انفراجة دبلوماسية بين أذربيجان وأرمينيا بعد مواجهات "قره باغ"
![جانب من الاجتماع](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/3155772911463469185.jpg)
جانب من الاجتماع
تعهد رئيس أذربيجان إلهام علييف، ونظيره الأرميني سيرج سركيسيان، إثر اجتماعهما أمس الإثنين في فيينا بوساطة دولية، باحترام وقف إطلاق النار في منطقة ناجورني قرة باغ المتنازع عليها، والتي شهدت مؤخرا مواجهات دامية، وباستئناف المفاوضات المتعثرة منذ سنوات.
وإثر لقاء مساء أمس الإثنين في فيينا، برعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أكد الرئيسان في بيان مشترك، التزامهما بوقف إطلاق النار والتسوية السلمية للنزاع، الذي كان شهد مواجهات دامية في أبريل، وحدد الرئيسان كهدف اللقاء مجددا في يونيو لاستئناف المفاوضات.
وجاء في البيان: "اتفق الرئيسان على جولة مفاوضات جديدة تعقد في يونيو، في مكان سيتم الاتفاق عليه بينهما، بهدف استئناف مفاوضات التسوية الشاملة".
كما اتفق الجانبان على إقامة آلية مراقبة وتحقيق في وقف إطلاق النار، تشرف عليها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وعلى استئناف العمل بشأن تبادل المعطيات بشأن الأشخاص المفقودين في النزاع المستمر منذ ربع قرن.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي حضر اللقاء، بحسب ما أوردت وكالة ريا نوفوستي: "لدينا أسباب (وجيهة) للاعتقاد بأن المفاوضين الأرمينيين والأذربيجانيين سيميلون إلى البحث عن تسويات، وسنسهل ذلك بكل الوسائل الممكنة".
واجتمع الرئيسان الأذربيجاني والأرميني في بداية مساء الإثنين، بحضور وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ونظيره الأمريكي جون كيري، ووزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية هارليم ديزير، ولم يلتق رئيسا الدولتين منذ تصاعد العنف في النزاع الذي يعود إلى ربع قرن.
وأدت المواجهات إلى مقتل 110 أشخاص على الأقل في أبريل، هم مدنيون وعسكريون من الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين في جنوب القوقاز، وكانت تلك أسوأ مواجهات منذ وقف أول لإطلاق النار، أُبرم في العام 1994 بعد حرب أهلية أسفرت عن سقوط 30 ألف قتيل ونزوح مئات الآلاف معظمهم من الأذربيجانيين.
- خط ترسيم الحدود -
وكانت كل من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة، دول الوساطة الثلاث من داخل منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، تأمل في ألا يقتصر جهدهم الدبلوماسي في فيينا، على تثبيت التهدئة على جبهة المواجهة، بل أيضا أن يؤدي إلى استئناف المفاوضات بشأن وضع ناجورني قره باغ هذه المنطقة ذات الأغلبية الأرمينية، التي أعلنت انفصالها، لكنها ما تزال منطقة معترف دوليا بها كجزء من أذربيجان.
ومنذ سيطر انفصاليو الأرمن على هذه المنطقة، وعلى الرغم من وقف إطلاق النار الذي أعلن في 1994، لم يجد هذا النزاع طريقه إلى الحل، واستمرت المواجهات قائمة على طول خط الحدود.
وبينما كانت المحادثات التي تقودها روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، تراوح مكانها في السنوات الأخيرة، قام البلدان بإعادة التسلح بكثافة وخصوصا أذربيجان الغنية بالطاقة.
وتتبادل باكو ويريفان، الاتهامات بشأن اندلاع أعمال العنف الشهر الماضي، لكن عددا من الخبراء يرون أن الهجوم كان بمبادرة من أذربيجان التي تعاني من أزمة اقتصادية بسبب تراجع أسعار النفط.
وسيطرت القوات الأذربيجانية على عدد من المواقع الاستراتيجية، واحتفظت ببعضها رغم هجوم أرميني مضاد، ما أدى إلى تغيير في خط الجبهة للمرة الأولى منذ 1994.
وقال توماس وال الذي يعمل في مركز كارنيجي للسلام، في مقالة نشرها موقع بوليتيكو الإلكتروني: "كانت هناك حالة من الحماسة الوطنية في جميع أنحاء البلاد، ما شكل مادة تشغل الناس عن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية"، وتعهدت تركيا التي تتسم علاقاتها مع موسكو بالفتور منذ إسقاطها مقاتلة روسية عند الحدود السورية، دعم حليفتها أذربيجان.