«هدايا الحر»: عصير بـ«بلاش» فى الأوتوبيس.. مبادرة من «الكمسرى والسائق».. والهيئة تشيد
صورة أرشيفية
تحت أشعة الشمس الحارقة، يتصبب العرق على جبهات المواطنين داخل محطة أوتوبيسات هيئة النقل بصقر قريش، ينتظرون وسيلة مواصلات تنقذهم من حرارة الجو، التى سجلت 42 درجة مئوية، بينما يستعد «محمود» الكمسرى للرحلة، بإعداد أكواب بلاستيكية، لتوزيع المشروبات المثلجة على الركاب مجاناً.
«لقينا الجو حر، فقلنا نخفف على الناس، بقيت أقطع التذكرة بإيد، وأوزع العصير بالإيد التانية»، الصعوبة الحقيقية التى واجهها محمود أحمد (38 عاماً) لم تكن فى إعداد المشروبات الباردة، فقد استطاع إعدادها بمساعدة السائق «عم جمال» قبل ميعاد العمل، لكن الصعوبة كانت فى إقناع المواطنين بالفكرة: «الناس كانت فكرانا بنبيع ليهم العصير والمياه، مستغلين موجة الحر من أجل الربح، وتعبت لحد ما فهّمتهم إنها ببلاش».
30 جنيهاً.. تكلفة شراء أكياس العصائر التى جلبها «الكُمسرى» و«السائق»: «كيس العصير اللى بجنيه بيعمل أكتر من 5 كوبيات، عملناه فى ميه باردة قبل ميعاد الشغل، ووزعنا أكتر من 300 كوباية على الناس، وملينا زجاجات ميّه من الكولدير، واتفقت مع عم جمال فى الأيام الحر نوزع العصير على الركاب». مبادرة «محمود وعم جمال» أشاد بها المهندس يحيى عبدالوهاب، رئيس الإدارة المركزية لشئون الحركة بالهيئة، مؤكداً أنه إجراء لم يصدر عن الهيئة، لكنه سلوك إنسانى من العمال لشعورهم بمعاناة المواطن فى موجة الحر: «الهيئة مخصصة كولدير فى آخر كل محطة للأوتوبيسات، واللى عمله السواق والكمسرى مثال مشرف للهيئة كلها، ويستحق التقدير».