ضحية "الأستاذ المتحرش": كان بيقول ألفاظ خارجة ويعلق على اللبس والمكياج في المدرج

11:26 ص | الثلاثاء 10 مايو 2016

كلمات مختلطة بالمخاوف والآلام، مخاوف تسللت إلى قلبها من كشف هويتها أمام مجتمع لا يفرق بين الجاني والضحية، وآلام نفسية من تجربة قاسية، تريد محوها من ذاكرتها، فلم تتخيل الطالبة الجامعية، أن يأت الفعل المشين من أستاذ جامعي، فتربت على أنها علاقة أبوية بنيانها احترام وتقدير، وعطاء أساسه قيم أخلاقية ومناهج علمية، علاقة ليس فيها إيحاءات جنسية، وتحرشات جسدية ولفظية قائمة على ابتزاز وترهيب.

"ابعتيلي صورك عشان أقضي رأس السنة معاها"، جزء من محادثة الأستاذ المتحرش بإحدى الطالبات في محادثة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يمتلئ "هاشتاج متحرش فنون جميلة" على "فيس بوك"، الذي دشنه طلاب وطالبات كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان بالعديد منها، وهو ما تعلق عليه الطالبة الضحية، والتي احترمت "الوطن"، رغبتها في عدم الإفصاح عن هويتها، بقولها: "طلب مننا أول السنة، نعمل له إضافة على "فيس بوك"، لأنه أمر مهم جدا في التواصل بينهم وبينه، وأنه هيحدد درجات أعمال السنة من خلال "فيس بوك"، وبعد كدة تتحرش بأكتر من بنت على الشات، بألفاظ وتلميحات جنسية.

الأمر لم يتوقف على التحرش عبر الإنترنت، أو من خلال "شات فيس بوك"، فتروي طالبة قسم جرافيك، تفاصيل ما وقع معها من مضايقات داخل المدرج الجامعي، وأثناء وقت محاضرته: "كان بيعدي في المدرج وسطنا، يعلق تعليقات سخيفة، ويقول ألفاظ خارجة، مرة علق على لون الروج مثلا اللي أنا حطاه، وكمان كان يوقف البنات في المحاضرة، ويحط الدرجات على حسب شكلهم ولبسهم".

احتجاجات الطالبات وطلاب الكلية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومظاهراتهم في الكلية منذ بداية الفصل الدراسي الثاني وحتى نهاية مارس الماضي، أسفر عن قرار من مجلس إدارة جامعة حلوان بإحالته لمجلس تأديب، وتوزيع محاضراته بين زملائه من أساتذة قسم الجرافيك في الكلية، لكن المجلس لم يبت في أمره إلى الآن، حسب ما تؤكد الطالبة ضحية التحرش: "هما فعلا قرروا إحالته لمجلس تأديب، لكن لسه منعرفش مجلس التأديب قرر إيه معاه، وبنشوفه موجود في الكلية، لكن ممنوع من التدريس لأي دفعة".

"لولا فيس بوك ماكناش هناخد حقنا"، هكذا تعلق "ضحية التحرش" في فنون جميلة حلوان، على الهاشتاج والفاعلية على "فيس بوك"، والتي كانت وسيلتها هي وزملائها للضغط على إدارة الجامعة، حتى ولو بإبعاده عن التدريس حتى لا يكرر فعلته بالتحرش بالطالبات.

آثار نفسية سيئة أحاطت بالضحية وزميلاتها، بعد ما ارتكب من جرم في حقهن، جعلت الضحية تشعر باليأس من انتهاء جريمة التحرش من الشارع والجامعة والعمل، قائلة: "ماحدش هيعرف يعمل أي حاجة ولا هيقدر على المتحرشين اللي بنشوفهم في الشارع كل يوم، دي أزمة أخلاق، وهي دي الكارثة، ومحدش بقى بيهمه القانون ولا بيحترمه، ولا بقى في تربية كمان في البيت، ورغم ده كله بنعمل اللي علينا، وهنلجأ للطرق القانونية، ومحدش بيقدر وجعنا النفسي، ولا الألم اللي بتبقى فيه البنت بسبب التحرش".

"لو التحقيق نتيجته كانت بالسلب هنعمل محاضر ضده"، هكذا اتفقت الطالبات المتحرش بهن على خطواتهن القادمة ضد الأستاذ المتحرش، وينتظرن بحسب قول "الضحية" نتيجة تحقيقات مجلس التأديب مع الأستاذ المتهم بالتحرش، قائلة: "لازم يتوقف بصورة كاملة عن العمل والتدريس، ويتعاقب على اللي عمله حتى لو هتوصل للحبس".

الدكتورة صفية القباني عميدة كلية فنون جميلة بجامعة حلوان، تحدثت لـ"الوطن" عن الأستاذ المتهم بالتحرش، مؤكدة أن الأستاذ الجامعي المتهم بالتحرش بالطالبات، حول إلى مجلس تأديب للتحقيق معه في الوقائع المنسوبة إليه، بناء على قرار من رئيس الجامعة، مؤكدة منع الأستاذ المتهم بالتحرش من التدريس، ووقفه عن العمل، لحين انتهاء التحقيقات معه من قبل مجلس التأديب، والوصول إلى قرار بشأنه من أجل اعتماده وتنفيذه، "وليه نكدب وليه نهدي الأولاد ونرضي بمضايقتهم، وغير أخلاقية".