ليبرمان.. صانع الأزمات يقود "جيش الاحتلال"

ليبرمان.. صانع الأزمات يقود "جيش الاحتلال"
برز على الساحة السياسية الإسرائيلية بتصريحاته المثيرة، ولعل أشهرها طرد العرب خارج فلسطين المحتلة، وقصف السد العالي، واغتيال القادة الفلسطينيين.. إنه أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، الذي عرض عليه نتنياهو أمس منصب وزير الدفاع.
وُلد أفيجدور ليبرمان في 5 يونيو 1958 بكيشيناو في مولدافيا بالاتحاد السوفييتي السابق، لغة أهله الأساسية ولغته أيضاً حتى عمر 3 سنوات كانت لغة يديشية وكان أفيجدور ليبرمان أحد مؤسسي المنتدى الصهيوني ليهود الاتحاد السوفييتي.
سابقًا قدم إلى "إسرائيل" في 18 يونيو 1978 وتعلم اللغة العبرية وخدم في جيش الاحتلال لعدة أشهر (خدم بالجيش لفترة زمنية قصيرة لكونه قادما جديدا إلى إسرائيل).
في فترة تعليمه تَعَرف على "اّلّاه" القادمة الجديدة من طشقند عاصمة أوزبكستان وتزوجا سنة 1981 وسكنا في القدس وانتقلا سنة 1988 للسكن في مستوطنة نوكديم المجاورة لبيت لحم.
كان في سنة 1986 عضوًا في مجلس إدارة الشركة الاقتصادية أورشليم القدس وبعدها وسكرتير نقابة العمال "هيستادروت هاعوفديم هالؤوميت"، ومحرر جريدة "يومان إسرائيلي" التي نشر بها أقواله.
تواصل في سنة 1988 مع بنيامين نتنياهو الذي عاد إلى إسرائيل بعد إنهاء مهامه سفيرا لإسرائيل في الأمم المتحدة، ونجح ليبرمان بالدخول بقائمة حزب الليكود وأن يكون عضوا بالكنيست ورافق نتنياهو لمدة عشر سنوات.
بعد انتخاب نتنياهو ليكون رئيس حزب الليكود سنة 1992 تم تعيين أفيجدور ليبرمان مدير عام حركة الليكود، وفي سنة 1996 تم اختيار بنيامين نتنياهو رئيسا لحكومة الاحتلال.
وعُيّن ليبرمان مدير عام ديوان رئاسة الوزراء حتى عام 1997 حيث تخلى عن منصبه وهناك من يعزو استقالته لفتح ملف تحقيق ضده في الشرطة (تم إغلاق ملف التحقيق فيما بعد بدون أي إدانة ضده).
في سنة 1998 تفرغ ليبرمان للأعمال التجارية كشراء مواد خام من دول الشرق وبيعها لدول الغرب وأعمال تجارية ورأس مالية أخرى.
بتاريخ 3 يناير 1999 دعا إلى مؤتمر صحفي وأعلن عن إقامته لحزب "إسرائيل بيتنا" وحصل الحزب في تلك السنة على 4 مقاعد.
في 15 أكتوبر 2001 قرر ليبرمان وزميله في الحزب رحبعام زئيفي ترك الحكومة احتجاجا على تسليم حي أبو سنان بالخليل إلى الفلسطينيين وحسب ادعائه فإن هذا الأمر سوف يشكِّل خطرا على يهود الخليل ويُعرضهم إلى خطر القَنص من قبل التنظيمات الإرهابية.
ساعات قليلة قبل بدء صلاحية الاستقالة قُتل رحبعام زئيفي على يد فلسطيني.
وبطلب من أرئيل شارون سحب ليبرمان طلب الاستقالة لكنه عاد ليستقيل في 14 مارس 2002.
في دورة انتخابات الكنيست الـ16 التي بدأت مع تفاقم الانتفاضة الثانية عمل حزب الاتحاد الوطني (هو ناشئ عن اتحاد حزب إسرائيل بيتنا مع حزبان يمينين أخرين) على نشر وتثبيت فكرة الترانسفير كحل لإنهاء الصراع.
حاز "الاتحاد الوطني" بهذه الانتخابات على 7 مقاعد ثلاثة منهم بفضل "إسرائيل بيتنا".
بعد الانتخابات عُيّن أفيجدور ليبرمان وزيرا للمواصلات بحكومة أرئيل شارون الثانية لكنه استقال بعد سنه ليسمح لصديقه بالحزب "اليعيزر كوهن" أن يتسلم هذا المنصب مكانه.
بتاريخ 4 يناير 2004 تمت إقالة أفيجدور ليبرمان مع زميله "بني ألون" على يد رئيس الحكومة شارون لنيتهما التصويت ضد برنامج "الانقطاع" (الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من قطاع غزة) لضمان الأغلبية بتصويت الوزراء على خطة الانقطاع حيث تم التصويت عليها بعد يومين.
في نهاية عام 2004 تركت حركة إسرائيل بيتنا "الاتحاد الوطني" وتأقلمت لوحدها بالدورة الـ17 للكنيست، هذه المرة أيد ليبرمان خطة "تبديل الأراضي".
في انتخابات الدورة الـ17 حصل حزب "إسرائيل بيتنا" على 11 مقعدا لأنه حصل على دعم جديد من القادمين الجدد من دول الاتحاد السوفييتي السابق.
في 30 أكتوبر 2006 قاد "ليبرمان" الحزب إلى تحالف بقيادة رئيس الحكومة إيهود أولمرت وعُيّن نائب لرئيس الحكومة ووزيرا للشؤون الإستراتيجية.
انضمام "إسرائيل بيتنا" للحكومة جر وراءه ممانعة من أعضاء حزب العمل وهو عضو بالتحالف، لكن بعد تصويت داخلي في الحزب اِتخذ قرار البقاء في الحكومة.
بعدما أدارت الحكومة الإسرائيلية مفاوضات مع السلطة الفلسطينية أعلن ليبرمان انسحاب حزبه من الحكومة بسبب المناقشات مع الفلسطينيين حول القضايا الجوهرية.
في 16 يناير 2006 انسحب حزب "إسرائيل بيتنا" من الحكومة الإسرائيلية.
وفي انتخابات الدورة الـ18، عام 2009 حصل حزب "إسرائيل بيتنا" على 15 مقعدا وأصبح ثالث أكبر حزب في إسرائيل، وفي مارس 2009 مع إقامة حكومة الاحتلال الـ32 برئاسة بنيامين نتنياهو عُيّن ليبرمان نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً للخارجية وعضوا في مجلس الوزراء الأمني لإسرائيل وأيضاً عضوا في المطبخ الإسرائيلي.
في عام 2009 دخل في قائمة الـ100 المؤثرين في مجلة "تايم" الأمريكية الأسبوعية.
وفي الفترة التي شغل فيها "ليبرمان" منصب وزير الخارجية ازدادت مشكلات إسرائيل بالعلاقات الخارجة سوءا بمجالين اثنين، الأزمة المستمرة بالعلاقات مع تركيا، استمرار اعتراف دولي بدولة فلسطينية حيث قامت إحدى دول أمريكا الجنوبية بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967.
ليبرمان ينتمي إلي اليمين المتطرف وله رأي متعصب بالصراع العربي-الإسرائيلي، لكن وخلافا لرأي معظم أتباع اليمين فهو مستعد لأن يعترف بدولة فلسطينيه بشروط مُحددة، في البداية أيد الترانسفير كحل للصراع العربي-الإسرائيلي ولكن مع اقتراب موعد انتخابات الحكومية سنة 2006 عرض اقتراحا لحل الدولتين مع تشديد في مضمون الاقتراح على "تبديل أراضي" لضمان أغلبيه يهودية في دولة إسرائيل.
في عدة مواقف أعرب ليبرمان عن معارضته الشديدة لليسار الإسرائيلي، ففي يوم قَسَم الكنيست الـ31 طالب ليبرمان بمحاكمة كل عضو كنيست يلتقي بقادة "حماس" على أساس أنهم عملاء.
من تصريحاته المثيرة، طرد العرب خارج فلسطين المحتلة، وقصف السد العالي، واغتيال القادة الفلسطينيين.