حال القمح فى الشونة: «ينداس بالجزمة.. أو تاكله الفئران»

كتب: رحاب لؤى

حال القمح فى الشونة: «ينداس بالجزمة.. أو تاكله الفئران»

حال القمح فى الشونة: «ينداس بالجزمة.. أو تاكله الفئران»

 رجل يرتدى البالطو الأبيض، يوحى منظره بالأهمية، يقف بحذائه فوق محصول القمح، الملقى فى صورة كومة على أرض أسمنتية صلبة، مشهد يبدو صادماً لجمع غفير يخطو أصحابه بأحذيتهم فوق «القمح» الذى يفترض أنها واحدة من ليالى عيده، حدث ذلك كله خلال الزيارة الأخيرة لمحافظ القليوبية د. رضا فرحات لشونة القمح التابعة لبنك الائتمان الزراعى ببنها؛ للاطمئنان على عملية استلام القمح بها، والوقوف على مدى جودته ومطابقته للمواصفات المتفق عليها من قبل وزارة الزراعة.

{long_qoute_1}

جولة بمرافقة وكلاء عن وزارات التموين والزراعة لم يبد أن أحدهم شعر بمشكلة مع الوقوف فوق المحصول، تحذيرات وتنبيهات وأوامر لم تبد منطقية مع الصورة الصادمة، التى بدت معبرة إلى حد بعيد عن حال القمح مع مسئولى الدولة، يتناولونه بتصريحات مبشرة، ثم يخطون فوقه بـ«الجزمة». «شىء مؤذٍ جداً ولا يصح، حتى الفلاح حين يقف فوق القمح أثناء حصاده يكون حافياً، إن لم يكن احتراماً للقمح كمحصول فاحتراماً لنعمة ربنا» يتحدث د. عبدالغنى الجندى، الأستاذ المتفرغ بكلية الزراعة جامعة عين شمس، الرجل الذى يدرس لطلبته «الهندسة الزراعية» بدا مستاء من مشهد القمح المبسوط فوق الأرض الأسمنتية «معرض لكل الأخطار، ونسبة الفاقد فيه لا تقل عن 20% لأنه معرض باستمرار للمخاطر، أى شوية مية أو طيور معدية تاكل منه، أو فئران، وزيادة عليهم الغبار والوطء بالأحذية».

أمين لجنة قطاع الدراسات الزراعية بالمجلس الأعلى للجامعات، أكد فشل فكرة الشون المكشوفة التى كانت الزيارة لإحداها «مجلس الوزراء أمر باللجوء إليها لمحاولة استيعاب المحصول، مصر تنتج حوالى 10 ملايين طن قمح، لكن القدرة الاستيعابية للصوامع مجتمعة لا تتعدى 2 إلى 2.5 مليون طن، أى حوالى 25% من إجمالى الإنتاج» حال يبدو بائساً للغاية، فالفلاح بحسب الجندى «زهق» وأصبح يلجأ إلى السوق السوداء.

أزمة تنتظر الحل الذى أعلن عنه رئيس الجمهورية بـ«فارغ الصبر» بحسب د. محمد البرعى وكيل معهد المحاصيل الحقلية، الذى أكد بدوره أن «الفقد» مأساة محصول القمح فى مصر، يبذل لأجله الفلاح الكثير، ويجنيه ليفقده فى مراحل تالية، فى سلسلة عبثية «حشرات وفئران تبدو المستفيد الأخير من المحصول خاصة فى الشون المكشوفة، الكل فى انتظار الصوامع الحديثة وحتى هذا التاريخ تظل المأساة قائمة».


مواضيع متعلقة