أسامة هيكل: النقابة أخطأت فى «إيواء» مطلوبين للعدالة.. و«الداخلية» أساءت تقدير الموقف وكأن الدولة تستعدى الصحفيين

08:48 م | الاثنين 02 مايو 2016

قال النائب أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، إن اقتحام الأمن نقابة الصحفيين أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، إلا أنه لم يكن من المناسب أن يختبئ مطلوبون للعدالة أو للتحقيق داخل النقابة.

{long_qoute_1}

مشيراً، فى حواره مع «الوطن»، إلى أن الأمر بدا على المستوى الداخلى كأنه استعداء من الدولة ضد الصحافة ورمزها الممثل فى نقابة الصحفيين، وعلى المستوى الدولى فإن الأمر سيجرى تصويره على أن الدولة ضد حرية الرأى والتعبير، وأنها تقتحم نقابة الرأى بقوات أمنية، والمتربصون بمصر فى الخارج يروجون لهذه الصورة بكثافة للإضرار بالبلد.. وإلى نص الحوار:

■ كيف ترى ما حدث أمس الأول من اقتحام قوات الأمن نقابة الصحفيين؟

- بشكل عام أرى أن اقتحام نقابة الصحفيين أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، ولكن هذا لا يعنى أن يختبئ مطلوبون للعدالة أو للتحقيق داخلها، فنحن أمام واقعة مليئة بالأخطاء.

■ ماذا تقصد بالأخطاء ومن أى جانب تحديداً؟

- من الجانبين، وزارة الداخلية والنقابة، فالأولى كان ينبغى عليها أن تطلب من مجلس النقابة تسليم المطلوبين للتحقيق، تنفيذاً لقرار النيابة العامة بضبطهم وإحضارهم، على أن يجرى إعلان هذا الأمر بشكل صريح نظراً لحساسية الموقف.

■ وماذا عن خطأ النقابة؟

- كان ينبغى أيضاً على النقابة أن تنأى بنفسها عن إيواء اثنين من المطلوبين للتحقيق أمام النيابة، لأن هذا يخالف القانون، خصوصاً أن واحداً من المقبوض عليهما ليس عضواً فى النقابة، فتكلفة هذه الأخطاء المجتمعية كبيرة للغاية على الدولة، سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى.

■ ما نتائج الأزمة من وجهة نظرك؟

- الأمر بدا على المستوى الداخلى كأنه استعداء من الدولة ضد الصحافة ورمزها الممثل فى نقابة الصحفيين، وعلى المستوى الدولى فإن الأمر سيجرى تصويره على أن الدولة ضد حرية الرأى والتعبير، وأنها تقتحم نقابة الرأى بقوات أمنية، والمتربصون بمصر فى الخارج يروجون لهذه الصورة بكثافة للإضرار بالبلد.

■ هل ما حدث كان مقصوداً من وزارة الداخلية؟

- لا، فهناك سوء تقدير للموقف من «الداخلية» بشكل واضح، فالأمر كان يحتاج إلى إعداد مسبق وتخطيط للإجراءات، ونحن أمام أزمة كبيرة فى كل الحالات، سواء إيواء المطلوبين للتحقيق والصادر لهم أمر ضبط وإحضار من النيابة داخل النقابة، لأنه أمر مرفوض وتكلفته عالية، ولكن فى الوقت نفسه اقتحام النقابة من الأمن له كلفة عالية أكثر بكثير وفى الحالتين الدولة بمفهومها كشعب وقيادة مضارة من هذا الأمر.

■ ولكن المعتصمين يطالبون بإقالة وزير الداخلية؟

- لا أستطيع التدخل فى هذا الأمر أو إبداء رأى فيه دون أن أعرف ما إذا كانت الداخلية خاطبت النقابة أولاً لتسليم المطلوبين أم لا.

■ هل ستؤثر الأزمة على إصدار القوانين والتشريعات الخاصة بالصحافة والإعلام؟

- لا، فقوانين الصحافة والإعلام هى التزام دستورى فى المقام الأول يجب التمسك بها، رغم ما تسببت فيه الأحداث من مناخ سلبى، فالقوانين هى حاجة مجتمعية فى الأساس لضبط العلاقة بين الإعلام والمجتمع.

■ كيف ترى اعتصام الصحفيين؟

- لا أؤيد التصعيد فى مثل هذه الأزمات، وأؤيد الحوار والتهدئة فى الفترة الحالية، ويجب إنهاء الاعتصام لأنه ليس فى صالح أحد على الإطلاق.