"الوطن" تنشر نص مذكرة شباب الإخوان عن كواليس عدم مشاركة الجماعة يوم 25 يناير 2011

"الوطن" تنشر نص مذكرة شباب الإخوان عن كواليس عدم مشاركة الجماعة يوم 25 يناير 2011
كشفت صفحة "لا تجادل ولا تناقش انت إخوانجي"، التى تضم عدد من شباب الإخوان وتقوم برصد سلبيات جماعة الإخوان المسلمين، عن تفاصيل المذكرة التى تقدم بها عدد من شباب الإخوان السابقين بعد الثورة، أبرزهم أحمد عبد الجواد، وإسلام لطفى، ومحمد القصاص، وأحمد نزيلى، وهانى محمود، عقب الثورة لمجلس شورى الجماعة، وذلك للرد على تصريحات الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، والتى قال إن الجماعة شارك من يوم 25 يناير 2011.
وتكشف المذكرة عن أن اللجنة الإعلامية بقسم الطلاب بالجماعة، طلبت من الدكتور محمود أبو زيد، عضو مكتب الإرشاد، النزول فى يوم 25 يناير، وكان الرد بإن قرار الجماعة عدم المشاركة، ثم زيارة مكتب الإرشاد، مساء 25 يناير، وطلب نزول الجماعة، فكان رد الدكتور محمود عزت، نائب المرشد، إن الأمر بدأ شعبيا ومن الأفضل أن يكمل كما بدأ، وأن موقف الجماعة معلن وقرارها وواضح، وطالبهم بإن يكونوا مع الناس في الشارع أن بقوا في الميدان أو انصرفوا، وقال لهم:"نحن سنتفق مع الجمعية الوطنية على النزول يوم الجمعة 28 يناير، كما تكشف المذكرة عن قرار الجماعة بالانسحاب 2 فبراير من ميدان التحرير، وضغط شبابها لعدم الانسحاب.
وتتضمن المذكرة تفاصيل المشاركة في تكوين ائتلاف شباب الثورة، وشرح لجلسات التنسيق قبل و بعد 11 فبراير.
وفيما يلي نص المذكرة:
ما قبل 25 يناير 2011:
حين بدأت الدعوات إلى المشاركة في فعاليات يوم 25 يناير، تقدم الإخوة أعضاء اللجنة الإعلامية بقسم الطلاب (أحمد عبد الجواد، إسلام لطفي، محمد القصاص).. باقتراح للدكتور محمود أبو زيد يوصي بأن يعلن القسم بصورة خاصة عن مشاركة طلاب الإخوان في فعاليات 25 يناير نظرا لأن الدعوات في هذا اليوم شبابية بالدرجة الأولى، ومن المهم أن يكون لشباب الجماعة حضور واضح فيها.. وكان رد الدكتور محمود أن قرار الجماعة معلن وبشكل واضح وهو عدم المشاركة وأن ذلك يسري على الجميع والقسم سيلتزم بالقرار العام.
وبعد تصريح د. عصام العريان بعدم مشاركة الإخوان، اتصل به أحمد عبد الجواد، وأوضح له أهمية عدم رفض المشاركة بشكل واضح، وإمكانية الاكتفاء بترك مساحة من الحرية للأفراد في المشاركة، وبعد موافقة مكتب الإرشاد على ذلك طلبنا التصريح إعلاميا بهذا القرار.. وهو ما تم بفضل الله.
وبناء على هذه المساحة التي أتاحها إخواننا، تم إنشاء جروب مغلق على الفيس بوك أسميناه "كلمة حق" يضم شباب الإخوان الذين أعلنوا المشاركة في فعاليات يوم 25 يناير وذلك بهدف تجميع الجهود وتنسيقها، وتم التواصل مع شباب القوى الوطنية والناشطين وصفحة خالد سعيد في ترتيبات اليوم وتحديد أماكن التظاهر التي سيعلن عنها، وتحديد شارع ناهيا كنقطة حقيقية لبدء التظاهرات.
25 يناير:
في يوم 25 يناير الساعة الواحدة والنصف ظهرا تحركت كرة الثلج بداية من شارع ناهيا.. وفتح الله على مصر بتجاوب الشارع مع الحركة مما أعطاها زخما وقوة لم تكن متوقعة، وتحركت التظاهرات حتى وصلت إلى ميدان التحرير.
ومن أول لحظة لوصولنا الميدان حرصنا على التواصل مع إخواننا وإطلاعهم على حقيقة الوضع في الشارع وطلب توجيهات الجماعة ورؤيتها.. فتواصلنا مع د. عصام العريان، الأستاذ السيد نزيلي، د. عصام حشيش.. ونقلنا لهم صورة الميدان وطلبنا توجيه الجماعة ودعمها، ولكن لم يأتنا رد.. حتى الساعة 8 مساءً.
ونظرا لأننا كنا نجتمع على رأس كل ساعة مع شباب القوى السياسية لتقييم الموقف ومحاولة التفكير فيما بعد اللحظة.. وفي اجتماع الساعة 8 مساءا بدأت هتافات المتظاهرين بإسقاط النظام والدعوة إلى الاعتصام.. فكان قرارنا بضرورة التوجه إلى مكتب الإرشاد والتواصل المباشر مع إخواننا.
زيارة مكتب الإرشاد:
وبالفعل توجه إسلام لطفي وأحمد نزيلي وهاني محمود إلى مكتب الإرشاد، وكان في المكتب كل من: (د. محمود عزت، د. محمود غزلان، د. محمد مرسي، د. عصام العريان، د. محمد البلتاجي، د. سعد الكتاتني، د. هشام عيسى)
وكان الهدف الأساسي من الزيارة عرض الأمر على إخواننا ونقل نبض الشارع لهم بصورة مباشرة، وطلب دعم الجماعة للميدان، وأن من مصلحتنا المباشرة السعي بكل قوة لإنجاح هذه الحركة، حيث كان بيان الداخلية قد صدر قبل ذلك وحمّل الجماعة مسئولية الأحداث.. وأن هناك أمل كبير في نجاحها إذا دعمت الجماعة الميدان بالأفراد وبالدعم المادي المطلوب للاعتصام.
وكان خلاصة الاجتماع رد د. محمود عزت أن الأمر بدأ شعبيا ومن الأفضل أن يكمل كما بدأ، وأن موقف الجماعة معلن وقرارها وواضح، وكونوا أنتم مع الناس في الشارع.. إن بقوا في الميدان أو انصرفوا، ونحن سنتفق مع الجمعية الوطنية على النزول يوم الجمعة 28.
فأخبرنا الإخوة في المكتب أن كل القوى السياسية لها رموز واضحين في الميدان إلا الإخوان، وطلبنا منهم أن يحضر معنا إلى الميدان أحد رموز الجماعة.. فطلبوا من د. محمد البلتاجي أن ينزل معنا إلى الميدان، وهذا ما حدث وكان لنزوله أثره البالغ بفضل الله.. وبقينا وحدث ما حدث مساء 25 يناير من ضرب المعتصمين في الميدان.. وتحركنا بفضل الله مع الشباب في مظاهرات جابت شوارع القاهرة حتى صباح اليوم التالي.
ما بعد 25 :
بنهاية أحداث يوم 25 يناير كان قد بدأ يتضح للجميع أن وجه مصر قد اختلف، وأنه بالفعل تُصنع ثورة في مصر.. لذلك كان حرصنا على استمرار تحركات الشارع حتى يأتي يوم جمعة الغضب 28 ليجد الشعب مهيأ ومتجاوبا.. فاستهدفنا خلال هذين اليومين دعم وتحريك مظاهرات في العديد من الأماكن من خلال التواصل والتشجيع للشباب ... وتمت عدة مظاهرات في الطالبية والهرم ومدينة نصر وغيرها أيام 26 و 27 يناير.
- ويوم الخميس 27 يناير حضر هاني محمود اجتماع الجمعية الوطنية للتغيير نيابة عن د.محمد البلتاجي، وفي هذا الاجتماع تمت صياغة بيان القوى الوطنية لجمعة الغضب، وتم التواصل بعد الاجتماع مع د. البلتاجي وإبلاغه بما دار، وإرسال نسخة البيان له.
- يوم الخميس 27 يناير تواصلنا مع العديد من الشباب من مناطق مختلفة في محاولة لتوحيد الجهود في تحركات يوم جمعة الغضب ورتبنا خريطة تحركات اليوم، ونسقنا بعدها مع الشباب الناشطين على أن يتم الإعلان عن 20 نقطة انطلاق وهمية على صفحة خالد سعيد.. وأننا سنتبنى 5 نقاط رئيسية غير معلنة (الطالبية – إمبابة – المعادي – شبرا – العباسية) سنتولى تحريكها ووزعنا أنفسنا عليها، وتواصلنا مع إخواننا مسئولي مكتب إداري الجيزة ومكتب إداري 6 أكتوبر وإبلاغهم بما تم ترتيبه حتى يتم توحيد الجهود، وأفادونا بأنه لا يوجد ترتيب معين لليوم وتركوا لنا حرية التنسيق مع مسئولي المناطق.. وهذا ما حدث بالفعل مع بعض المناطق.
- ثم كان يوم جمعة الغضب بما فيه.. وبفضل الله تعالي تم الدخول لميدان التحرير وفق المخطط له .
- يوم السبت 29 يناير.. كانت جنازة الأخ الشهيد مصطفى الصاوي رحمه الله، والتي ذهبنا إليها وتواصلنا مع الكثير من الإخوة والناشطين لحضورها، واتفقنا مع إخوان العجوزة ومع أهل الشهيد أنها ستكون جنازة جماهيرية تتجه إلى ميدان التحرير سيرا على الأقدام.. وكان لذلك بفضل الله أثر كبير.
- يوم الأحد 30 يناير، تم توزيع بيان باسم الجماعة في ميدان التحرير يحمل عددا من المطالب في مقدمتها: إلغاء قانون الطوارئ.. وقد صنع هذا البيان أزمة في الميدان من ناحيتين:
الأولى: أنه كان هناك اتفاق بين القوى السياسية على عدم رفع أي شعارات لكيان، أو توزيع بيانات لفصيل، أو استخدام هتافات لفئة.. حتى يتوحد الميدان.
الثانية: أن سقف المطالب أدنى بكثير من سقف مطالب الناس في الميدان.. ففي الوقت الذي استشهد فيه من استشهد وأصيب من أصيب، والكل على نداء واحد "الشعب يريد إسقاط النظام – الشعب يريد محاكمة السفاح" كان بياننا يطالب إلغاء قانون الطوارئ.
وبعد أن رأينا البيان وردود الفعل القاسية والعنيفة عليه من الناس في الميدان ضد الجماعة.. ذهب أحمد نزيلي وهاني محمود إلى مكتب الإرشاد، وقابلا د. محمود عزت، ونقلا له أن هناك حالة رفض عام في الميدان لبيان الجماعة، وصل إلى تجرأ البعض بالهجوم بعنف على الإخوان، وشرحا له مبررات الأمر.. وتفهم د. محمود عزت الكلام، وقال سننزل بيان آخر نصحح فيه الأمر.
ويومها عدنا إلى الميدان ومعنا د. عصام العريان ود. الكتاتني الذين كانا قد وصلا بعد إطلاق سراحيهما.. وبالفعل انطلقنا معهم إلى الميدان وحين وصلنا قدمنا د. عصام العريان وحملناه على الأعناق ليلقي كلمة في المتظاهرين وألقي د.الكتاتني أيضاً كلمته وكانت حفاوة من في الميدان بهما واضحة بالأخص بعد إشاعة تصفيتهم في السجن.
بعد الدخول للميدان.. توافقنا مع مجموعة الشباب الذين تشاركنا معهم في ترتيب الفعاليات منذ البداية على تكوين "ائتلاف شباب الثورة" ليكون جهة لها صفة ثورية تخطط وتدعو للفعاليات لاستكمال الثورة حتى تحقق مطالبها ، وتم ابلاغ اخواننا بتشكيل الائتلاف واسماء ممثلينا في المكتب التنفيذي وخريطة القوي المنضمة للائتلاف في لقاء خاص جمعنا باللجنة المشكلة من اخواننا لمتابعة وادارة الاحداث .
وحتى يتمكن الائتلاف من أداء دوره تم تشكيل عدة لجان مساعدة لمكتبه التنفيذي مثل: اللجنة الإعلامية، الشهداء، البحوث والدراسات، الفعاليات، .... وغيرها
ودعا الائتلاف بعد تكوينه إلى إنشاء "جبهة دعم الثورة" والتي تتشكل من مجموعة من الرموز الوطنية وتضم عدداً من الشباب، وكان على رأس الشخصيات المرشحة للجبهة –وكانت الترشيحات تتم بالتوافق بين شباب الائتلاف- المستشار طارق البشري، ومن الإخوان د. محمد البلتاجي ود. عبد المنعم أبو الفتوح، وفي أول اجتماع للجبهة تم اقتراح توسيع الجبهة وضم شخصيات جديدة لها توافق مؤسسوا الجبهة على ضم د. عصام العريان.. لكن ما بلغنا من د.محمد مرسي أن نتمسك بأن يكون الشخص المضاف لجبهة دعم الثورة من الجماعة هو م.سـعد الحسيني أو لأ .
"ملحوظة: الجبهة كان دورها أن تكون غطاءً سياسيًا معبراً عن الثورة ومطالبها"
تم التواصل ميدانياً مع د. أسامة يس بصفته مسئول الميدان من قبَل قطاع القاهرة الكبرى منذ يوم 29 يناير.
وتم دعوتنا لحضور اللقاء الخاص بإدارة ومتابعة ما يحدث في الميدان وكانت الجلسة الأولى بحضور د. حلمي الجزار، م. أحمد أبو شوشة، د. حسام أبو بكر، د. هشام عيسى، د. محمد سعد عليوة، م. أيمن هدهد.. وحضرها من الشباب: محمد القصاص، إسلام لطفي، أحمد عبد الجواد.. وتم شرح ما يحدث في الميدان ووضع خريطة كاملة للقوى على الأرض والتأكيد على المطالب وعدم الرغبة في التفاوض المباشر مع النظام والصمود على الأرض.
المليونية الأولى ومعركة الجمل:
وكانت أول فعالية يتم الدعوة لها بإسم ائتلاف شباب الثورة هي أول مليونية في ميدان التحـرير والتي تمت يوم الثلاثاء 1 فبراير.. حيث قمنا بتنظيم عدة مظاهرات من مساجد وميادين تتجه صوب ميدان التحرير... ونجح اليوم بفضل الله تعالى.
وفي هذه الليلة وبعد خطاب المخلوع واحتشاد البلطجية من مساء الثلاثاء حتى الواقعة المشهورة بمعركة الجمل وما تبعها.. وكانت الملحمة التي شهد لها العالم.
ويوم الأربعاء 2 فبراير وأثناء الاشتباكات عرفنا من أحد الإخوان من وسط القاهرة أن الجماعة أصدرت قرارا بالانسحاب، فطلبنا من الأخ طارق عبد الجواد –وكان في طريقه للميدان- أن يذهب أولا إلى مكتب الإرشاد –وكان ذلك يوم الأربعاء المغرب- للاستيضاح، والتقى د. محمود عزت في مقر النواب بالإخشيد، وأخبر د. محمود عزت الأخ طارق: (أنا هقول لك القرار اللي أخدناه وهو الانسحاب، وتم إبلاغ الميدان بهذا القرار)، فاتصل طارق بالأخ أحمد عبد الجواد ليبلغه وأعطى التلفون للدكتور محمود عزت، الذي أعاد له الكلام وأكد على صدور القرار وحاول أحمد أن يناقش الدكتور في الأمر لكن الخط انقطع.. فتم التواصل مع الأخ أيمن هدهد -بصفته قناة الاتصال مع مكتب الإرشاد - وتم إبلاغه برفضنا الانسحاب، وأن الانسحاب يعني القضاء على الثورة، وأن شباب الجماعة ورجالها مستعدون للدفاع عن الميدان حتى آخر فرد.
وقام الأخ محمد القصاص بالاتصال ببعض الأشخاص في الجزيرة والدوحة ليطلبوا من الشيخ القرضاوي أن يقول كلمة لدعم الثوار في الميدان ... وهو ماتم وكان له بالغ الأثر بفضل الله.
وحدث التراجع عن قرار الانسحاب وصمد الناس حتى كتب الله النصر.
التفاوض مع عمر سليمان:
تم توجيه الدعوة إلى الائتلاف ومن ضمنهم شباب الإخوان لحضور إجتماع مع عمر سليمان، واتصل د. محمد مرسي بالأخ أحمد عبد الجواد وأبلغه أن يختار ممثلين من الائتلاف لحضور الإجتماع مع عمر سليمان –والتي حضرها ممثلو الإخوان وكانت علنية- وبعد مناقشة الأمر داخل الائتلاف كان القرار برفض التفاوض .. حيث أن مطالبنا واضحة ومُعلنه ، وتم ابلاغ اخواننا قرار الائتلاف برفض المشاركة في الحوار .[Quote_1]
حصار مجلس الشعب إلى التنحي:
ظل وجودنا في الميدان هادئا عدة أيام، وتوالت تصريحات رموز النظام من قبيل قول شفيق: (نجيب لهم إفطار ونوزع عليهم بونبوني).. وكان تقدير الجميع أن الحاجة ملحة لاتخاذ إجراءات تصعيدية للضغط على النظام، وحين حدث وتم وصول المتظاهرين لشارع مجلس الشعب، دعونا الشباب للتوجه إلى مجلس الشعب وتكثيف الأعداد هناك، وقام الشيخ صفوت حجازي جزاه الله خيراً بدور كبير في هذا الأمر، وتم تثبيت نقطة اعتصام جديدة أمام مجلس الشعب ومجلس الوزراء، واتصل أحمد عبد الجواد بالأخ أيمن هدهد -بصفته قناة الاتصال مع مكتب الإرشاد وليس مُتخذاً للقرار- وطلب منه الأخ أحمد عبد الجواد أن يبلغ إخواننا في المكتب بما يحدث عند مجلس الشعب، وأن يطلب منهم تدعيم هذا الاعتصام الجديد لأن الأعداد هناك ليست كبيرة.. لكن الأخ أيمن أجاب من قبل نفسه: (أنه مش هينفع!) فطلب منه أحمد أن يخبر إخواننا في المكتب وهم يتخذوا القرار.. فأخبره بعدها أن إخواننا لم يوافقوا، وظللنا نلح في طلب دعم مجلس الشعب ولم تتم الموافقة إلا بعد يومين (أي يوم الخميس قبل التنحي)..
ذلك مع أن من بدءوا اعتصام مجلس الشعب كان كثير منهم أفراد من الجماعة، لكن بشكل فردي.
يوم الخميس 10 فبراير، وبعد خطاب تفويض عمر سليمان مباشرة، طرحنا على الائتلاف ضرورة اتخاذ خطوة سريعة في الرد على الخطاب، وأن الجيش إن كان ينتظر رداً من الشارع يجب أن يصله هذا الرد فوراً وبدون تأخير.. واتفقنا على التوجه نحو ماسبيرو كخطوة أولى، على أن تتوجه المظاهرات التي ستتحرك الجمعة من مسجد الاستقامة لتعزيز ماسبيرو والمظاهرات القادمة من النور تتجه إلى قصر العروبة.
واتصل محمد القصاص بالأخ أيمن هدهد -بصفته قناة الاتصال مع مكتب الإرشاد- ليطلب منه إبلاغ إخواننا بما ينوي عليه الائتلاف.. ورد الأخ أيمن هدهد معترضاً وظل يناقش القصاص في نفس الفكرة دون أن يرجع لإخواننا في المكتب.. فأخبره القصاص أن الناس لا تنتظرنا، وأن عموم الشباب ومنهم شباب الإخوان يتحركون بالفعل إلى ماسبيرو وإلى العروبة بدون تنسيق ولا انتظار لقرار، وأننا نتأخر كثيراً فى التعبير الحقيقي عن طموح الناس، وتحركنا مع الشباب ومن ضمنهم شباب الجماعة إلى ماسبيرو وتم عمل اعتصام هناك.
وفي نفس الوقت ذهب هاني محمود إلى اجتماع الجمعية الوطنية خلف المنصة، وطرح عليهم الأمر.. وبعد نقاش بين الحاضرين من الجمعية، قام الأخ محسن راضي قائلا: (لقد توافقت القوى الوطنية المجتمعة الآن أننا حتى نستطيع عمل شيء نحتاج إلى الشعب، والشعب ليس موجودا الآن، ولذلك فإننا لن نتحرك من الميدان).
ويوم الجمعة صباحاً قمنا بتقسيم أنفسنا على ثلاث مجموعات.. مجموعة ظلت داخل ميدان التحرير.. ومجموعة شاركت في الإعتصام أمام ماسبيرو مجموعة تحركت مع أكبر مسيرة خرجت من داخل الميدان بها ما يفوق الخمسة الآف مُتجهة إلى قصر العروبة وكان يقودها أحد شباب الإخوان بمبادرة منه ومجموعة من الشباب ... ووصلت هذه المظاهرة إلى العروبة وقوامها يزيد عن الـ30 ألف واستمر الإعتصام عند قصر العروبة حتى تم ختام اليوم بفضل الله بتنحي مبارك.
بعد التنحي:
بعد تنحي مبارك كنا حريصين على التواصل مع إخواننا حتى نستكمل تحقيق مطالب الثورة، ونتلافى إشكاليات التواصل التي تمت في مرحلة الميدان.
وبعد أيام قليلة من التنحي، اتصلت المخابرات العسكرية بعدد من شباب الائتلاف وطلبتهم للاجتماع مع المجلس العسكري، وكان من ضمن هؤلاء الشباب الأخ محمد عباس، وحينها ذهب الأخ هاني محمود إلى مكتب الإرشاد والتقى د. عصام العريان وأخبره بالأمر وطلب رأي إخواننا وتوجيههم.. فقال د. عصام لا بأس.. يذهب محمد عباس مع الشباب ويستمعوا.
وكان هذا هو أول إجتماع بين المجلس العسكري بحضور أحد أعراد الإخوان وكان في كلامه معهم مُعبراً عن رؤية الإخوان .
وحين انتهى الاجتماع مع المجلس العسكرى إلتقينا د. أسامة ياسين، وقص عليه الأخ محمد عباس ما حدث في الاجتماع، ثم في اليوم التالي ذهب الأخ هاني محمود والأخ محمد عباس إلى المكتب والتقيا د. عصام العريان والذي طلب من محمد عباس الجلوس مع د. محمود أبو زيد الذي أخذ منه تفريغ مكتوب لكل ما دار في الاجتماع.
اللقاءات التي تمت مع مُشرف قطاع القاهرة:
الاجتماع الأول: السبت 19 فبراير
أبلغنا د. أسامة ياسين بعد نحو أسبوع من التنحي بأن مجموعة منا مدعوون للاجتماع مع د.محمد مرسي، ود. محمود أبو زيد، وحضر الاجتماع كل من: د. أسامة ياسين، م. أيمن هدهد، عادل عفيفي.. وذلك في نادي نقابة الأطباء في البحر الأعظم.
وكان لقاء قصيرا حيث حضر د. مرسي متأخراً، وكان لدى الجميع ارتباطات.. فتم التأكيد بشكل عام علي التواصل والتنسيق وترتيبات جمعة التطهير 25 فبراير.
الاجتماع الثاني: السبت 26 فبراير
حضره د. محمد مرسي، ود. محمود أبو زيد، وحضر الاجتماع كل من: د. أسامة ياسين، م.أيمن هدهد، د. محمد حافظ، ومجموعة من الإخوة الشباب.[Quote_2]
وكانت الجلسة في مجملها غامضة مليئة بإشارات غير مفهومة في سياق تصورنا لطبيعة الجلسة وهدفها.
فقد بدأ د. محمد مرسي بكلمة مطولة عن الثقة، ثم ختم بقوله: نريد أن نسمع منكم لا عنكم!
فسألناه بشكل مباشر.. وما الذي تسمعه عنا يا دكتور لعلنا نعالجه إن كان صحيحا أو نوضح لكم إن كان خاطئا؟ فرفض الدكتور الإفصاح مع إلحاحنا الشديد عليه في ضرورة وأهمية التوضيح.. حتى أن د.محمود أبو زيد هَمّ بالحديث فأمسك الدكتور محمد مرسي يده وقال، خلاص يا دكتور.. خلينا في اللي جاي.
ثم تحدث الدكتور محمود عن التفاوض مع عمر سليمان وأخذ يشرح مبررات الذهاب ، وهنا أكدنا له اننا لييس لدينا أي اشكالية في اي تباين تم اثناء الاعتصام بالميدان ولم نتوقف عنده ابدا وما يعنينا هو الفترة المقبلة .
ثم بدأ محمد القصاص التعريف بفكرة الائتلاف وكيفية تكوينه ونشأته، وأنه كيان مؤقت لمرحلة مؤقتة، وأنه بطبيعة تكوينه ولأنه يضم تيارات مختلفة ومتنافرة في أيديولوجياتها غير قابل للتمدد إلى حزب أو كيان سياسي مستمر وليس له مستقبل.
وانتهى الاجتماع بهذه الصورة حيث لم يتضمن إلا توضيحات وتبريرات.
الاجتماع الثالث: 5 مارس
لم يحضر د. مرسي أو د. محمود أبو زيد.. وحضر الاجتماع كل من د. أسامة يس، د. محمد حافظ، م. أيمن هدهد.
وكانت مُحصلة اللقاء وبعد نقاش طويل أن م.أيمن هدهد طوال الفترة الماضية كان يقوم بنقل إنطباعاته ووجهات نظره عن مواقفنا لمكتب الإرشاد ولم يَقُم بنقل نص المقترحات والأفكار... مع العلم أن الدور الذي كان من المفروض أن يقوم به هو "قناة إتصال" بيننا وبين مكتب الإرشاد فقط.
وعلى سبيل المثال نقَل لنا انطباعاً خاطئاً أن بعض أساتذتنا قد أخذوا انطباعاً سيئاً عنا وأنهم مستاءون من اسلوبنا بعد لقاء جمعنا بهم أثناء الثورة ... ونظراً لغرابة الكلام، راجعنا د. حلمي الجزار، د.عصام حشيش، م.أحمد شوشة، د. محمد سعد الذين نفوا ذلك تماما وشرحوا أنه لم يحدث ذلك منهم لا تلميحاً ولا تصريحاً.
وبعد هذا الاجتماع بدا واضحا أن هناك مناخاً غير جيد للعمل نتج عن انطباعات غير صحيحة تكونت لدي أساتذتنا الأفاضل أعضاء مكتب الإرشاد بعد نقل كلام غير صحيح وغير منضبط ويُعبر فقط عن انطباع م. أيمن هدهد والذي قام بدور قناة الإتصال مع مكتب الارشاد أثناء الثورة ... وهذا الإنطباع ليس مبنى على أي حقيقة.
وقد أخبرنا د. أسامة ياسين بأن هذه الجلسات وما يتم تداوله فيها ليست بيئة جلسات العمل... وأننا كنا ننتظر أن يمدنا إخواننا بآراءهم ودراساتهم فى الموضوعات المختلفة حيث أننا كنا نقوم وقتها بالتواصل مع المجلس العسكرى والكثير من سفراء الدول وسفراء للأمم المتحدة وكنا نُسأل عن رأي الإخوان ووجهة نظرهم وتوجهاتهم ... وهذا الدعم الذى طلبناه كانت كل التيارات حريصة على إمداد شبابها به كمُعبرين عن وجهة نظر تياراتهم أمام المجلس العسكرى والجهات الأخرى وقتها.
لكن بعد هذه الثلاث لقاءات وصل ليقيننا أنه يتم التعامل معنا من قطاع القاهرة الكبرى على أننا تهديد يجب تحجيمه والقضاء عليه وأننا لسنا فرصة من الممكن استثمارها لصالح الجماعة.
الإجتماع مع المرشد:
وأثناء مقابلة مع د. رشاد البيومي اقترح ضرورة أن نلتقي بفضيلة المرشد، وبعدها اتصل بنا وأخبرنا أنه رتب موعدا مع فضيلة المرشد.
وتم اللقاء يوم السبت 5 مارس، وفي هذا اللقاء قُمنا بإطلاع فضيلة المرشد على تفاصيل الفترة السابقة، وأشرنا إلى أن تكويننا للائتلاف كان مبادرة منا تقدير للموقف ولكي يكون هناك كيان شبابي يمكنه التعبير عن الثورة بشكل من الأشكال، وحتى لا يأتي يوم ويقال أين كان الإخوان في الثورة وشرحنا لفضيلته تفاصيل ما حدث والعقبات التي واجهناها، وكان رد فضيلته أن أكثر من 80% من هذه التفاصيل لم يكن يعرفها من قبل بشكل صحيح، واقترح أن يكون التواصل مع مكتب الإرشاد عن طريق أستاذنا الدكتور رشاد البيومي النائب الأول للمرشد العام بدلاً من التواصل عن طريق قطاع القاهرة الكبرى.
ومنذ ذلك الحين كان تواصلنا مباشرةً مع فضيلة الدكتور رشاد، الذي كنا نطلعه بشكل مستمر على كافة التفاصيل ونرفع له تقارير بأهم نتائج وتفاصيل اللقاءات والزيارات مع كافة الجهات الداخلية والخارجية.
جمعة إنقاذ الثورة 1 أبريل 2011 .. مقدماتها وما بعدها:
كان المشهد الوطني قبل جمعة 1 أبريل مُربكًا، وكل استطلاعات الرأي التي قمنا بها كانت تشير إلى توجس الشارع مما يحدث من تأخر المحاكمات وبطء الإجراءات وغير ذلك مما دعى الكثير من المتابعين والمختصين إلى القول بأن هناك تباطوء يوحي بالتواطوء..
وعقدنا اجتماعا يوم السبت 24 مارس، ناقشنا فيه المشهد السياسي، وكان الاتفاق بناء على النقاش واستطلاعات الرأي أن هناك ضرورة للنزول للميدان، إضافة إلى أننا تجاوزنا المدة التي أعلناها لتعليق التظاهر.
وقمنا بعد الاجتماع مباشرة بالاتصال بالدكتور أسامة ياسين وأخبرناه بالتفاصيل، ووعد بالتواصل مع إخواننا في المكتب والرد علينا، واستكملنا في الأيام التالية ترتيبات الحشد والتوعية الجماهيرية، لكننا فوجئنا بموقف الجماعة من عدم المشاركة والتي تم تبريرها في وقتها بالتأخر في التبليغ.
بعد جمعة إنقاذ الثورة التي كانت يوم 1 أبريل، والتي دعا لها ائتلاف شباب الثورة ولم تشارك فيها الجماعة بشمل رسمي، وكان لذلك أثر غير طيب في الشارع تجاه الإخوان، بسبب عدم المشاركة في يوم لا يختلف على أهدافه أحد.
وحتى يتم تلافي تكرار الأزمة التي نتجت عن عدم نزول الجماعة 1 أبريل، تم ترتيب لقاء في مقر قطاع القاهرة الكبرى حضره كل من: د. أسامة يس، م. أيمن هدهد، عن قطاع القاهرة الكبرى، د. محمد البلتاجي ممثل الإخوان في الجمعية الوطنية للتغيير، م. عادل عفيفي ممثل الإخوان في اللجنة التنسيقية، أحمد عبد الجواد ومحمد القصاص عن شباب الإخوان في ائتلاف شباب الثورة..
وتم الاتفاق على ما يلي:
- عدم إعلان الجماعة نهائيا مقاطعتها في أية فعالية مرتبطة بالثورة.
- في حالة عدم اقتناع الجماعة بالمشاركة والحشد في أية فعالية يتم الاكتفاء بمشاركة رموزنا المشاركين في الكيانات والائتلافات، على أن يتم دعم الفعالية بشكل رمزي من أفراد الإخوان.
- أفراد الإخوان المشاركين في كيانات وائتلافات الثورة من حقهم المشاركة في الفعاليات التي تدعو إليها أو تتبناها هذه الكيانات، بعد إخطار الجماعة.
وقد تم إبلاغ ما تقرر في هذا الاجتماع للدكتور محمد مرسي.
إلغاء التمثيل في اللجنة التنسيقية:
بعد الاجتماع المشار إليه أعلاه قرر قطاع القاهرة الكبرى إلغاء تمثيل الإخوان في اللجنة التنسيقية، وبني القرار على ما يلي:
- اللجنة التنسيقية مكونة من 6 كيانات أغلبها كيانات صغيرة ومحدودة.
- الجماعة لها ممثلين بالفعل في 3 كيانات من الهذه الكيانات الـ 6 (الجمعية الوطنية – ائتلاف شباب الثورة – مجلس الأمناء).
- وجود الجماعة كعضو في اللجنة التنسيقية يستدعي التزام الجماعة بكل القرارات التي تتخذها اللجنة التنسيقية، وهذا أمر صعب ويضع الجماعة في حرج.
- تم الاتفاق على بقاء أ.عادل عفيفي كعضو مستقل في اللجنة التنسيقية، والجماعة رسميا غير ممثلة فيها.. وهذا القرار لم يصلنا أنه أُلغي حتى تاريخه.
الحوار الوطني "عبد العزيز حجازي":
حين تم توجيه الدعوة للجنة التنسيقية للمشاركة في جلسات الحوار الوطني، وقبل الحوار الوطني بأيام تم رصد شبهات عديدة حول الحوار والشخصيات المشاركة وأوراق المؤتمر وطريقة إعدادها.. وبناء عليه تم التوافق في اللجنة التنسيقية على الانسحاب بعد أول جلسة، واستمر الإخوان في مشاركتهم في المؤتمر حتى نهايته.
جمعة القضاء على الفساد السياسي 27 مايو:
دعت بعض المجموعات على الفيس بوك لما أسموه بثورة الغضب الثانية، وتزامن مع ذلك دعوة بعض القوى السياسية للنزول تحت شعار "الدستور أولا"، وقمنا بإقناع التيارات المشاركة معنا في الإئتلاف بعدم رفع مطالب خلافية وغير مُتفق عليها والتركيز على مطالب الثورة التي لم تُنفذ وبعدها تواصل الائتلاف مع المجموعات الداعية للفعالية لإثنائها عن رفع هذا الشعار وهو ما تم.
يوم الأربعاء 18 مايو، اتفقت اللجنة التنسيقية –بحضور الإخوان– على المشاركة في فعاليات 27 مايو، ورفع مطالب الثورة التي لم تنفذ.
يوم الأحد 22 مايو، قبل اتخاذ القرار بشكل نهائي ، تم التواصل مع د. أسامة ياسين لمعرفة قرار الجماعة النهائي بشأن المشاركة، وأخبرنا أنه لم يتم تحديد الموقف بعد.. وبالتالي تم إبلاغ د. أسامة بقرار الائتلاف وشرحنا له تفاصيل القرار ورؤيته، وأوضحنا له أهمية بذل الجهد في توحيد المطالب وعدم ترك الميدان أمام دعوات ومطالب ليست محل اتفاق وطني.
يوم الاثنين 23 مايو أصدر الائتلاف بيانه بالدعوة إلى النزول يوم 27 مايو، وحدد 6 مطالب عليها إجماع وطني ولا خلاف عليها ولا يوجد فيها الدستور أولاً.
يوم الثلاثاء 24 مايو صباحا تم عمل مؤتمر صحفي لائتلاف شباب الثورة أعلن فيه مشاركته والمطالب التي يرفعها ليوم 27 مايو.. ونؤكد أننا حتى ذلك الوقت كنا على تواصل كامل مع د.أسامة ياسين، ولم يكن لدينا أية معلومة عن موقف الجماعة برفض المشاركة.
يوم الثلاثاء 24 مايو مساءً، وقبل اجتماع اللجنة التنسيقية لترتيب تفاصيل فعاليات الجمعة 27 مايو، فوجئنا من خلال اتصال تليفوني مع د. أسامة ياسين أن موقف الجماعة سيكون عدم المشاركة، وأنه سيتم اعلان ذلك في بيان رسمي..
وفي اجتماع اللجنة التنسيقية تم أخذ تصويت على الأمر لكن الأصوات كانت متساوية، وحدث نقاش مُحتد حول الأمر وكان أسلوب الحاج عادل عفيفي خلاله حاد جدا، حيث أخبر الحضور بموقف الإخوان دون توضيح أو تبرير أو تفصيل، وكان ثائراً بصورة استغربها واستهجنها الجميع، وقال ما نصه: (انتم مش عارفين انتم بتكلموا مين؟؟ احنا ما حدش ينتقدنا.. فُوقُوا.. أنا الإخوان المسلمين اللي لو ما نزلناش الميدان ما حدش هيعرف يعمل حاجة، واحنا مش نازلين، ووروني هتعملوا ايه)!!!!
وعاتبه الجميع على أسلوبه وعلى كلامه، خاصة أن الاجتماع كان في مقر حزب الحرية والعدالة بالعجوزة .. وكان ذلك بحضور د. أسامه ياسين.
وانتهى الاجتماع دون حسم موقف نهائي للجنة التنسيقية.. وأن كل كيان يُحدد موقفه بشكل مستقل.
يوم الأربعاء 25 مايو وقبل اجتماع مكتب الإرشاد اتصل الأخ أحمد عبد الجواد بالدكتور رشاد البيومي، وسأله عن سبب عدم مشاركة الجماعة في جمعة 27 مايو، وأخبرنا أن السبب هو ورود معلومات عن الترتيب لحضور بلطجية إلى الميدان لإحداث شغب، وأخبرناه أننا نعرف مصدر هذا الكلام وأنه لا صحة لها وأنها مجرد إشاعة أطلقتها بعض الكيانات التي قررت عدم المشاركة نهائيا في أي فعاليات ثورية (وهم المجموعات المحسوبة على أحد الأشخاص ويُدعى طارق زيدان).. وطلبنا من د. رشاد أنه في حال الإصرار على عدم مشاركة الجماعة ألا يصدر عن الجماعة أي بيان بذلك بناء على ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع المشار إليه سابقا.. وأنه إذا كان سيتم أخذ قرار بإصدار بيان فنتمنى ألا يتم مهاجمة أو تخوين المشاركين في اليوم.. وأوضحنا للدكتور رشاد موقفنا كأعضاء في الائتلاف وأننا مشاركون في فعاليات اليوم تحت شعار "جمعة الفساد السياسي" وعلى المطالب الوطنية المتفق عليها، وذلك اتساقا مع الاتفاق السابق الإشارة إليه في قطاع القاهرة الكبرى.
وقد وعد د. رشاد بتوصيل هذه الاقتراحات لإخواننا في مكتب الإرشاد.
يوم الأربعاء 25 مايو مساءً، صدر بيان الجماعة بخصوص جمعة 27 مايو، والذي اتهم المشاركين في اليوم بأنهم يريدون الوقيعة بين الجيش والشعب وأنها ثورة ضد الشعب، مما تسبب في أزمة كبيرة مع القوى السياسية بل مع المؤمنين بضرورة النزول والمشاركة في الفعالية.
وفي اتصال مع د. محمد البلتاجي لمعرفة موقفه من النزول خاصة بعد صدور بيان من الجمعية الوطنية للتغيير بمشاركتها في فعاليات 27 مايو، والتي يمثل الإخوان فيها د. محمد البلتاجي، وذكر د. البلتاجي أنه سينزل بشكل شخصي في إطار الاتفاق السابق في قطاع القاهرة.. وذكر أنه سيذهب إلى مكتب الإرشاد للتأكيد على هذا الأمر، واتصل بعدها د. البلتاجي وقال إن إخواننا رفضوا نزوله ومشاركته في اليوم، وطلبوا منه إعلان هذا الموقف..
واتصل د. رشاد البيومي بأحمد عبد الجواد وسأله: هل تنتظر مني شيء ؟ فقال له أحمد: لا، فقال له: بيان الإخوان واضح؟ فقال له نعم يا افندم، لكن موقفنا كشباب في الائتلاف كما أوضحناه لحضرتك، وبناء على الاتفاق السابق.. فرد الدكتور رشاد: البيان واضح وأنتم أحرار.
وكان تقديرنا للموقف في جمعة 27 مايو، والذي اجتهدنا بأكثر من طريقة لتوضيحه لإخواننا هو:
أنه من الضروري عدم ترك الميدان لأصحاب رأي مخالف ويفتقد لإجماع وطني، بل الواجب توحيد المطالب وبذل الجهد في رفع المطالب المتفق عليها والتي تحظي بالإجماع وتفويت الفرصة على من يسعى للتفريق والالتفاف.. وهو ما جاء مُتسقاً مع توصية تم رفعها من القسم السياسي لمكتب الإرشاد بضرورة النزول للميدان يومها.
ومن أجل تنفيذ ذلك قمنا بما يلي:
- الاتفاق مع المجموعات المشاركة في الائتلاف على المطالب الوطنية التي ليس عليها خلاف.
- التنسيق مع الشيخ مظهر شاهين حول عناصر ومحاور خطبة الجمعة، والتي أكدت على المطالب المُتفق عليها وأكدت على أهمية إحترام إرادة وإختيار الشعب.
- التنسيق مع د. أحمد دراج الممثل للجمعية الوطنية للتغيير وإقناعه بعدم رفع مطلب الدستور أولا أو تبنيه داخل الميدان، والتأكيد على المطالب المجمع عليها.
- التنسيق مع إدارة المنصة الرئيسية ومنصة الائتلاف، للتأكيد على المتحدثين بتبني المطالب المتوافق عليها.
- عمل عدد من اللافتات الضخمة التي تحتوي المطالب المتفق عليها وتوزيعها على الأماكن البارزة في الميدان حتى تعطي صبغة عامة للميدان، وتفوت الفرصة على من يريد تعليق لافتات عليها مطالب أخرى.
- الإجتهاد في سحب لافتات "الدستور أولا" من الشباب الذين تم استئجارهم ليرفعوها في الميدان، حيث قمنا بسحب عدد كبير منها ورميها تحت المنصة.
- الحرص على توجيه رسالة إعلامية تعبر عن المطالب الحقيقية التي نادى بها الميدان.
وفي هذا اليوم ساهمت تغطية موقع إخوان أون لاين لفعاليات جمعة القضاء على الفساد السياسي فى زيادة الأزمة بتسميتها لليوم بـ "جمعة الوقيعة" وتخوين المشاركين وتصوير الفعالية على غير حقيقتها وخارج سياقها الطبيعي.
وبفضل الله انتهى اليوم بصورة جيدة، بدون بلطجة أو إبراز لمطالب غير مُتفق عليها إلا بالقدر الذي لم يخلو منه الميدان يوما.
وقد آلمتنا ردود فعل الكثير من الناس غير المُسيّسين من موقف الجماعة وتخوينها للمتظاهرين الذين نزلوا هذا اليوم.. حيث عبروا عن صدمتهم في بيان الجماعة والذي اتهمهم بأنهم أعداء للبلد وهم قد نزلوا للميدان من أجل صالح البلد.
وقد أصدرت اللجنة التنسيقية بيانا ترفض فيه ما تم من تخوين أو تشكيك أو هجوم على من دعا أو شارك في فعالية 27 مايو، وطالبت من قام بذلك بالإعتذار.. وقد وقّع كل أعضاء اللجنة على هذا البيان إلا ممثلي الإخوان.
يوم السبت 28 مايو، تواصلنا مع د. محمد البلتاجي، وتحدثنا عن القطيعة التي قد يحدثها موقف الجماعة والبيان الذي أصدرته، وأنه قد يكون من المناسب في معالجة هذا الأمر أن يصدر بيان توضيح لموقف الجماعة وأن البيان الذي أصدرته الجماعة قبل الجمعة إنما بني على معلومات وردتنا وكانت غير دقيقة عن ترتيبات وتفاصيل ذلك اليوم، وذلك بهدف تلطيف الأجواء واستعادة ثقة الشارع.[Quote_3]
وفي يوم السبت 28 مايو مساءً فوجئنا بسيل من الاتصالات من الصحفيين والإعلاميين يطلبون ردنا على التصريح الصحفي الذي أصدره د. محمود حسين بأن الجماعة ليس لها ممثلين في ائتلاف شباب الثورة! وذلك بدون أي مساءلة أو تحقيق أو توضيح لنا.
ويومها أرسلنا لجميع الإخوة من شباب الإخوان في الائتلاف بعدم الرد أو التعليق في وسائل الإعلام لحين استيضاح حقيقة الموقف.
وتم الإتفاق فيما بيننا أنه لم يُفهم من القرار أن ننسحب كأفراد من الائتلاف وأن الأمر قاصر علي سحب التمثيل الرسمي فقط ... وبناءً عليه تم ترك الأمر للمكتب التنفيذي للائتلاف والذي أصدر بياناً أبدى فيه تمسكة بتواجدنا في المكتب التنفيذى حيث أننا كنا ممن قاموا بإنشاء الائتلاف.
وبعدها تكاثرت الأحاديث والكلام الذي يتم تداوله حولنا، والذي وصل إلى أن:
- بعض المكاتب الإدارية أرسلت رسالة نصية تم تعميمها على الإخوان نصها: " هام ويصل لجميع الإخوان والأخوات بكل المستويات: ممنوع التواصل بأي شكل مع ائتلاف شباب الثورة وتحديدا إسلام لطفي ومحمد القصاص" ولم يكن وقتها قد تم أي تحقيق معنا.
- صدر تعميم من قطاع القاهرة الكبرى تم تمريره في البريد للمكاتب الإدارية أنه صدر قرار بتجميد عضويتنا في الجماعة مع ذكر أسمائنا، مع أن ذلك لم يكن قد حدث حقيقة ولم يكن وقتها قد تم أي تحقيق معنا.
- تحدث د. محمود غزلان في كلمته في مؤتمر الأخوات المسلمات عنا بشكل غير صحيح وذكر العديد من الوقائع والملابسات الغير صحيحة ووما قاله عنا : دول مش رجالة !!.
وغيرها من المواقف التي لم يكن لها أصل من الحقيقة ... وليست مبنية على تحقيق تم معنا.
حين وصلت الأمور إلى هذا الحد حاولنا بأكثر من طريقة – وقد حاول خلال الفترة التي سبقتها كثير من إخواننا - التواصل مع إخواننا في المكتب لمعرفة حقيقة ما يحدث، ولماذا يتم التعامل معنا بهذه الصورة، وما الذي أخطأنا فيه ليحدث هذا كله؟ لكن دون جدوى.
وطلبنا أكثر من مرة ومع أكثر من طرف من إخواننا الكرام أنه إن كان إخواننا يرون أننا أخطأنا بالدرجة التي تبرر هذا الطريقة من تعاملهم معنا.. فإننا نطلب إحالتنا للتحقيق الرسمي، وليكن بعده ما يكون وإن ثبت خطؤنا فى التحقيق فنحن على أتم استعداد لتحمل العواقب والاعتذار لإخواننا على الملأ.. لكن دون جدوى.
وممن تواصلنا معهم للتوسط: فضيلة الأستاذ مهدى عاكف, والأستاذ محمد البحيري، والأستاذ خالد مشعل، د. عصام حشيش، د. شـرف، كارم رضوان، د.كمال الهلباوي، د.طارق سويدان ، د.جمال عبد الهادي .
وكانت آخر هذه المحاولات أن الأخ هاني محمود قابل فضيلة المرشد وطلب منه أن يحدد موعداً في الوقت الذي يناسبه للحديث، وأن الأمر يحتاج إلى معالجة، وأننا أبناء الدعوة ولم نخرج عن طوع إخواننا، وأننا نتعجب مما يحدث، وإذا كان رأي إخواننا أننا أخطأنا في شيء فإننا نتمنى أن يخبرنا أحد ما الذي أخطأنا فيه.. وإن كان الأمر في تقدير إخواننا كبير فلماذا لا يتم إحالتنا للتحقيق ويسمعوا منا.. لكن للأسف كان رد فضيلة المرشد: (روح اقعد مع إخوانك ... وللا خلاص ما بقيتوش تعرفوا تقعدوا غير مع المرشد ، وأنه إذا كانت لديك الجندية التي تربيتم عليها.. اذهب لإخوانك).
بعد مقابلة الأخ هانى للمرشد.. قابل د. حلمي الجزار مسئول مكتب إداري أكتوبر الذي يتبعه الأخ هاني، وحضر اللقاء د. عبد الرحمن الشواف نقيب الأسرة التي أفرادها "هاني محمود، إسلام لطفي، عبد الرحمن هريدي، مصعب الجمال، عبد الرحمن خليل، سامح البرقي" وأخبره الأخ هاني بالأمر.. قال أنتم تعرفون أنني لست مطلعاً على تفاصيل الأمر.. فأخبره الأخ هاني أنه سيكتب رسالة لفضيلة المرشد وطلب منه التكرم بتوصيلها..
وبالفعل تم تسليم الرسالة للدكتور حلمي بتاريخ 14 يونيو. (مرفق نص الرسالة)
في 23 يونيو تواصل د. خالد أبو شادي مع الأخ هاني محمود في محاولة للتوسط لإيجاد حل لدى المهندس خيرت الشاطر..
وقد أخبره د. خالد أبو شادي بعدها أنه قابل المهندس خيرت وتحدث معه حول مشكلتنا.
وما يلي هو رد م.خيرت الشاطر على مبادرة د.خالد أبوشادي:
• أن المهندس خيرت قد جلس مع 5 من الشباب عدة جلسات وخص بالذكر (محمد القصاص وأحمد عبد الجواد وإسلام لطفي)
• أن الموضوع فيه تلاعب من بعض الشباب، وأن هذا رأي الكثيرين ممن تعاملوا معنا.
• وقال م.خيرت أننا كلما أردنا جمع المجموعة كلها يعتذر بعضها ويأتي واحد أو اثنان.
• وأننا بيتنا أمر الحزب (التيار المصري) وأعلناه فور فصل د.أبو الفتوح..
• وأخبر د. خالد أبو شادى الأخ هاني أن م. خيرت تحدث عن أشخاص منا قد واجههم بكذب صريح منهم، ومراوغة وتلاعب، وهذا بالتحديد في أسماء محددة.
• وقال له م. خيرت: انفض يديك من هؤلاء الخمسة وحدد أسماءهم.. (لم يصرح د.خالد بالأسماء)
وفي الحقيقة فإننا لم نلتق م. خيرت الشاطر إلا في زيارة ودية قام بها مجموعة من الشباب لتهنئته بسلامة خروجه من السجن، فإننا لم نجتمع معه أبدا مرة أخرى.
وتمت مقابلة أخرى كانت ضمن مجموعة من إخوان شرق القاهرة وكانت لمناقشة الأوضاع العامة للجماعة وأفكار التطوير حضرها أحمد عبد الجواد.
..... وذلك يتسق مع نفس المشكلة الأساسية وهي تداول الاتهامات حولنا بشكل غير منضبط وبغير دليل وبتفتيش في الضمائر والنوايا ... وكنا نتمنى أن يواجهنا م. خيرت بما هو ضدنا حتى يتسنى لنا معرفة المخالفات ونوضح الحقائق لإخواننا.