"بي بي" تقلص استراتيجية التنقيب عن النفط مع خفض الميزانية

كتب: وكالات

"بي بي" تقلص استراتيجية التنقيب عن النفط مع خفض الميزانية

"بي بي" تقلص استراتيجية التنقيب عن النفط مع خفض الميزانية

ألقت المغادرة المفاجئة لرئيس التنقيب لدى "بي بي"، الضوء على استراتيجية البحث عن الخام بشركة النفط العملاقة، التي تركز بشكل رئيسي بعد سنوات من خفض الإنفاق، على توسعة الحقول القائمة بدلا من تكثيف البحث في المجهول.

ويرجع الحذر إلى التكلفة التي تحملتها الشركة، وبلغت 55 مليار دولار كتعويضات عن التسرب النفطي في خليج المكسيك من العام 2010، وحاجتها لضغط ميزانية التنقيب التي شهدت هبوطا حادا مع تراجع أسعار النفط، وذلك وفقا لما ذكرته وكالة "رويترز" للأنباء.

وفي حين تبدو احتياطيات وحقول "بي بي" التي سيستفاد منها في السنوات الـ4 المقبلة جيدة، مقارنة مع شركات نفط كبرى أخرى، فإن مشروعاتها للأجل الطويل تبدو الأقل بين نظيراتها، وتكاليف تعادل الإيرادات والنفقات لها هي الأعلى بحسب بعض المحللين.

وقالت عدة مصادر في "بي بي"، إن رئيسها التنفيذي بوب دادلي وطاقمه، توصلوا إلى استراتيجية جديدة للأجل الطويل، مع توقع المستثمرين إدخال تعديلات على خطط الشركة لما بعد 2020 في وقت لاحق هذا العام أو أوائل العام المقبل، ومن المرجح أن تنسجم الخطة مع المقولة المغرم بها دادلي "الكبير ليس بالضرورة جميلا".

وبعدما دفعها بيع أصول تحت ضغط كارثة خليج المكسيك إلى تقليص حجمها بمقدار الثلث، تركز "بي بي" في الوقت الحاضر على عملياتها في 5 مناطق، هي أنجولا وأذربيجان ومصر وخليج المكسيك وبحر الشمال، وأنشطة "بي بي" في أنجولا ومصر وبحر الشمال وهي مناطق رئيسية بالفعل للشركة، مبعث نجاح كبير لريتشارد هربرت في فترة العامين التي قضاها رئيسا للتنقيب.

وذكرت "بي بي"، أن رحيل هربرت جاء بعد قرارها وضع أنشطة التنقيب وتطوير الحقول تحت قيادة فريق واحد لأنشطة المنبع، يرأسه برنارد لوني منذ فبراير.

لكن هربرت الذي عمل مع دادلي في روسيا في الأعوام الأولى من الألفية الثالثة، شهد أيضا تقلص ميزانيته السنوية من 3.5 مليار دولار في 2013 إلى مليار دولار هذا العام، وهو ما لا يكفى لحفر 12 بئرا في المياه العميقة، وليس بالقطع كافيا لأنشطة تنقيب جديدة بمكاسب عالية محتملة.

وأنفقت "رويـال داتش شل" 7 مليارات دولار على عمليات تنقيب في ألاسكا، التي أوقفتها العام الماضي، وهو ما لا تستطيع "بي بي" تحمل نظيره، ورغم أن الموارد القائمة لشركة "بي بي" ليست صغيرة، مقارنة مع نظيراتها، يقول المحللون إن قلة مشروعاتها طويلة الأجل هو مبعث قلق.

وتعد نسبة الاحتياطيات إلى الإنتاج لدى "بي بي" وهي عدد السنوات التي تستطيع فيها الاحتياطيات الإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية، أكبر ثالث نسبة بين شركات النفط الكبرى عند نحو 13 عاما، ويستثنى من ذلك إنتاج "روسنفت" الروسية التي تملك "بي بي" نحو 20% فيها، وتأتي قبلها "إكسون موبيل" بنحو 17 عاما، و"توتال" بنحو 13.5 عام، لكن "بي بي" تسبق "شل" و"شيفرون".

وبحلول 2020 سيضيف تشغيل مشروعات مثل غرب دلتا النيل في مصر، وحقل كلير بريدج في بحر الشمال، 800 ألف برميل يوميا من المكافئ النفطي، إلى طاقة إنتاج "بي بي" من النفط والغاز، حسبما قاله دادلي لرويترز العام الماضي.

وعلى الأمد القصير يبدو ذلك مريحا بما يكفي لتعويض نقص الإنتاج من الحقول القديمة، والإبقاء على مستوى الإنتاج الحالي عند نحو مليوني برميل يوميا أو زيادته، لكن هناك مؤشرا آخر هو معدل إحلال الاحتياطيات الذي يظهر نسبة الاكتشافات الجديدة المؤكدة غير المستغلة من الإنتاج السنوي ويكشف عن صورة أقل إشراقا.

وهبط المعدل لدى "بي بي" العام الماضي إلى 61% مسجلا أدنى مستوياته في أعوام من 129% في 2013، ولا يظهر المعدل فشل الاستفادة من المكامن الجديدة فقط - وهي مشكلة لدى جميع الشركات النفطية العالمية - وإنما أيضا الإحجام عن الاستثمار مع هبوط أسعار النفط نحو 60% عن مستويات منتصف 2014.

وبالنسبة لمنافسي "بي بي" كان معدل إحلال الاحتياطيات سلبيا لدى "شل" العام الماضي، بينما قفز لدى "إيني" إلى 148%، بعد اكتشاف حقل "ظهر" العملاق للغاز قبالة السواحل المصرية، وهناك مشروعات كانت تبدو واعدة ورثها هربرت من سلفه مايك دالي لكنها خيبت الآمال.

ففي البرازيل تسبب تحقيق يتعلق بالفساد في إبطاء مشروعات لشركة "بي بي" وشركات نفط كبرى أخرى، ودفعت الاضطرابات في ليبيا الشركة لإسقاط قيمة بعض الاستثمارات هناك، بينما أضر هبوط أسعار النفط بتطوير رمال القطران في كندا.

وترفض السلطات الأسترالية حتى الآن السماح لشركة "بي بي" بالتنقيب في حوض غير مستغل قبالة الساحل الجنوبي لأستراليا، وسط احتجاجات من نشطاء حماية البيئة، وذكرت "بي بي" أنها تخطط لمزيد من الاستحواذات لتعزيز مصادرها، حيث أعلنت هذا الأسبوع مضاعفة حصتها في حقل كالزين ببحر الشمال.

وقال لين ريد المحلل لدى ماكواري، إن المشروعات الجديدة المحتملة بإجمالي 1.8 مليار برميل من المكافئ النفطي، تعد الأقل من نوعها بين أكبر 5 شركات نفطية في العالم، وتكلفة تعادل الإيرادات والنفقات في مشروعات "بي بي" هي الأعلى بين تلك المجموعة عند نحو 72 دولارا للبرميل بحسب ماكواري.


مواضيع متعلقة