها وتتجه نحوه قائلة: اسمع، لو ظللت تنظر إلى هكذا، فسأظل أنظر إليك. أعتقد أن علينا أن نعرف أسماء بعضنا على الأقل، اسمى «هيلارى رودهام». ويذكر «بيل» أنه فقد النطق ساعتها، إلى حد أنه تقريباً نسى اسمه!.
عرفت «هيلارى» منذ اللحظة الأولى أن «بيل» يريد أن يكون رئيساً، ووقعت هى فى غرامه وفى غرام طموحه. ظلت حتى لعام إضافى فى «يال»، حتى تظل معه فى الجامعة، وبعد فترة تقارب وتعارف، تقدم «بيل كلينتون» للزواج من «هيلارى» 3 مرات قبل أن توافق. قالت «هيلارى» عن سبب ذلك فى ما بعد إنها كانت «مرتعبة» من أن تفقد ذاتها وهويتها أمام شخصية «بيل» الجذابة والكاسحة.
كانت «هيلارى» ابنة إحدى ضواحى «شيكاغو»، وكان الكل يتنبّأ لها بأنها سوف تنتقل إلى إحدى المدن الأمريكية الكبرى وتلتحق بشركة محاماة وتبنى اسماً وسمعة مرموقة لنفسها. لكنها كانت تعلم، أنها لو أرادت أن تكون مع «بيل»، فعليها أن تنتقل معه إلى مسقط رأسه فى ولاية «أركنساس»، حيث كان يُخطط لترشيح نفسه لعضوية الكونجرس. وعلى العكس من «بيل» الذى أتى من بيئة عانى فيها من أم متطرفة وزوج أم قاس، كانت «هيلارى» من بيئة وبيت مستقر.
والمثير أن أصدقاء «هيلارى» و«بيل» المشتركين كانوا ينتظرون لها أن تلعب منذ البداية دوراً خاصاً بها فى عالم السياسة، بدلاً من أن تجد نفسها محصورة فى الدور التقليدى للزوجة المخلصة، التى تساند زوجها. لكن، فى تلك المعركة بين العقل والقلب، كان قلب «هيلارى» صاحب الكلمة العليا. تقول: كنت أدرك، على نحو ما، أنه لم تعد هناك عودة للوراء، وأننى لو ابتعدت عن هذه العلاقة فسأشعر بالغباء والجبن. وتزوجت «هيلارى» من «بيل كلينتون» فى ١٩٧٥ فى صالة ما أصبحت فى ما بعد أول بيت لهما.
خلال شهورها الأخيرة كسيدة أولى، عاد الطموح السياسى إلى «هيلارى» من جديد، وقرّرت أن تُرشح نفسها لمنصب «سيناتور» فى مجلس الشيوخ الأمريكى. بدأت الأمور تهدأ فى البيت الأبيض عندما تحول الانتباه عن الأزمة التى أثارتها فضيحة «مونيكا لوينسكى»، وتقول «سوزان توماسيز»، الصديقة المقرّبة من الزوجين: الواقع أن «هيلارى» فى تلك اللحظة كان من الممكن أن تضرب «بيل» بمقلاة على رأسه، لو أنها وجدت واحدة فى متناولها! «إلا أننى أعتقد أنه لم يخطر ببالها، ولو للحظة أن تتركه، أو أن تطلب منه الطلاق».
البعض يقول إن بعض أعضاء مجلس الشيوخ هم الذين زرعوا فى رأسها فكرة الترشّح كسيناتور، إلا أنه أياً من كان صاحب الفكرة، فإن «هيلارى» لم تكن بحاجة إلى كثير من الإقناع، وكان الرئيس «بيل كلينتون» يدفعها ويشجّعها من وراء الستار، ربما لأنه شعر بأنه مدين لها بذلك القدر على الأقل.
يقول المقرّبون من الزوجين إن «بيل» كان حريصاً على أن يطرح كل الأسئلة الممكنة حول الكيفية التى يمكن أن تنجح بها «هيلارى» فى الانتخابات، وكان الإحساس بالذنب وقتها يكاد يكون محفوراً على وجهه.
لقد بدا واضحاً أن «هيلارى» تشعر بالرعب من أن ينتهى بها الحال لأن تتحول إلى مجرد «سيدة أولى أخرى سابقة» لما تبقى من عمرها. كانت قد استخدمت كل ما لديها من قوة لكى تعمل على تخليص رئاسة زوجها من الظروف المهينة التى لاحقتها، وكان الأوان قد حان لكى تسعى بنفسها لبناء ما تريد.
لكن حتى أصدقاء «هيلارى» المقربين ينظرون بعين الحذر إلى طموحها وسعيها لأن تكون رئيسة لأمريكا فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، رغم أنها أثبتت جدارتها كعضو فى مجلس الشيوخ الأمريكى، ثم كوزيرة للخارجية فى عهد الرئيس «باراك أوباما» بعدها. إنهم لا يفهمون لماذا تريد «هيلارى» أن تعرض نفسها من جديد لكل تلك الضغوط التى تعرفها أكثر من غيرها، بكل ما يتعرّض له الرئيس الأمريكى من ملاحقات وتحقيقات وتنقيب فى كل ما لديه وكل ما يقوم به.
وربما كان كل ما مرت به «هيلارى» خلال سنواتها كسيدة أولى فى البيت الأبيض، هى أحد الأسباب التى تقف وراء حماسة زوجها المفرطة لمساندتها عندما قرّرت أن الوقت قد حان لتعتلى منصب أقوى «رجل» فى العالم. إلا أن ما لا يعرفه كثيرون أن «بيل كلينتون»، ومنذ بداية زواجه من «هيلارى»، لا يطيق أن يقول أحد عنها كلمة مسيئة. وحتى عندما كان البعض يسخرون فى شبابهما من مظهرها العملى، وعدم اهتمامها بوضع مساحيق التجميل أكثر من اللازم، كان «بيل» يرد على مثل هذه السخرية بوجه بارد وتقاطيع جامدة قائلاً: أنا أحب شعر «هيلارى» المجعّد، وأحب نظارتها الكبيرة، وأحبها دون مساحيق تجميل.
ربما كانت تلك الحماسة المفرطة لزوجته، هى السبب الذى جعل «بيل كلينتون» لا يطيق «باراك أوباما» حتى هذه اللحظة، بسبب الانتقادات التى وجّهها إلى «هيلارى» عندما كانت تتنافس معه على ترشيح الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية التى فاز بها.
- اتخاذ القرارات
- الأطفال المرضى
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية
- البيت الأبيض
- التدليل الزائد
- الحرس الوطنى
- الحزب الجمهورى
- الحزب الديمقراطى
- آلام
- آنا
- اتخاذ القرارات
- الأطفال المرضى
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية
- البيت الأبيض
- التدليل الزائد
- الحرس الوطنى
- الحزب الجمهورى
- الحزب الديمقراطى
- آلام
- آنا
- اتخاذ القرارات
- الأطفال المرضى
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية
- البيت الأبيض
- التدليل الزائد
- الحرس الوطنى
- الحزب الجمهورى
- الحزب الديمقراطى
- آلام
- آنا
- اتخاذ القرارات
- الأطفال المرضى
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية
- البيت الأبيض
- التدليل الزائد
- الحرس الوطنى
- الحزب الجمهورى
- الحزب الديمقراطى
- آلام
- آنا