«عباس».. نازح من «نينوى» هرب فى آخر لحظة قبل سقوطه فى يد «التنظيم»

«عباس».. نازح من «نينوى» هرب فى آخر لحظة قبل سقوطه فى يد «التنظيم»
- أهل السنة
- أيدى داعش
- اتحاد الصحفيين
- استقبال النازحين
- الأوضاع الأمنية
- الجمعيات الخيرية
- الجيش العراقى
- الحشد الشعبى
- السنة والشيعة
- العام الماضى
- أهل السنة
- أيدى داعش
- اتحاد الصحفيين
- استقبال النازحين
- الأوضاع الأمنية
- الجمعيات الخيرية
- الجيش العراقى
- الحشد الشعبى
- السنة والشيعة
- العام الماضى
- أهل السنة
- أيدى داعش
- اتحاد الصحفيين
- استقبال النازحين
- الأوضاع الأمنية
- الجمعيات الخيرية
- الجيش العراقى
- الحشد الشعبى
- السنة والشيعة
- العام الماضى
- أهل السنة
- أيدى داعش
- اتحاد الصحفيين
- استقبال النازحين
- الأوضاع الأمنية
- الجمعيات الخيرية
- الجيش العراقى
- الحشد الشعبى
- السنة والشيعة
- العام الماضى
فى ليلة صيفية هادئة، يقرع الباب من دون أن يكون منتظراً لأحد، يتوجه نحو الباب ويفتحه فيفاجأ بصديقه يسأله «فين نسوانك؟» يجيب الرجل بوجودهن بالداخل، يناشده بلهفة وخوف، «اطلع من البلد داعش اقترب من حدودها»، لم يصدق حسنى عباس، أحد النازحين الشيعة من سهل نينوى، ما قاله صديقه الدكتور الجامعى ذو الخبرة والمعرفة حول الأوضاع الأمنية، وربما كانت المرة الأولى التى لم يستسلم لكل ما يقوله لينسج الشك حول نصيحته المؤلمة بالخروج من مدينته إثر معلومات تفيد بتسلل داعش للمدينة فى هذه الليلة المشئومة، لم يقتنع الرجل وظل يبحث فى القرار الصعب، ليأتيه أحد جيرانه من المذهب السنى ليقول له: «أنا أخوك سنى دول ناس إرهابيين جايين يدمروا البلد ويدبوا الطائفية، اطلع أفضل اسمع كلامى»، ليتأكد حينها أن عليه الرحيل، ويجهز متاعه للرحيل بحلول منتصف الليل.
{long_qoute_1}
«فعلاً الساعة 12 بالليل يوم 6 أغسطس 2014 طلعت باتجاه الشمال السرمندان ثم إلى منطقة عقرة ثم إلى أربيل وسليمانية، وكان معنا سيارات، لأن كان فيه أهالى فى رحلتنا»، يروى «عباس» عدم قدرته على التصديق أو قبوله الواقع الجديد المؤلم بقوله: «أنا ما صدقت، الصعب إن الواحد يصدق إنه هايطلع من البيت ويقعد فى الشارع، لكنى صدقت لما جارى المسلم السنى اللى أوصانا بيهم السستانى إنهم ما إخواننا بل هم أنفسنا»، كان ذلك بعد شهرين من سقوط الموصل، وبالرغم من أن سهل نينوى كان على حدوده داعش فإنه لم يصدق يوماً أنهم سيتمكنون من دخول السهل لوجود قوات عراقية وسواتر تحمى المدينة، لكنه أبُلغ بالخبر دون أن يدرى أو يهتم بسقوط المدينة أو أنها سيتم تسليمها للدواعش، حيث كان ما يشغله أسرته وما تخبئه له الأيام المقبلة القاسية.
كان الخروج فوضوياً، حيث خرج الأهالى بسياراتهم من المدينة فى زخم، فى الوقت الذى كان داعش قد انتبه لخروج الأهالى وبدأ فى تتبعهم وقطع الطرق عليهم، مشيراً إلى أن بعض الأهالى لم يتلقوا الخبر وفى الصباح فوجئوا بداعش «يُصبّحون عليهم» ويوقظونهم من النوم، كما تلقى خبراً بأن أحد أصدقائه هرب بسيارته ذات سقف مفتوح، وكانت تلاحقه سيارات داعش وبينهما مسافة 100 متر، وسقط ابنه الرضيع خلال هروبه بالسيارة عبر طريق غير معبد، إلا أنه لم يتوقف لإنقاذ ابنه وقرر تركه تدهسه سيارات داعش خلال مطاردته لإنقاذ بقية أسرته كاملة، «خلال سقوط الموصل كنا نشاهد الدواعش على بعد عشرات الأمتار، حيث كان يفصل سهل نينوى عن الدواعش مسافة قليلة وساتر كبير تحت إمرة الجيش العراقى، وكانوا قسمين، الأول متعاون مع داعش، والآخر أجانب شيشان وأفغان وصينيون ولغتهم ما نعرفها».
{long_qoute_2}
ويضيف أن أحد أصدقائه خرج من المدينة قبل سقوط سهل نينوى بيومين أو ثلاثة، لأنه وصلته معلومات استخباراتية باقتراب سقوط المدينة، فأخذ أسرته وخرج من المدينة بالسيارة ولكنه أخطأ الطريق هو والسائق ودخلوا إلى داعش عن طريق منطقة تسمى «الحويجة»، فتم ذبحهم وحصلوا على النساء من أسرته، متابعاً: «ناس كتير من النازحين الذين سقطوا فى أيدى داعش تم ذبحهم من سن الـ16 عاماً وحتى الشيب والشيخ العجوز يتم ذبحه، بينما يسبون النساء»، مشيراً إلى أن التعامل الوحشى لم يكن فقط مع الشيعة والمسيحيين والأكراد، بل إنه كان مع أهل السنة أيضاً، حيث وصلتهم هذه المعلومات من النازحين السنة أنفسهم، قائلاً: «نعم أهل السنة هم أول المتأذين وأول من حملوا مآسى داعش، وفى اتصال مع الأخوة، قال لى يا أخى أتمنى أن يعود الوضع كما كان ويُطرد هؤلاء المجرمون من المدينة وأتمنى أن يحررها الحشد الشعبى ويخلصنا منهم».
ويوضح «عباس» أنه لمس كل هذه المشاعر من خلال عمله فى الجمعيات الخيرية وفى اتحاد الصحفيين العراقيين ببغداد، حيث كانت لديه محال تجارية بجانب عمله عضواً فى اتحاد صحفيى نينوى، وبعد نزوحه من المدينة وقدم إلى بغداد التحق باتحاد صحفيى بغداد وعمل على المساعدات التى تذهب للاجئين ويوثق مآسيهم، كما ساهم فى عمل فصول تقوية ومحو أمية للرجال والنساء فى المخيم الذى أقام فيه مع مئات العائلات النازحة، ويتابع: «عاشرت النازحين من الأنبار وشفت تعامل الحشد والشيعة معهم، وكنا ندخل أماكن مع القوات المحررة ونجد الأهالى السنة يرفعون الرايات البيضاء وحينما نسألهم لماذا ترفعون الرايات يقولون لنا داعش أبلغونا أنكم ستقتلونا وتذبحونا»، مشيراً إلى أنه وجد مجموعات من الناس مقتولين وشهد أهالى قريبون منهم بأن داعش استخدمتهم كدروع بشرية خلال المعارك، لافتاً إلى أن المنطقة الأخيرة التى دخلها مع قوات الحشد الشعبى لاستقبال النازحين كانت خلال المعارك التى دارت فى مارس الماضى، لتحرير غرب سامراء حتى بحيرة الثرثار، حيث انطلقت هذه العملية من 6 محاور، وخلالها مروا بعدة قرى، وكلها قرى مأهولة بالسكان، وأنه حتى النساء من أهل السنة لم يسلمن من جرائم داعش، قائلاً: «أنا دخلت أصورهن وأسألهن عن سبب بكائهن قلن ليس بكاؤنا لمال ذهب ولا لرجل فُقد ولكن لأغلى ما نملك، وذلك كان يوم الأربعاء 2 مارس الماضى، خلال تحرير غرب سامراء».
ويشير إلى أن سهل نينوى كان منطقة مختلطة، بها السنة والشيعة والمسيحى والأيزيدى، وكلهم خرجوا فى ليلة وضحاها، وأنه حينما وصل هو وأسرته البالغة 5 أفراد، زوجته وولدين وبنتين، إلى بغداد استقبلهم الأهالى وقالوا لهم أنتم أهل الدار، حتى نقلت المحافظة أسرته مع بقية الأسر إلى المدارس لحين بناء «مخيم نبى الله يونس» ومنحه «كرفان» يعيش فيه مع أسرته.
وحول الصعوبات التى واجهته لحظة خروجه وعدم وجود مكان يؤويه، قال: «المشكلة مو إنك تلاقى مكان تبات فيه أو تعاشر فيه ناسك، المشكلة فى إن الهجرة ها اللحظة فى بالك، يعنى الأطفال ينامون ويستيقظون ويقولون كنا فى حلم وهل هذا يحدث فعلاً»، مشيراً إلى أن نجلته الصغيرة لحظة نزوحه كانت بعمر الثلاث سنوات والآن هى فى الخامسة من عمرها، وسألته العام الماضى أصعب الأسئلة التى تلقاها فى حياته، متابعاً: «سألتنى الطفلة الصغيرة بابا شو هنرجع إلى بيتنا، يعنى متى نعود إلى البيت، وهذه الصعوبة التى أواجهها، كيف أجيب عن سؤالها؟».
- أهل السنة
- أيدى داعش
- اتحاد الصحفيين
- استقبال النازحين
- الأوضاع الأمنية
- الجمعيات الخيرية
- الجيش العراقى
- الحشد الشعبى
- السنة والشيعة
- العام الماضى
- أهل السنة
- أيدى داعش
- اتحاد الصحفيين
- استقبال النازحين
- الأوضاع الأمنية
- الجمعيات الخيرية
- الجيش العراقى
- الحشد الشعبى
- السنة والشيعة
- العام الماضى
- أهل السنة
- أيدى داعش
- اتحاد الصحفيين
- استقبال النازحين
- الأوضاع الأمنية
- الجمعيات الخيرية
- الجيش العراقى
- الحشد الشعبى
- السنة والشيعة
- العام الماضى
- أهل السنة
- أيدى داعش
- اتحاد الصحفيين
- استقبال النازحين
- الأوضاع الأمنية
- الجمعيات الخيرية
- الجيش العراقى
- الحشد الشعبى
- السنة والشيعة
- العام الماضى