استمرار أزمة تكدس القمح أمام الشون والصوامع.. واستلام 2.1 مليون طن

كتب: محمد ابو عمرة ووائل سعد والمحافظات - خالد الغويط وحسن صالح ومحمود الحصري سهاد الخضري وصالح رمضان

01:46 م | الخميس 12 مايو 2016

أعلنت وزارة الزراعة، أنّ إجمالي كميات القمح التي تمَّ توريدها للشون التابعة لبنك التنمية والائتمان الزراعي، والهناجر والصوامع التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، بلغت حتى صباح اليوم الخميس، 2 مليون و100 ألف طن، على مستوى محافظات الجمهورية، واستمرت أزمة تكدس الشاحنات والسيارات المحمّلة بمحصول القمح أمام الشون والصوامع في المحافظات.

وقال وزير التموين الدكتور خالد حنفي، في تصريحات صحفية، إنّ عمليات توريد الأقماح المحلية شهدت انفراجة كبيرة مؤخرًا، بعد قرار المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، بفتح الشون الترابية على مستوى الجمهورية للتيسير على المزارعين، واستيعاب كميات القمح الموردة، فضلاً عن مشاركة الجمعيات التعاونية الزراعية في عملية التوريد باستلام الأقماح من المزارعين، وتوريدها بمعرفتها للشون ومراكز التوريد المختلفة، بعد دفع مستحقات المزارعين، مؤكدًا أنّ غرفة العمليات المركزية بالوزارة، تتواصل مع غرف المحافظات المختلفة، والغرف التابعة لها، لمتابعة حركة التوريد أول بأول، والوقوف على المشاكل التي تواجه المزارعين، والتوجيه بحلها فورًا، للتيسير على المزارعين، وتذليل العقبات أمامهم.

وأعلن حنفي، ارتفاع كميات القمح المحلي التي تمَّ استلامها من المزارعين منذ فتح موسم التوريد منتصف أبريل الماضي إلى أكثر من 50%، لافتًا إلى أنّ الباب مازال مفتوحًا وممتدًا لأكثر من 40 يومًا قادمة للتوريد حيث متوقع استلام أكثر من 4 ملايين طن قمح وذلك في جميع الصوامع والشون المتطورة الحديثة والشون الإسفلتية المجهزة، بالإضافة إلى الشون الترابية وأنه جار صرف المستحقات المالية للموردين بعد اعتماد نحو 3 مليارات جنيه من وزارة المالية.

وأكد حمدي علام رئيس الرقابة والتوزيع بوزارة التموين والتجارة الداخلية وعضو اللجنة العليا لاستلام القمح، أنّ غرف العمليات التي تمَّ تشكيلها بمركز المعلومات بمركز الوزراء وبمديريات التموين بالمحافظات تعمل بصفة دائمة ويومية لحل مشاكل الموردين، لافتًا إلى أنّ هناك خطوط ساخنة بمجلس الوزراء ووزارة التموين لتلقي شكاوى الموردين والعمل على حلها، مشيرًا إلى أنّ هناك تنسيقًا وتعاونًا بين وزارة التموين ووزارات الزراعة والمالية والتجارة والصناعة ومجلس الوزراء وجميع أجهزة الدولة للعمل على التيسير على المزارعين لإنجاح موسم توريد الاقماح واستلام أكبر قدر من الأقماح المحلية.

وفي محافظة سوهاج، أربكت حالة التكدس، المزارعين خصوصًا أصحاب الأراضي المستصلحة، واتهموا المسؤولين بعدم التعاون معهم، وقرر محافظ الإقليم الدكتور أيمن عبدالمنعم، تشكيل غرفة عمليات بديوان عام المحافظة لمتابعة سير توريد القمح للشون والمطاحن على مستوى المحافظة، لإزالة جميع المعوقات أمام عملية توريد القمح، مشددًا على رؤساء الوحدات المحلية للمراكز والمدن والأحياء بمتابعة توريد المزارعين للقمح على مستوى قرى ومراكز المحافظة، وموافاته بأي معوقات قد تعترض سير العمل بها، كما وجّه بضرورة المرور الميداني للتأكد من فتح جميع الشون الترابية، واستلام القمح في نطاق المحافظة والتأكد من انتظام العمل بها، لعدم تكدس موردي القمح بها، وتذليل العقبات التي قد تواجه تسليم القمح.

وقال وكيل وزارة الزراعة المهندس مراد محمد حسين، في تصريحات لـ"الوطن"، إنه تمَّ توريد 55 ألف طن قمح للصوامع والشون حتى الآن، مشيرًا إلى أنّه يتواجد في غرفة العمليات التي شكلها محافظ الإقليم بشكل يومي وحتى مواعيد إغلاق الشون والصوامع، حيث يجري متابعة عملية توريد القمح لحظة بلحظة.

وأضاف أنّ غرفة العمليات تلقت شكوى، اليوم، من أحد المزارعين بالمنطقة الصحراوي بجهينة يتضرر من عدم استلام مسؤولي شونة بنك التنمية لحصته من القمح لأنها منزرعة خارج الزمام، وتمَّ الاتصال بالمسؤولين بالبنك وإبلاغهم أنّه طالما يوجد لدى المزارع خطاب من الجمعية الزراعية تفيد بتقنين وضع أرض المزارع، ووجوده ضمن الحصر يتم التوريد علي الفور، وتمَّ حل مشكلة المزارع والسماح بتوريد حصته.

وأكد أنّ تكدس السيارات والشاحنات أمام الصوامع والشون، انخفض كثيرًا اليومين الماضيين، خصوصًا بعد أن تمَّ فتح 5 شون ترابية في مراكز دار السلام، وجرجا، والمنشأة، وطهطا، وقرية مشطا.

وقال وكيل وزارة الزراعة في القليوبية المهندس طه نعيم، إنّ حالات التكدس أمام الشون في المحافظة سببها استبعاد الشون الترابية من التوريد هذا العام، بالإضافة إلى عدم تسليم الشون الجديدة من الشركة المنفذة إلى وزارة التموين، وتأخر أعمال التوريد 10 أيام، حيث كان من المقرر بدء التسليم في 15 أبريل، فتم التأجيل إلى يوم 25.

وأشار إلى أنّ محافظ القليوبية اللواء رضا فرحات، سمح بفتح الشون الترابية ليصل أعداد الشون إلى 11 شونة بجميع مدن المحافظة، ومن ضمنها شونة القناطر الخيرية، والتي شهدت توريد 370 طن قمح عقب افتتاحها مباشرة بعد تدخل نواب البرلمان.

وأكد أنّه تمَّ إلغاء قرار توريد القمح بموجب الحيازة على أن يتم التوريد طبقًا لكشوف حصر معتمدة من مديرية الزراعة، مشيرًا إلى أنّه في حالة تسليم المزارع للمحصول إلى التاجر يشترط حصول التاجر على كشف معتمد من الجمعية الزراعية، والإدارة بأسماء المزارعين الذين جمعوا المحصول، حيث يتم التوريد بمعرفة التاجر نفسه، مع التأكد من أن القمح هو محصول نفس العام حتى لا يتم إدخال محصول مستورد إلى الشون.

وأشار إلى أن كمية توريد القمح في المحافظة إلى الشون وصلت إلى 44.515 ألف طن من جملة 140 ألف طن تقريبًا من المنتظر توريدها للمحافظة.

وتفقد محافظ المنوفية الدكتور هشام عبدالباسط، شونة جنزور التابعة لمركز ومدينة بركة السبع، للوقوف على حالة الشون ومدى جاهزيتها لاستلام القمح، وتفاديًا لحدوث أزمة تشجع بعض التجار على استغلال الفلاحين وشراء المحصول بثمن بخس.

وأكد أنّ عملية تسليم المحصول لا تستغرق وقتًا طويلًا، مشددًا على ضرورة تفعيل القرارات التي تمَّ اتخاذها، ومتابعة تنفيذها وعلى ضرورة التنسيق بين مديريتي التموين والزراعة، لتسهيل الإجراءات وتفادي الأزمات والعمل على صرف مستحقات الموردين أولًا بأول.

وأشار وكيل وزارة التموين والتجارة الداخلية عاطف الجمال، إلى أنّ سعة تخزين شونة جنزور تبلغ 2500 طن، وأنّها استقبلت حتى صباح اليوم 544 طنًا، مضيفًا أنّ المنوفية تضم 13 صومعة وشونة.

وأكد أنّ المحافظة اتخذت جميع الإجراءات لضمان نجاح موسم التوريد، وجار افتتاح 5 شون إضافية على مستوى محافظة المنوفية خلال أيام من شأنها القضاء على أي مشاكل مستقبلية.

وأعلن محافظ دمياط الدكتور إسماعيل عبدالحميد، عن افتتاح 6 هناجر على النظام القديم لتوريد القمح، لحين انتهاء موسم التوريد بزيادة السعة التخزينية لـ7 شون تابعة لبنك التنمية والائتمان الزراعي، وقال محافظ الدقهلية، حسام الدين إمام، إنّ نظام تسليم القمح مقابل الحيازة الزراعية ضبط المتلاعبين، وضرب بيد من حديد على الفاسدين الذين يسرقون الفلاح.

وأضاف إمام، خلال زيارة مفاجئة لصوامع المنصورة، موجهًا حديثه لأحد الفلاحين "مش هتبات تاني في الشارع، إحنا اللي هنبات في الشارع، والفلاح فوق رؤوسنا ونقول له شكرًا، وحقك يجيلك لحد عندك، ولن نسمح لأحد بسرقة الفلاحين"، مشيرًا إلى أنّه "لدينا أفضل أنواع القمح في العالم، وسنقف بالمرصاد لأباطرة السوق والفاسدين الذين أرادوا سرقة قوت الشعب ونهب أموال الدولة".